677
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: قُلْتُ: «وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤمِنُونَ»۱ ؟ قَالَ: «قَالُوا: إِنَّ مُحَمَّداً كَذَّابٌ عَلى رَبِّهِ، وَ مَا أَمَرَهُ اللّهُ بِهذَا فِي عَلِيٍّ، فَأَنْزَلَ اللّهُ بِذلِكَ قُرْآناً، فَقَالَ: إِنَّ وَلاَيَةَ عَلِيٍّ «تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا» مُحَمَّدٌ «بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ»۲.
ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ، فَقَالَ: إِنَّ وَلاَيَةَ عَلِيٍّ «لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ» لِلْعَالَمِينَ «وَ إِنّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ» وَ إِنَّ عَلِيّاً «لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ» وَ إِنَّ وَلاَيَتَهُ «لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ»يَا مُحَمَّدُ «بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ»۳ يَقُولُ: اشْكُرْ رَبَّكَ الْعَظِيمَ الَّذِي أَعْطَاكَ هذَا الْفَضْلَ».
قُلْتُ: قَوْلُهُ: «لَمّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنّا بِهِ»؟ قَالَ: «الْهُدَى: الْوَلاَيَةُ، آمَنّا بِمَوْلاَنَا، فَمَنْ آمَنَ بِوَلاَيَةِ مَوْلاَهُ «فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً»۴».
قُلْتُ: تَنْزِيلٌ ؟ قَالَ: «لاَ، تَأْوِيلٌ».
قُلْتُ: قَوْلُهُ: «قُلْ إنِّى لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً»۵؟ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دَعَا النَّاسَ إِلى وَلاَيَةِ عَلِيٍّ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَعْفِنَا مِنْ هذَا۶، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: هذَا إِلَى اللّهِ لَيْسَ إِلَيَّ، فَاتَّهَمُوهُ وَ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنْزَلَ اللّهُ: «قُلْ إِنِّى لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّى لَنْ يُجِيرَنِى مِنَ اللّهِ»إِنْ عَصَيْتُهُ «أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاَغاً مِنَ اللّهِ وَ رِسَالاَتِهِ» فِي عَلِيٍّ».
قُلْتُ: هذَا تَنْزِيلٌ ؟ قَالَ: «نَعَمْ». ثُمَّ قَالَ تَوْكِيداً«: «وَ مَنْ يَعْصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ» فِي وَلاَيَةِ عَلِيٍّ «فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً%«$.
قُلْتُ: «حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً»۷؟ قَالَ:

1.. الحاقّة ۶۹ : ۴۱ .

2.. الحاقّة ۶۹ : ۴۳ ـ ۴۶ .

3.. الحاقّة ۶۹ : ۴۸ ـ ۵۲ .

4.. الجنّ ۷۲ : ۱۳ .

5.. الجنّ ۷۲ : ۲۱ .

6.. «أعفنا من هذا» ، أي دَعْنا منه . يقال : أعفاه من الأمر : برّأه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۷۴ عفا .

7.. الجنّ ۷۲ : ۲۴ . وفي البحار ، ج ۲۴ : + «قال» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
676

مُحَمَّداً، وَ أَنْزَلَ بِذلِكَ قُرْآناً، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، «إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ» بِوَلاَيَةِ وَصِيِّكَ «قالُوا
نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّهِ وَ اللّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ» بِوَلاَيَةِ عَلِيٍّ«لَكاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّهِ»وَ السَّبِيلُ هُوَ الْوَصِيُّ «إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا»بِرِسَالَتِكَ «ثُمَّ كَفَرُوا»بِوَلاَيَةِ وَصِيِّكَ «فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ»۱».
قُلْتُ: مَا مَعْنى «لاَ يَفْقَهُونَ»؟ قَالَ: «يَقُولُ: لاَ يَعْقِلُونَ بِنُبُوَّتِكَ».
قُلْتُ: «وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللّهِ»؟ قَالَ: «وَ إِذَا قِيلَ لَهُمُ: ارْجِعُوا إِلى وَلاَيَةِ عَلِيٍّ يَسْتَغْفِرْ لَكُمُ النَّبِيُّ مِنْ ذُنُوبِكُمْ «لَوَّوْا رُؤسَهُمْ»قَالَ اللّهُ: «وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ»عَنْ وَلاَيَةِ عَلِيٍّ «وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ»۲ عَلَيْهِ.
ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ۳ مِنَ اللّهِ بِمَعْرِفَتِهِ بِهِمْ، فَقَالَ: «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ»۴ يَقُولُ: الظَّالِمِينَ لِوَصِيِّكَ».
قُلْتُ: «أَ فَمَنْ يَمْشِى مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِى سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ»۵؟ قَالَ: «إِنَّ اللّهَ ضَرَبَ مَثَلَ مَنْ حَادَ۶ عَنْ وَلاَيَةِ عَلِيٍّ كَمَنْ يَمْشِي عَلى وَجْهِهِ لاَ يَهْتَدِي لِأَمْرِهِ، وَ جَعَلَ مَنْ تَبِعَهُ سَوِيّاً عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ: أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام».
قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُهُ: «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ»۷ ؟ قَالَ: «يَعْنِي جَبْرَئِيلَ عَنِ اللّهِ فِي وَلاَيَةِ عَلِيٍّ عليه‏السلام».

1.. المنافقون ۶۳ : ۱ ـ ۳ .

2.. المنافقون ۶۳ : ۵ .

3.. أي وجّه القول وأماله وأرجعه . قال في مرآة العقول ، ج ۵ ، ص ۱۳۹ : «ثمّ عطف القول ، على بناء المجهول . والباء في قوله : بمعرفته ، بمعنى «إلى» ، أي عطف اللّه‏ سبحانه» . ويؤيّده قوله : «من اللّه‏» وضبطه في «ض» بضمّ العين . ويؤيّد المعلوم قوله : «فقال ...» . على أنّه قال في مرآة العقول ، ج ۵ ، ص ۱۴۲ وذيل قوله عليه‏السلام : «ثمّ عطف القول» الذي يأتي بُعيد هذا : «ثمّ عطف ، على بناء المعلوم والضمير للّه‏ ، أي أرجع القول إلى ...» .

4.. المنافقون ۶۳ : ۶ .

5.. الملك ۶۷ : ۲۲ .

6.. حاد عن الشيء يحيد حُيودا وَحيْدَة وَحيْدُودَةً : مال وعدل . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۶۷ حيد .

7.. الحاقّة ۶۹ : ۴۰ ؛ التكوير (۸۱) : ۱۹ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16877
صفحه از 868
پرینت  ارسال به