611
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ جَعَلَ النَّبِيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِنْ إِحْدَى الطِّينَتَيْنِ».
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‏السلام: مَا الْجَبْلُ؟
فَقَالَ: «الْخَلْقُ غَيْرَنَا۱ أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ خَلَقَنَا مِنَ الْعَشْرِ طِينَاتٍ، وَ نَفَخَ فِينَا مِنَ الرُّوحَيْنِ جَمِيعاً، فَأَطْيِبْ بِهَا طِيباً».
وَ رَوى غَيْرُهُ عَنْ أَبِي الصَّامِتِ، قَالَ: طِينُ الْجِنَانِ: جَنَّةُ عَدْنٍ، وَ جَنَّةُ الْمَأْوى، وَ النَّعِيمِ، وَ الْفِرْدَوْسُ، وَ الْخُلْدُ ؛ وَ طِينُ الْأَرْضِ: مَكَّةُ، وَ الْمَدِينَةُ، وَ الْكُوفَةُ، وَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَ الْحَائِرُ.

۱۰۱۷.۴. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي نَهْشَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلى عِلِّيِّينَ، وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا، وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ؛ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا». ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الاْيَةَ: «كَلاّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِى عِلِّيِّينَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ»۲.
«وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّينٍ، وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ، وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ؛ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ». ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الاْيَةَ: «كَلاّ إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفِى سِجِّين وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ۳».

1.. قال العلاّمة المجلسي : «والأظهر عندي أنّ «غيرنا» تتمّة للكلام السابق على الاستثناء المنقطع وإنّما اعترض السؤال والجواب بين الكلام قبل تمامه ، لا تتمّة لتفسير الجبل كما توهّمه الأكثر ، قال الشيخ البهائي رحمه اللّه‏ : يعني مادّة بدننا لا تسمّى جبلة ، بل طينة ؛ لأنّها خلقت من العشر طينات». وقال السيّد بدرالدين : «قوله عليه‏السلام غيرنا أهل البيت ، هذا متّصل بقوله : ما من نبيّ ولا ملك». انظر: مرآة العقول، ج۴، ص۲۷۵؛ الحاشية على اُصول الكافي للسيد بدر الدين، ص۲۳۷.

2.. المطفّفين ۸۳ : ۱۸ ـ ۲۱ .

3.. المطفّفين ۸۳ : ۷ ـ ۹ . وفي الكافي ، ح ۱۴۵۲ ، والوافي والعلل ، ص ۱۱۷ : + «فَوَيْلٌ يَوْمَـئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ » .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
610

ذلِكَ، وَ خَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا مِنْ عِلِّيِّينَ، وَ خَلَقَ أَجْسَادَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ، فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ الْقَرَابَةُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ، وَ قُلُوبُهُمْ تَحِنُّ۱ إِلَيْنَا».

۱۰۱۵.۲. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ إِسْحَاقَ الزَّعْفَرَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ اللّهَ خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ، ثُمَّ صَوَّرَ خَلْقَنَا مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَأَسْكَنَ ذلِكَ النُّورَ فِيهِ، فَكُنَّا نَحْنُ خَلْقاً وَ بَشَراً نُورَانِيِّينَ، لَمْ يَجْعَلْ لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَنَا مِنْهُ نَصِيباً، وَ خَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتِنَا مِنْ طِينَتِنَا، وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ أَسْفَلَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ، وَ لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لِأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَهُمْ مِنْهُ نَصِيباً إِلاَّ لِلْأَنْبِيَاءِ، وَ لِذلِكَ صِرْنَا نَحْنُ وَ هُمُ النَّاسَ، وَ صَارَ سَائِرُ النَّاسِ هَمَجا۲ لِلنَّارِ وَ إِلَى النَّارِ».

۱۰۱۶.۳. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ غَيْرِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ رَفَعَهُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، قَالَ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: «إِنَّ لِلّهِ نَهَراً دُونَ عَرْشِهِ، وَ دُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ نُورٌ نَوَّرَهُ ؛ وَ إِنَّ فِي حَافَتَيِ۳ النَّهَرِ رُوحَيْنِ مَخْلُوقَيْنِ: رُوحُ الْقُدُسِ، وَ رُوحٌ مِنْ أَمْرِهِ ؛ وَ إِنَّ لِلّهِ عَشْرَ طِينَاتٍ: خَمْسَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَخَمْسَةٌ مِنَ الْأَرْضِ»، فَفَسَّرَ۴ الْجِنَانَ، وَفَسَّرَ الْأَرْضَ.
ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ وَ لاَ مَلَكٍ مِنْ بَعْدِهِ جَبَلَهُ إِلاَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ إِحْدَى الرُّوحَيْنِ،

1.. «تحنّ» : من الحنين ، وهو الشوق وتَوَفان النفس . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۰۴ حنن .

2.. «الهَمَج» : رُذالة الناس . النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۷۳ همج .

3.. هو تثنية الحافة من حوف بمعنى الجانب .

4.. في البصائر ، ص ۱۹ و۴۴۶ : «وفسّر» . وفي مرآة العقول، ج۴، ص۲۷۴ : «ففسّر الجنان ، الظاهر أنّه كلام ابن رئاب ، والضمير المستتر لأمير المؤمنين عليه‏السلام ، وقيل: لأبي الحسن عليه‏السلام. والتفسير إشارة إلى ما سيأتي في خبر أبي الصامت».

تعداد بازدید : 14843
صفحه از 868
پرینت  ارسال به