621
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

نَاحِيَةِ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَهَمَّ النَّاسُ أَنْ يَقْتُلُوهُ، فَأَرْسَلَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: أَنْ كُفُّوا، فَكَفُّوا، وَ أَقْبَلَ الثُّعْبَانُ يَنْسَابُ۱ حَتَّى انْتَهى إِلَى الْمِنْبَرِ، فَتَطَاوَلَ، فَسَلَّمَ عَلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَأَشَارَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام إِلَيْهِ أَنْ يَقِفَ حَتّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ.
وَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، أَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ: أَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ خَلِيفَتِكَ عَلَى الْجِنِّ، وَ إِنَّ أَبِي مَاتَ، وَ أَوْصَانِي أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْتَطْلِعَ رَأْيَكَ، وَ قَدْ أَتَيْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ ؟ وَ مَا تَرى؟
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللّهِ، وَ أَنْ تَنْصَرِفَ، فَتَقُومَ مَقَامَ أَبِيكَ فِي الْجِنِّ ؛ فَإِنَّكَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ».
قَالَ: «فَوَدَّعَ عَمْرٌو أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام وَ انْصَرَفَ، فَهُوَ خَلِيفَتُهُ عَلَى الْجِنِّ». فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَيَأْتِيكَ عَمْرٌو ؟ وَ ذَاكَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ ؟ قَالَ: «نَعَمْ».

۱۰۳۹.۷. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ:
كُنْتُ مُزَامِلاً لِجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، فَلَمَّا أَنْ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ دَخَلَ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَوَدَّعَهُ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ مَسْرُورٌ، حَتّى وَرَدْنَا الْأُخَيْرِجَةَ۲ ـ أَوَّلَ مَنْزِلٍ نَعْدِلُ مِنْ فَيْدَ۳ إِلَى الْمَدِينَةِ ـ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَصَلَّيْنَا الزَّوَالَ، فَلَمَّا نَهَضَ بِنَا الْبَعِيرُ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ، آدَمَ۴، مَعَهُ كِتَابٌ، فَنَاوَلَهُ جَابِراً، فَتَنَاوَلَهُ، فَقَبَّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلى عَيْنَيْهِ،

1.. «ينساب» ، أي يجري ويمشي مسرعا . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۸۰ سيب .

2.. «الاُخَيْرِجَةُ» : تصغير أَخْرَجَة ، وهي بئر في أصل جبل واحد من الأخرجين ، وهما جبلان معروفان . راجع: لسان العرب، ج۲، ص۲۵۳ خرج.

3.. في المرآة، ج۴، ص۲۹۷ : «ولعلّ المعنى أنّ فيدا منزل مشترك بين من يذهب من الكوفة إلى مكّة أو إلى المدينة ، وكذا ما قبله من المنازل ، فإذا خرج المسافر من فيد يفترق الطريقان ، فإذا ذهب إلى المدينة فأوّل منزل ينزله الاُخيرجة» .

4.. «آدَمُ» : الأسمر ، من الاُدْمة ، وهي السُمْرَةُ ، وهي منزلة بين السواد والبياض . قيل : الاُدمة في الناس السُمْرة الشديدة ، وقيل : هي شُرْبَةٌ في سواد . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۱ أدم .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
620

عَلى رَاحِلَتِي إِذَا إِنْسَانٌ يُلْوِي بِثَوْبِهِ۱، قَالَ: فَمِلْتُ إِلَيْهِ، وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ عَطْشَانُ، فَنَاوَلْتُهُ الاْءِدَاوَةَ۲، فَقَالَ لِي: لاَ حَاجَةَ لِي بِهَا، وَ نَاوَلَنِي كِتَاباً طِينُهُ رَطْبٌ، قَالَ: فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ إِذَا خَاتَمُ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَقُلْتُ: مَتى عَهْدُكَ بِصَاحِبِ الْكِتَابِ ؟ قَالَ: السَّاعَةَ، وَ إِذَا فِي الْكِتَابِ أَشْيَاءُ يَأْمُرُنِي بِهَا، ثُمَّ الْتَفَتُّ، فَإِذَا لَيْسَ عِنْدِي أَحَدٌ.
قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، رَجُلٌ أَتَانِي بِكِتَابِكَ وَ طِينُهُ رَطْبٌ ؟
فَقَالَ: «يَا سَدِيرُ، إِنَّ لَنَا خَدَماً مِنَ الْجِنِّ، فَإِذَا أَرَدْنَا السُّرْعَةَ، بَعَثْنَاهُمْ».
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرى: قَالَ: «إِنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الْجِنِّ، كَمَا أَنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الاْءِنْسِ، فَإِذَا أَرَدْنَا أَمْراً بَعَثْنَاهُمْ».

۱۰۳۷.۵. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْرَشٍ، قَالَ:
حَدَّثَتْنِي حَكِيمَةُ بِنْتُ مُوسى، قَالَتْ: رَأَيْتُ الرِّضَا عليه‏السلام وَاقِفاً عَلى بَابِ بَيْتِ الْحَطَبِ وَ هُوَ يُنَاجِي وَ لَسْتُ أَرى أَحَداً، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، لِمَنْ تُنَاجِي ؟ فَقَالَ: «هذَا عَامِرٌ الزَّهْرَائِيُّ أَتَانِي يَسْأَلُنِي، وَ يَشْكُو إِلَيَّ».
فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ كَلاَمَهُ، فَقَالَ لِي: «إِنَّكِ إِنْ سَمِعْتِ بِهِ حُمِمْتِ
سَنَةً». فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ، فَقَالَ لِيَ: «اسْمَعِي» فَاسْتَمَعْتُ، فَسَمِعْتُ شِبْهَ الصَّفِيرِ، وَ رَكِبَتْنِي الْحُمّى، فَحُمِمْتُ سَنَةً.

۱۰۳۸.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «بَيْنَا أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام عَلَى الْمِنْبَرِ إِذْ أَقْبَلَ ثُعْبَانٌ مِنْ

1.. قوله : «يلوي بثوبه» ، جاء في الشروح: من لَوَى الْحَبْلَ ، أي فتله وثَناه ، ولَوَى برأسه ، أي أمال من جانب إلى جانب وحرّكه ، وألوى بثوبه ، إذا لمع وأشار . راجع : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۶۳ ـ ۲۶۴ لوى .

2.. «الإداوَةُ»: المِطْهَرَةُ، وهي إناء صغير من جلد يتّخذ للماء كالسَطيحة ونحوها. راجع: النهاية، ج ۱، ص ۳۳ أدا.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16624
صفحه از 868
پرینت  ارسال به