643
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ أَحْزَنَ وُلْدَهُ بِذلِكَ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: «عَلَيَّ بِعَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ». فَجِيءَ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَبَسَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَ مَا اسْتَحْيَيْتَ مِنْ أَهْلِكَ ؟ أَ مَا رَحِمْتَ وُلْدَكَ ؟ أَ تَرَى
اللّهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ وَ هُوَ يَكْرَهُ أَخْذَكَ مِنْهَا ؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى اللّهِ مِنْ ذلِكَ، أَ وَ لَيْسَ اللّهُ يَقُولُ: «وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ» ؟ أَ وَ لَيْسَ اللّهُ يَقُولُ: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ»إِلى قَوْلِهِ «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤلُؤ وَ الْمَرْجانُ»۱ ؟ فَبِاللّهِ، لاَبْتِذَالُ نِعَمِ اللّهِ بِالْفَعَالِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنِ ابْتِذَالِهَا۲ بِالْمَقَالِ، وَ قَدْ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ»۳».
فَقَالَ عَاصِمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، فَعَلى مَا اقْتَصَرْتَ فِي مَطْعَمِكَ عَلَى الْجُشُوبَةِ، وَ فِي مَلْبَسِكَ عَلَى الْخُشُونَةِ ؟ فَقَالَ: «وَيْحَكَ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ فَرَضَ عَلى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلاَ يَتَبَيَّغَ۴ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ». فَأَلْقى عَاصِمُ بْنُ زِيَادٍ الْعَبَاءَ، وَ لَبِسَ الْمُلاَءَ.

۱۰۸۳.۴. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَزَّازِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ:
حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، ذَكَرْتَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام كَانَ يَلْبَسُ الْخَشِنَ، يَلْبَسُ الْقَمِيصَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَ مَا أَشْبَهَ ذلِكَ، وَ نَرى عَلَيْكَ اللِّبَاسَ الْجَدِيدَ.
فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام كَانَ يَلْبَسُ ذلِكَ فِي زَمَانٍ لاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَ لَوْ لَبِسَ مِثْلَ ذلِكَ الْيَوْمَ شُهِرَ بِهِ، فَخَيْرُ لِبَاسِ كُلِّ زَمَانٍ لِبَاسُ أَهْلِهِ، غَيْرَ أَنَّ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عليه‏السلام إِذَا قَامَ، لَبِسَ ثِيَابَ عَلِيٍّ عليه‏السلام، وَ سَارَ بِسِيرَةِ عَلِيٍّ عليه‏السلام».

1.. الرحمن ۵۵ : ۱۰-۱۱ و ۱۹ ـ ۲۲ .

2.. قال في الوافي، ج۳، ص۶۵۸ : «ابتذال النعمة بالفعال : أن يصرفها فيما ينبغي متوسّعا من غير ضيق . وبالمقال : أن يدّعي الغناء ويظهر بلسانه الاستغناء بها».

3.. الضحى ۹۳ : ۱۱ .

4.. قوله : «يتبيّغ» ، أي يتهيّج .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
642

نَفْسِي وَ مَطْعَمِي وَ مَشْرَبِي وَ مَلْبَسِي كَضُعَفَاءِ النَّاسِ ؛ كَيْ يَقْتَدِيَ الْفَقِيرُ بِفَقْرِي، وَ لاَ يُطْغِيَ الْغَنِيَّ غِنَاهُ».

۱۰۸۱.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَوْماً: جُعِلْتُ فِدَاكَ، ذَكَرْتُ آلَ فُلاَنٍ وَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ هذَا إِلَيْكُمْ لَعِشْنَا مَعَكُمْ.
فَقَالَ: «هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَا مُعَلّى، أَمَا وَ اللّهِ أَنْ لَوْ كَانَ ذَاكَ، مَا كَانَ إِلاَّ سِيَاسَةَ اللَّيْلِ۱، وَ سِيَاحَةَ النَّهَارِ۲، وَ لُبْسَ الْخَشِنِ، وَ أَكْلَ الْجَشِبِ۳، فَزُوِيَ۴ ذلِكَ عَنَّا، فَهَلْ رَأَيْتَ ظُلاَمَةً۵ قَطُّ صَيَّرَهَا اللّهُ نِعْمَةً إِلاَّ هذِهِ؟».

۱۰۸۲.۳. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ؛ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ غَيْرِهِمَا بِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ:
فِي احْتِجَاجِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام عَلى عَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ حِينَ لَبِسَ الْعَبَاءَ، وَ تَرَكَ الْمُلاَءَ۶، وَ شَكَاهُ أَخُوهُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام أَنَّهُ قَدْ غَمَّ أَهْلَهُ،

1.. «السِياسَةُ» : القيام على الشيء بما يُصلحه . والمراد رياضة النفس فيه بالاهتمام لاُمور الأنام وتدبير معاشهم ومعادهم ، مضافا إلى العبادات البدنيّة . راجع : الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۷۵ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۲۱ سوس .

2.. في الوافي، ج۳، ص۶۵۷ : «سياحة النهار : رياضتها فيه بالدعوة والجهاد والسعي في قضاء حوائج الناس ابتغاء مرضاة اللّه‏ » .

3.. «الجَشْبُ» : الغليظ الخشن من الطعام . وقيل : غير المأدوم . وكلّ بَشَع الطعم ـ أي غير ملائم الطعم ـ جشَبٌ . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۷۲ جشب .

4.. «فَزُوِيَ» ، أي نُحِّيَ وصُرِفَ . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۹۵ زوى .

5.. «الظُلامَةُ» : ما تطلبه عند الظالم ، وهو اسمُ ما اُخذ منك . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۷۷ ظلم .

6.. «الملاء» : جمع المُلاءَة ، وهي الإزار والرَبْطَة ، وهي المِلْحَفَة . وقيل : هو كلّ ثوب ليّن رقيق . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۶۰ ؛ مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۳۹۸ ملأ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16699
صفحه از 868
پرینت  ارسال به