623
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۹۹ ـ بَابٌ فِي الْأَئِمَّةِ عليهم‏السلام أَنَّهُمْ إِذَا ظَهَرَ أَمْرُهُمْ حَكَمُوا

بِحُكْمِ دَاوُدَ وَ آلِ دَاوُدَ وَ لاَ يَسْأَلُونَ الْبَيِّنَةَ، عَلَيْهِمُ

السَّلاَمُ وَ الرَّحْمَةُ وَ الرِّضْوَانُ

۱۰۴۰.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ فَضْلٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ، قَالَ:
كُنَّا زَمَانَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام حِينَ قُبِضَ نَتَرَدَّدُ كَالْغَنَمِ لاَ رَاعِيَ لَهَا، فَلَقِينَا سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، مَنْ إِمَامُكَ ؟ فَقُلْتُ: أَئِمَّتِي آلُ مُحَمَّدٍ عليهم‏السلام، فَقَالَ: هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ، أَ مَا سَمِعْتُ أَنَا وَ أَنْتَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ عَلَيْهِ إِمَامٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»؟ فَقُلْتُ: بَلى لَعَمْرِي، وَ قَدْ كَانَ قَبْلَ ذلِكَ بِثَلاَثٍ أَوْ نَحْوِهَا، دَخَلْنَا۱ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَرَزَقَ اللّهُ الْمَعْرِفَةَ۲ فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: إِنَّ سَالِماً قَالَ لِي كَذَا وَ كَذَا.
قَالَ: فَقَالَ: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، إِنَّهُ لاَ يَمُوتُ مِنَّا مَيِّتٌ حَتّى يُخَلِّفَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ، وَ يَسِيرُ بِسِيرَتِهِ، وَ يَدْعُو إِلى مَا دَعَا إِلَيْهِ. يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، إِنَّهُ لَمْ يُمْنَعْ مَا أُعْطِيَ دَاوُدَ أَنْ أُعْطِيَ سُلَيْمَانَ». ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‏السلام حَكَمَ بِحُكْمِ دَاوُدَ وَ سُلَيْمَانَ، لاَ يَسْأَلُ بَيِّنَةً».

۱۰۴۱.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبَانٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنِّي، يَحْكُمُ بِحُكُومَةِ آلِ دَاوُدَ، وَ لاَ يَسْأَلُ بَيِّنَةً، يُعْطِي كُلَّ نَفْسٍ حَقَّهَا».

1.. في البصائر : «قلت : بل لعمري لقد كان ذاك ، ثمّ بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا» .

2.. في البصائر ، ص ۲۵۹ : «أما تعرف أنّه قد خلّف ولده جعفرا إماما على الاُمّة؟ قلت : بلى لعمري قد رزقني اللّه‏ المعرفة» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
622

وَ إِذَا هُوَ «مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلى جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ» وَ عَلَيْهِ طِينٌ أَسْوَدُ، رَطْبٌ، فَقَالَ لَهُ: مَتى عَهْدُكَ بِسَيِّدِي ؟ فَقَالَ: السَّاعَةَ، فَقَالَ لَهُ: قَبْلَ الصَّلاَةِ، أَوْ بَعْدَ الصَّلاَةِ ؟ فَقَالَ: بَعْدَ الصَّلاَةِ، قَالَ: فَفَكَّ الْخَاتَمَ، وَ أَقْبَلَ يَقْرَؤهُ وَ يَقْبِضُ وَجْهَهُ حَتّى أَتى عَلى آخِرِهِ، ثُمَّ أَمْسَكَ الْكِتَابَ، فَمَا رَأَيْتُهُ ضَاحِكاً وَ لاَ مَسْرُوراً حَتّى وَافَى الْكُوفَةَ.
فَلَمَّا وَافَيْنَا الْكُوفَةَ لَيْلاً بِتُّ لَيْلَتِي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُهُ إِعْظَاماً لَهُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ
خَرَجَ عَلَيَّ وَ فِي عُنُقِهِ كِعَابٌ۱ قَدْ عَلَّقَهَا، وَ قَدْ رَكِبَ قَصَبَةً۲ وَ هُوَ يَقُولُ: أَجِدُ مَنْصُورَ بْنَ جُمْهُورٍ أَمِيراً غَيْرَ مَأْمُورٍ، وَ أَبْيَاتاً مِنْ نَحْوِ هذَا، فَنَظَرَ فِي وَجْهِي، وَ نَظَرْتُ فِي وَجْهِهِ، فَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئاً، وَ لَمْ أَقُلْ لَهُ، وَ أَقْبَلْتُ أَبْكِي لِمَا رَأَيْتُهُ، وَ اجْتَمَعَ عَلَيَّ وَ عَلَيْهِ الصِّبْيَانُ وَ النَّاسُ، وَ جَاءَ حَتّى دَخَلَ الرَّحَبَةَ۳، وَ أَقْبَلَ يَدُورُ مَعَ الصِّبْيَانِ وَ النَّاسُ يَقُولُونَ: جُنَّ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ جُنَّ.
فَوَ اللّهِ مَا مَضَتِ الْأَيَّامُ حَتّى وَرَدَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى وَالِيهِ: أَنِ انْظُرْ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ: جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ، فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَ ابْعَثْ إِلَيَّ بِرَأْسِهِ. فَالْتَفَتَ إِلى جُلَسَائِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ ؟ قَالُوا: أَصْلَحَكَ اللّهُ، كَانَ رَجُلاً، لَهُ عِلْمٌ وَفَضْلٌ وَحَدِيثٌ، وَحَجَّ، فَجُنَّ وَهُوَ ذَا فِي الرَّحَبَةِ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلىَ الْقَصَبِ يَلْعَبُ مَعَهُمْ.
قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ مَعَ الصِّبْيَانِ يَلْعَبُ عَلَى الْقَصَبِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي عَافَانِي مِنْ قَتْلِهِ. قَالَ: وَ لَمْ تَمْضِ الْأَيَّامُ حَتّى دَخَلَ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ الْكُوفَةَ، وَ صَنَعَ مَا كَانَ يَقُولُ جَابِرٌ.

1.. «الكِعابُ» : فُصوص النَرْد . واحدها كَعْبٌ وكَعْبَةٌ . النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۷ : كعب .

2.. «القَصَبَةُ» : واحدة القَصَب ، وهو كلّ عظم مستدير أجوف ، وكلّ ما اتّخذ من فضّة أو غيرها . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۷۵ قصب .

3.. رَحَبَةُ المكان ورَحْبَتُهُ : ساحته ومتّسعه . والرحبة : محلّة بالكوفة . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ رحب .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15955
صفحه از 868
پرینت  ارسال به