633
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الاْءِمَامُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا نَصِيحَتُهُ ؛ وَ لُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ أَهْلُ بَيْتِهِ. قَالَ: فَأَخَذَ الْكِتَابَ فَخَرَقَهُ، ثُمَّ قَالَ: لاَ تُخْبِرْ بِهَا أَحَداً.

۱۰۶۰.۳. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا نَظَرَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ إِلى وَلِيٍّ لَهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ بِالطَّاعَةِ لاِءِمَامِهِ وَ النَّصِيحَةِ إِلاَّ كَانَ مَعَنَا فِي الرَّفِيقِ۱ الْأَعْلى».

۱۰۶۱.۴. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ،
عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ قِيدَ۲ شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الاْءِسْلاَمِ۳ مِنْ عُنُقِهِ».

۱۰۶۲.۵. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَ نَكَثَ صَفْقَةَ۴ الاْءِمَامِ، جَاءَ إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَجْذَمَ۵».

1.. «الرفيق» : جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى علّيّين ، أو هو اللّه‏ تعالى ؛ فإنّه تعالى رفيق بعباده ؛ من الرفق والرأفة . فالرفيق فعيل بمعنى الجماعة على الأوّل ، وبمعنى الفاعل على الثاني . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۴۶ رفق .

2.. في المحاسن : «قدر» . و«القيد» : القدر . تقول : بينهما قِيدُ رُمحٍ وقاد رمح ، أي قدر رمح . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۲۹ قيد .

3.. الرِبقَة ، في الأصل : عُرْوة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها ، فاستعارها للإسلام ؛ يعني ما يشدّ به المسلم نفسه من عُرى الإسلام ، أي حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه» . النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ ربق .

4.. الصفقة : البيعة.

5.. «الأَجْذَمُ» : مقطوع اليد ، من الجَذْم بمعنى القطع ؛ أو مقطوع الأعضاء كلّها ؛ أو مقطوع الحجّة لا لسان له يتكلّم ولا حجّة في يده ؛ أو منقطع السبب ؛ أو خالي اليد من الخير صِفْرَها من الثواب . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۵۱ ؛ شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۲۰ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
632

لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ؛ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ، وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلّهِ، وَ النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ، الْمُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ، تَتَكَافَأُ دِمَاؤهُمْ، وَ هُمْ يَدٌ عَلى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ».
فَكَتَبَهُ سُفْيَانُ، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَيْهِ، وَ رَكِبَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، وَ جِئْتُ أَنَا وَ سُفْيَانُ.
فَلَمَّا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ لِي: كَمَا أَنْتَ۱ حَتّى أَنْظُرَ فِي هذَا الْحَدِيثِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ وَ اللّهِ أَلْزَمَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام رَقَبَتَكَ شَيْئاً لاَ يَذْهَبُ مِنْ رَقَبَتِكَ أَبَداً، فَقَالَ: وَ أَيُّ شَيْءٍ ذلِكَ ؟ فَقُلْتُ لَهُ: ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: «إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلّهِ» قَدْ عَرَفْنَاهُ، وَ «النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ» مَنْ هؤلاَءِ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يَجِبُ عَلَيْنَا نَصِيحَتُهُمْ؟ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَ كُلُّ مَنْ لاَ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ عِنْدَنَا، وَ لاَ تَجُوزُ الصَّلاَةُ خَلْفَهُمْ ؟! وَ قَوْلُهُ: «وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ» فَأَيُّ الْجَمَاعَةِ ؟ مُرْجِئٌ۲ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يُصَلِّ، وَ لَمْ يَصُمْ، وَ لَمْ يَغْتَسِلْ مِنْ جَنَابَةٍ، وَ هَدَمَ الْكَعْبَةَ، وَ نَكَحَ أُمَّهُ، فَهُوَ عَلى إِيمَانِ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ، أَوْ قَدَرِيٌّ۳ يَقُولُ: لاَ يَكُونُ مَا شَاءَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَكُونُ مَا شَاءَ إِبْلِيسُ، أَوْ حَرُورِيٌّ۴ يَتَبَرَّأُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام، وَشَهِدَ عَلَيْهِ بِالْكُفْرِ، أَوْ جَهْمِيٌّ۵ يَقُولُ: إِنَّمَا هِيَ مَعْرِفَةُ اللّهِ وَحْدَهُ، لَيْسَ الاْءِيمَانُ شَيْءٌ غَيْرُهَا ؟!
قَالَ: وَيْحَكَ، وَ أَيَّ شَيْءٍ يَقُولُونَ ؟ فَقُلْتُ: يَقُولُونَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَاللّهِ

1.. «كما أنت» ، قال المازندراني في شرحه، ج۷، ص۱۷ : «أي قف في مكانك والزمه كما أنت فيه» .

2.. «المرجئ» : من يعتقد بأنّ الإيمان لا يضرّ معه معصية ، كما أنّ الكفر لا تنفع معها طاعة . راجع : شرح المازندراني ، ج ۷ ، ص ۱۸ ؛ الوافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۱ ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۳۲۸ .

3.. «القَدَريُّ» : من يقول بالتفويض ، ومن يقول بالجبر. والثاني أشهر. راجع: شرح المازندراني، ج۵، ص۱۰۴ ـ ۱۰۵.

4.. «الحَروريّ» : من هو من الحروريّة ، وهي فرقة من الخوارج ، منسوبة إلى قرية قريبة من الكوفة تسمّى بالحَرورا ، بالمدّ والقصر . راجع: الوافي، ج۲، ص۱۰۱.

5.. «الجَهْميُ» : من هو من الجهميّة ، وهم أصحاب جهم بن صفوان ، وهي فرقة تقول بالجبر الخالص وبأنّ الجنّة والنار تفنيان، وأنّ الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر الطاعات. راجع: المغرب، ج۱، ص۱۷۱ جهم.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13891
صفحه از 868
پرینت  ارسال به