فَقُلْتُ بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا: «مَا كَانَ فِي هذَا يَا أَبَتِ، أَنْ تُشْهِدَ عَلَيْهِ ؟»
فَقَالَ: «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ، وَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُوصَ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لَكَ حُجَّةٌ، فَهُوَ الَّذِي إِذَا قَدِمَ الرَّجُلُ الْبَلَدَ، قَالَ: مَنْ وَصِيُّ فُلاَنٍ ؟ قِيلَ: فُلاَنٌ».
قُلْتُ: فَإِنْ أَشْرَكَ فِي الْوَصِيَّةِ ؟ قَالَ: «تَسْأَلُونَهُ ؛ فَإِنَّهُ سَيُبَيِّنُ لَكُمْ».
۹۸۸.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام: أَصْلَحَكَ اللّهُ، بَلَغَنَا شَكْوَاكَ۱ وَ أَشْفَقْنَا۲، فَلَوْ أَعْلَمْتَنَا أَوْ عَلَّمْتَنَا مَنْ ؟
فَقَالَ: «إِنَّ عَلِيّاً عليهالسلام كَانَ عَالِماً، وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، فَلاَ يَهْلِكُ عَالِمٌ إِلاَّ بَقِيَ مِنْ
بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ، أَوْ مَا شَاءَ اللّهُ».
قُلْتُ: أَ فَيَسَعُ النَّاسَ إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ أَلاَّ يَعْرِفُوا الَّذِي بَعْدَهُ؟
فَقَالَ: «أَمَّا أَهْلُ هذِهِ الْبَلْدَةِ، فَلاَ ـ يَعْنِي الْمَدِينَةَ ـ وَ أَمَّا غَيْرُهَا مِنَ الْبُلْدَانِ، فَبِقَدْرِ مَسِيرِهِمْ ؛ إِنَّ اللّهَ يَقُولُ: «وَ ما كانَ الْمُؤمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»۳».
قَالَ: قُلْتُ: أَ رَأَيْتَ مَنْ مَاتَ فِي ذلِكَ ؟
فَقَالَ: «هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّهِ».
قَالَ: قُلْتُ: فَإِذَا قَدِمُوا بِأَيِّ شَيْءٍ يَعْرِفُونَ صَاحِبَهُمْ ؟
قَالَ: «يُعْطَى السَّكِينَةَ وَ الْوَقَارَ وَ الْهَيْبَةَ».