601
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

«يَهَبُ اللّهُ لِي غُلاَماً» فَقَدْ وَهَبَ اللّهُ لَكَ، فَقَرَّ عُيُونُنَا، فَلاَ أَرَانَا اللّهُ يَوْمَكَ، فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلى مَنْ ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام وَ هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ.
فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا ابْنُ ثَلاَثِ سِنِينَ ؟! قَالَ: «وَ مَا يَضُرُّهُ مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ ؛ قَدْ قَامَ عِيسى عليه‏السلام بِالْحُجَّةِ وَ هُوَ ابْنُ ثَلاَثِ سِنِينَ».

۹۹۷.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللّهَ تَعَالى أَوْحى إِلى دَاوُدَ أَنْ يَسْتَخْلِفَ سُلَيْمَانَ وَ هُوَ صَبِيٌّ يَرْعَى الْغَنَمَ، فَأَنْكَرَ ذلِكَ عُبَّادُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ عُلَمَاؤهُمْ، فَأَوْحَى اللّهُ إِلى دَاوُدَ عليه‏السلام أَنْ خُذْ عِصِيَّ الْمُتَكَلِّمِينَ وَ عَصَا سُلَيْمَانَ، وَ اجْعَلْهَا فِي بَيْتٍ، وَ اخْتِمْ عَلَيْهَا بِخَوَاتِيمِ الْقَوْمِ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ، فَمَنْ كَانَتْ عَصَاهُ قَدْ أَوْرَقَتْ وَ أَثْمَرَتْ، فَهُوَ الْخَلِيفَةُ، فَأَخْبَرَهُمْ دَاوُدُ عليه‏السلام، فَقَالُوا: قَدْ رَضِينَا وَ سَلَّمْنَا».

۹۹۸.۴. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُصْعَبٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: دَخَلْتُ إِلَيْهِ ـ وَ مَعِي غُلاَمٌ يَقُودُنِي خُمَاسِيٌّ۱ لَمْ يَبْلُغْ ـ فَقَالَ لِي: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا احْتَجَّ عَلَيْكُمْ بِمِثْلِ سِنِّهِ». أَوْ قَالَ: «سَيَلِي عَلَيْكُمْ بِمِثْلِ سِنِّهِ؟».

۹۹۹.۵. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ:
سَأَلْتُهُ ـ يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام ـ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الاْءِمَامِ، فَقُلْتُ: يَكُونُ الاْءِمَامُ ابْنَ أَقَلَّ مِنْ سَبْعِ سِنِينَ ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، وَ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ سِنِينَ».

1.. «الخُماسِيُّ» يقال لمن طوله خمسة أشبار ، والاُنثى خماسيّة . ولا يقال : سُداسِيٌّ ولا سُباعِيٌّ ولا في غير الخمسة . وقال المجلسي : «وقد يطلق على من له خمس سنين ، ولم أجد بهذا المعنى في كتب اللغة ... ولكنّ الظاهر أنّ الخماسيّ إنّما لم تطلق على غلام كان في سنّ النموّ لم يبلغ ، لا مطلقا» . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۷۹ خمس ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۲۴۸ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
600

قُلْتُ: فَكَانَ يَوْمَئِذٍ حُجَّةً لِلّهِ عَلى زَكَرِيَّا فِي تِلْكَ الْحَالِ وَ هُوَ فِي الْمَهْدِ ؟
فَقَالَ: «كَانَ عِيسى فِي تِلْكَ الْحَالِ آيَةً لِلنَّاسِ، وَ رَحْمَةً مِنَ اللّهِ لِمَرْيَمَ حِينَ تَكَلَّمَ، فَعَبَّرَ عَنْهَا، وَ كَانَ نَبِيّاً حُجَّةً عَلى مَنْ سَمِعَ كَلاَمَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ، ثُمَّ صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتّى مَضَتْ لَهُ سَنَتَانِ، وَ كَانَ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسى بِسَنَتَيْنِ، ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا، فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ ؛ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا»۱.
فَلَمَّا بَلَغَ عِيسى عليه‏السلام سَبْعَ سِنِينَ، تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ حِينَ أَوْحَى اللّهُ تَعَالى إِلَيْهِ،
فَكَانَ عِيسَى الْحُجَّةَ عَلى يَحْيى وَ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَلَيْسَ تَبْقَى الْأَرْضُ ـ يَا أَبَا خَالِدٍ ـ يَوْماً وَاحِداً بِغَيْرِ حُجَّةٍ لِلّهِ عَلَى النَّاسِ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ عليه‏السلام، وَ أَسْكَنَهُ الْأَرْضَ».
فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَ كَانَ عَلِيٌّ عليه‏السلام حُجَّةً مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ عَلى هذِهِ الْأُمَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؟
فَقَالَ: «نَعَمْ، يَوْمَ أَقَامَهُ لِلنَّاسِ، وَنَصَبَهُ عَلَماً، وَدَعَاهُمْ إِلى وَلاَيَتِهِ، وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ».
قُلْتُ: وَكَانَتْ طَاعَةُ عَلِيٍّ عليه‏السلام وَاجِبَةً عَلَى النَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَبَعْدَ وَفَاتِهِ؟
فَقَالَ: «نَعَمْ، وَ لكِنَّهُ صَمَتَ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ كَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَلى أُمَّتِهِ وَ عَلى عَلِيٍّ عليه‏السلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ كَانَتِ الطَّاعَةُ مِنَ اللّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ لِعَلِيٍّ عليه‏السلام بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ كَانَ عَلِيٌّ عليه‏السلام حَكِيماً عَالِماً».

۹۹۶.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، قَالَ:
قُلْتُ لِلرِّضَا عليه‏السلام: قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ يَهَبَ اللّهُ لَكَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَكُنْتَ تَقُولُ:

1.. مريم ۱۹ : ۱۲ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16645
صفحه از 868
پرینت  ارسال به