مَضى، أَوْ حِينَ يَمْضِي، مِثْلَ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام قُبِضَ بِبَغْدَادَ وَ أَنْتَ هَاهُنَا ؟
قَالَ: «يَعْلَمُ ذلِكَ حِينَ يَمْضِي صَاحِبُهُ». قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ: «يُلْهِمُهُ اللّهُ».
۹۹۳.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الشَّهْبَانِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ:
رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهالسلام فِي الْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام، فَقَالَ: «إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۱ مَضى أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام». فَقِيلَ لَهُ: وَ كَيْفَ عَرَفْتَ ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ تَدَاخَلَنِي ذِلَّةٌ لِلّهِ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهَا».
۹۹۴.۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُسَافِرٍ، قَالَ:
أَمَرَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام ـ حِينَ أُخْرِجَ بِهِ ـ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام أَنْ يَنَامَ عَلى بَابِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَبَداً مَا كَانَ حَيّاً إِلى أَنْ يَأْتِيَهُ خَبَرُهُ، قَالَ: فَكُنَّا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ نَفْرُشُ لِأَبِي الْحَسَنِ فِي الدِّهْلِيزِ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ الْعِشَاءِ فَيَنَامُ، فَإِذَا أَصْبَحَ انْصَرَفَ إِلى مَنْزِلِهِ، قَالَ: فَمَكَثَ عَلى هذِهِ الْحَالِ أَرْبَعَ سِنِينَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، أَبْطَأَ عَنَّا وَ فُرِشَ لَهُ، فَلَمْ يَأْتِ كَمَا كَانَ يَأْتِي، فَاسْتَوْحَشَ الْعِيَالُ وَ ذُعِرُوا۲، وَ دَخَلَنَا أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ إِبْطَائِهِ.
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، أَتَى الدَّارَ، وَدَخَلَ إِلَى الْعِيَالِ، وَقَصَدَ إِلى أُمِّ أَحْمَدَ، فَقَالَ لَهَا: «هَاتِ الَّتِي أَوْدَعَكِ أَبِي». فَصَرَخَتْ، وَلَطَمَتْ وَجْهَهَا، وَشَقَّتْ جَيْبَهَا، وَقَالَتْ: مَاتَ وَ اللّهِ سَيِّدِي، فَكَفَّهَا، وَ قَالَ لَهَا: «لاَ تَكَلَّمِي بِشَيْءٍ، وَ لاَ تُظْهِرِيهِ حَتّى يَجِيءَ الْخَبَرُ إِلَى الْوَالِي».
فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِ سَفَطاً۳، وَ أَلْفَيْ دِينَارٍ، أَوْ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِينَارٍ، فَدَفَعَتْ ذلِكَ أَجْمَعَ إِلَيْهِ