605
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

مِنَ اللَّبَنِ، فَسَقَاهُ إِيَّاهُ، وَ أَمَرَهُ بِالْجِمَاعِ، فَقَامَ، فَجَامَعَ، فَعُلِقَ بِجَدِّي.
وَ لَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِأَبِي، أَتى آتٍ جَدِّي، فَسَقَاهُ كَمَا سَقى جَدَّ أَبِي، وَ أَمَرَهُ بِمِثْلِ الَّذِي أَمَرَهُ، فَقَامَ، فَجَامَعَ، فَعُلِقَ بِأَبِي.
وَ لَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِي، أَتى آتٍ أَبِي، فَسَقَاهُ بِمَا سَقَاهُمْ، وَ أَمَرَهُ بِالَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ، فَقَامَ، فَجَامَعَ، فَعُلِقَ بِي.
وَ لَمَّا أَنْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ فِيهَا بِابْنِي، أَتَانِي آتٍ كَمَا أَتَاهُمْ، فَفَعَلَ بِي كَمَا فَعَلَ بِهِمْ، فَقُمْتُ بِعِلْمِ اللّهِ، وَ إِنِّي مَسْرُورٌ بِمَا يَهَبُ اللّهُ لِي، فَجَامَعْتُ، فَعُلِقَ بِابْنِي هذَا الْمَوْلُودِ، فَدُونَكُمْ، فَهُوَ ـ وَ اللّهِ ـ صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِي ؛ إِنَّ نُطْفَةَ الاْءِمَامِ مِمَّا أَخْبَرْتُكَ، وَ إِذَا سَكَنَتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ أُنْشِئَ فِيهَا الرُّوحُ، بَعَثَ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ مَلَكاً، يُقَالُ لَهُ: حَيَوَانُ، فَكَتَبَ عَلى عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ: «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»۱ وَ إِذَا وَقَعَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، وَقَعَ وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَمَّا وَضْعُهُ يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ، فَإِنَّهُ يَقْبِضُ كُلَّ عِلْمٍ لِلّهِ أَنْزَلَهُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَ أَمَّا رَفْعُهُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِنَّ مُنَادِياً يُنَادِي بِهِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ۲ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ مِنَ الْأُفُقِ الْأَعْلى بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ يَقُولُ: يَا فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ، اثْبُتْ تُثْبَتْ، فَلِعَظِيمٍ مَا خَلَقْتُكَ، أَنْتَ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي، وَ مَوْضِعُ سِرِّي، وَ عَيْبَةُ عِلْمِي، وَ أَمِينِي عَلى وَحْيِي، وَ خَلِيفَتِي فِي أَرْضِي، لَكَ وَ لِمَنْ تَوَلاَّكَ أَوْجَبْتُ رَحْمَتِي، وَ مَنَحْتُ جِنَانِي، وَ أَحْلَلْتُ جِوَارِي، ثُمَّ وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي، لَأَصْلِيَنَّ۳ مَنْ

1.. الأنعام ۶ : ۱۱۵ .

2.. «من بُطْنان العرش» ، أي من وسطه . وقيل: من أصله يريد من دَواخل العرش . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۳۷ بطن .

3.. يقال : صَليتُ الرجل نارا ، إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلاها ، أي يحترق بها . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۰۳ صلا .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
604

۹۳ ـ بَابُ مَوَالِيدِ الْأَئِمَّةِ عليهم‏السلام

۱۰۰۶.۱. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الرِّزَامِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:
حَجَجْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ابْنُهُ مُوسى عليه‏السلام، فَلَمَّا نَزَلْنَا الْأَبْوَاءَ۱ وَضَعَ لَنَا الْغَدَاءَ، وَ كَانَ إِذَا وَضَعَ الطَّعَامَ لِأَصْحَابِهِ أَكْثَرَ وَ أَطَابَ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ نَأْكُلُ إِذْ أَتَاهُ رَسُولُ حَمِيدَةَ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ حَمِيدَةَ تَقُولُ: قَدْ أَنْكَرْتُ نَفْسِي۲، وَ قَدْ وَجَدْتُ مَا كُنْتُ أَجِدُ إِذَا حَضَرَتْ وِلاَدَتِي، وَ قَدْ أَمَرْتَنِي أَنْ لاَ أَسْتَبِقَكَ بِابْنِكَ هذَا، فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَانْطَلَقَ مَعَ الرَّسُولِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: سَرَّكَ اللّهُ، وَ جَعَلَنَا فِدَاكَ، فَمَا أَنْتَ صَنَعْتَ مِنْ حَمِيدَةَ ؟ قَالَ: «سَلَّمَهَا اللّهُ، وَ قَدْ وَهَبَ لِي غُلاَماً وَ هُوَ خَيْرُ مَنْ بَرَأَ اللّهُ فِي خَلْقِهِ، وَ لَقَدْ أَخْبَرَتْنِي حَمِيدَةُ عَنْهُ بِأَمْرٍ ظَنَّتْ أَنِّي لاَ أَعْرِفُهُ، وَ لَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهَا».
فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَ مَا الَّذِي أَخْبَرَتْكَ بِهِ حَمِيدَةُ عَنْهُ؟
قَالَ: «ذَكَرَتْ أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ بَطْنِهَا ـ حِينَ سَقَطَ ـ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّ ذلِكَ أَمَارَةُ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ أَمَارَةُ الْوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ».
فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَ مَا هذَا مِنْ أَمَارَةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ أَمَارَةِ الْوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ ؟
فَقَالَ لِي: «إِنَّهُ لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي عُلِقَ۳ فِيهَا بِجَدِّي، أَتى آتٍ جَدَّ أَبِي بِكَأْسٍ فِيهِ شَرْبَةٌ أَرَقُّ مِنَ الْمَاءِ، وَ أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ۴، وَ أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ، وَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَ أَبْيَضُ

1.. قال ابن الأثير : «الأَبْواءُ : جبل بين مكّة والمدينة ، وعنده بلد ينسب إليه» . النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۰ أبا .

2.. أي وجدت تغيّر حال في نفسي ، كأنّي لا أعرفها. ر. ك: شرح المازندراني، ج۶، ص۳۵۵؛ مرآة العقول، ج۴، ص۲۵۹.

3.. «علق» : مجهول من عَلِقَت المرأةُ ، أي حَبَلتْ . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۲۹ علق . والمراد «بجدّي» السجّاد عليه‏السلام.

4.. «الزُبد» : ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم . المصباح المنير ، ص ۲۵۰ زبد .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14229
صفحه از 868
پرینت  ارسال به