599
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

دُونَ غَيْرِهِ، وَ قَالَتْ: إِنَّهُ قَالَ لِي فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَهُ ـ وَ كَانَتْ أَثِيرَةً۱ عِنْدَهُ ـ: «احْتَفِظِي بِهذِهِ الْوَدِيعَةِ عِنْدَكِ، لاَ تُطْلِعِي عَلَيْهَا أَحَداً حَتّى أَمُوتَ، فَإِذَا مَضَيْتُ، فَمَنْ أَتَاكِ مِنْ وُلْدِي فَطَلَبَهَا مِنْكِ، فَادْفَعِيهَا إِلَيْهِ، وَ اعْلَمِي أَنِّي قَدْ مِتُّ». وَقَدْ جَاءَنِي وَاللّهِ عَلاَمَةُ سَيِّدِي.
فَقَبَضَ ذلِكَ مِنْهَا، وَ أَمَرَهُمْ بِالاْءِمْسَاكِ جَمِيعاً إِلى أَنْ وَرَدَ الْخَبَرُ، وَ انْصَرَفَ فَلَمْ يَعُدْ لِشَيْءٍ مِنَ الْمَبِيتِ، كَمَا كَانَ يَفْعَلُ، فَمَا لَبِثْنَا إِلاَّ أَيَّاماً يَسِيرَةً حَتّى جَاءَتِ الْخَرِيطَةُ۲ بِنَعْيِهِ۳، فَعَدَدْنَا الْأَيَّامَ، وَ تَفَقَّدْنَا الْوَقْتَ۴، فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي فَعَلَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام مَا فَعَلَ مِنْ تَخَلُّفِهِ عَنِ الْمَبِيتِ وَ قَبْضِهِ لِمَا قَبَضَ.

۹۱ ـ بَابُ حَالاَتِ الْأَئِمَّةِ عليهم‏السلام فِي السِّنِّ

۹۹۵.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ يَزِيدَ الْكُنَاسِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام: أَ كَانَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليه‏السلام ـ حِينَ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ ـ حُجَّةَ اللّهِ عَلى أَهْلِ زَمَانِهِ ؟
فَقَالَ: «كَانَ يَوْمَئِذٍ نَبِيّاً حُجَّةَ اللّهِ غَيْرَ مُرْسَلٍ ؛ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ حِينَ قَالَ: «إِنِّى عَبْدُ اللّهِ آتانِىَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِى نَبِيًّا وَ جَعَلَنِى مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِى بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا»۵».

1.. قوله : «كانت أثيرة عنده» ، معترضة من كلام مسافر. و«عنده» أي عند الكاظم عليه‏السلام . و «الأثيرة» : المكينة والمُكْرَمة . مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۲۴۱ .

2.. قال الفيض : «الخريطة : شدّة البكاء» . فكأنّه أخذه من استخرط الرجل في البكاء ، أي لجّ فيه واشتدّ . راجع : الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۶۵ .

3.. النَعْيُ : خبر الموت . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۱۲ نعا .

4.. تفقّدنا الوقت ، أي طلبنا وقت فوته عليه‏السلام . والتفقّد : طلب الشيء عند غيبته . ر. ك: الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۲۰ فقد؛ شرح المازندراني، ج۶، ص۳۴۷.

5.. مريم ۱۹ : ۳۰ ـ ۳۱ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
598

مَضى، أَوْ حِينَ يَمْضِي، مِثْلَ أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام قُبِضَ بِبَغْدَادَ وَ أَنْتَ هَاهُنَا ؟
قَالَ: «يَعْلَمُ ذلِكَ حِينَ يَمْضِي صَاحِبُهُ». قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ: «يُلْهِمُهُ اللّهُ».

۹۹۳.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الشَّهْبَانِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ:
رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عليه‏السلام فِي الْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَقَالَ: «إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۱ مَضى أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام». فَقِيلَ لَهُ: وَ كَيْفَ عَرَفْتَ ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ تَدَاخَلَنِي ذِلَّةٌ لِلّهِ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهَا».

۹۹۴.۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُسَافِرٍ، قَالَ:
أَمَرَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام ـ حِينَ أُخْرِجَ بِهِ ـ أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام أَنْ يَنَامَ عَلى بَابِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَبَداً مَا كَانَ حَيّاً إِلى أَنْ يَأْتِيَهُ خَبَرُهُ، قَالَ: فَكُنَّا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ نَفْرُشُ لِأَبِي الْحَسَنِ فِي الدِّهْلِيزِ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ الْعِشَاءِ فَيَنَامُ، فَإِذَا أَصْبَحَ انْصَرَفَ إِلى مَنْزِلِهِ، قَالَ: فَمَكَثَ عَلى هذِهِ الْحَالِ أَرْبَعَ سِنِينَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، أَبْطَأَ عَنَّا وَ فُرِشَ لَهُ، فَلَمْ يَأْتِ كَمَا كَانَ يَأْتِي، فَاسْتَوْحَشَ الْعِيَالُ وَ ذُعِرُوا۲، وَ دَخَلَنَا أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ إِبْطَائِهِ.
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، أَتَى الدَّارَ، وَدَخَلَ إِلَى الْعِيَالِ، وَقَصَدَ إِلى أُمِّ أَحْمَدَ، فَقَالَ لَهَا: «هَاتِ الَّتِي أَوْدَعَكِ أَبِي». فَصَرَخَتْ، وَلَطَمَتْ وَجْهَهَا، وَشَقَّتْ جَيْبَهَا، وَقَالَتْ: مَاتَ وَ اللّهِ سَيِّدِي، فَكَفَّهَا، وَ قَالَ لَهَا: «لاَ تَكَلَّمِي بِشَيْءٍ، وَ لاَ تُظْهِرِيهِ حَتّى يَجِيءَ الْخَبَرُ إِلَى الْوَالِي».
فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِ سَفَطاً۳، وَ أَلْفَيْ دِينَارٍ، أَوْ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِينَارٍ، فَدَفَعَتْ ذلِكَ أَجْمَعَ إِلَيْهِ

1.. البقرة ۲ : ۱۵۶ .

2.. يجوز فيه المبنيّ للفاعل أيضا . وهو من الذُعر بمعنى الخوف . ر. ك: مرآة العقول، ج۴، ص۲۴۱.

3.. «السَفَطُ» : واحد الأسفاط ، وهو ما يُعَبَّى ويُصانُ فيه الطيب وما أشبهه من آلات النساء ، وقال الفيض : «سَفَط ، معرّب سَبَد» . المغرب ، ص ۲۲۶ سفط؛ الوافي، ج۳، ص۶۶۴.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13908
صفحه از 868
پرینت  ارسال به