595
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَقُلْتُ بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا: «مَا كَانَ فِي هذَا يَا أَبَتِ، أَنْ تُشْهِدَ عَلَيْهِ ؟»
فَقَالَ: «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ، وَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُوصَ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لَكَ حُجَّةٌ، فَهُوَ الَّذِي إِذَا قَدِمَ الرَّجُلُ الْبَلَدَ، قَالَ: مَنْ وَصِيُّ فُلاَنٍ ؟ قِيلَ: فُلاَنٌ».
قُلْتُ: فَإِنْ أَشْرَكَ فِي الْوَصِيَّةِ ؟ قَالَ: «تَسْأَلُونَهُ ؛ فَإِنَّهُ سَيُبَيِّنُ لَكُمْ».

۹۸۸.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: أَصْلَحَكَ اللّهُ، بَلَغَنَا شَكْوَاكَ۱ وَ أَشْفَقْنَا۲، فَلَوْ أَعْلَمْتَنَا أَوْ عَلَّمْتَنَا مَنْ ؟
فَقَالَ: «إِنَّ عَلِيّاً عليه‏السلام كَانَ عَالِماً، وَ الْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، فَلاَ يَهْلِكُ عَالِمٌ إِلاَّ بَقِيَ مِنْ
بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ، أَوْ مَا شَاءَ اللّهُ».
قُلْتُ: أَ فَيَسَعُ النَّاسَ إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ أَلاَّ يَعْرِفُوا الَّذِي بَعْدَهُ؟
فَقَالَ: «أَمَّا أَهْلُ هذِهِ الْبَلْدَةِ، فَلاَ ـ يَعْنِي الْمَدِينَةَ ـ وَ أَمَّا غَيْرُهَا مِنَ الْبُلْدَانِ، فَبِقَدْرِ مَسِيرِهِمْ ؛ إِنَّ اللّهَ يَقُولُ: «وَ ما كانَ الْمُؤمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»۳».
قَالَ: قُلْتُ: أَ رَأَيْتَ مَنْ مَاتَ فِي ذلِكَ ؟
فَقَالَ: «هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّهِ».
قَالَ: قُلْتُ: فَإِذَا قَدِمُوا بِأَيِّ شَيْءٍ يَعْرِفُونَ صَاحِبَهُمْ ؟
قَالَ: «يُعْطَى السَّكِينَةَ وَ الْوَقَارَ وَ الْهَيْبَةَ».

1.. الشَكْوى والشكاة والشِكاية : المرض . النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۹۷ شكا .

2.. في الوافي، ج۲، ص۱۲۸ : «أشفقنا : خفنا أن تجيب داعي اللّه‏ وتختار الآخرة على الدنيا، فنبقى في حيرة من أمرنا».

3.. التوبة ۹ : ۱۲۲ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
594

قُلْتُ: فَبِقَوْلِ اللّهُ جَلَّ وَ عَزَّ، كَيْفَ ؟
قَالَ: «أَرَاكَ قَدْ تَكَلَّمْتَ فِي هذَا قَبْلَ الْيَوْمِ». قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: «فَذَكِّرْ مَا أَنْزَلَ اللّهُ فِي عَلِيٍّ عليه‏السلام، وَ مَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي حَسَنٍ وَ حُسَيْنٍ عليهماالسلام، وَ مَا خَصَّ اللّهُ بِهِ عَلِيّاً عليه‏السلام، وَ مَا قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِنْ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهِ، وَ نَصْبِهِ إِيَّاهُ، وَ مَا يُصِيبُهُمْ، وَ إِقْرَارِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ بِذلِكَ، وَ وَصِيَّتِهِ إِلَى الْحَسَنِ، وَ تَسْلِيمِ الْحُسَيْنِ لَهُ ؛ يَقوُلُ اللّهُ: «النَّبِىُّ أَوْلى بِالْمُؤمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللّهِ%«$۱.
قُلْتُ: فَإِنَّ النَّاسَ تَكَلَّمُوا فِي أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، وَ يَقُولُونَ: كَيْفَ تَخَطَّتْ۲ مِنْ وُلْدِ أَبِيهِ مَنْ لَهُ مِثْلُ قَرَابَتِهِ وَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ، وَ قَصُرَتْ عَمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ ؟
فَقَالَ: «يُعْرَفُ صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ بِثَلاَثِ خِصَالٍ لاَ تَكُونُ فِي غَيْرِهِ: هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِالَّذِي قَبْلَهُ وَهُوَ وَصِيُّهُ، وَعِنْدَهُ سِلاَحُ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ وَصِيَّتُهُ، وَذلِكَ عِنْدِي لاَ أُنَازَعُ فِيهِ».
قُلْتُ: إِنَّ ذلِكَ مَسْتُورٌ مَخَافَةَ السُّلْطَانِ ؟
قَالَ: «لاَ يَكُونُ فِي سِتْرٍ إِلاَّ وَ لَهُ حُجَّةٌ ظَاهِرَةٌ ؛ إِنَّ أَبِي اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: ادْعُ لِي شُهُوداً، فَدَعَوْتُ أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: اكْتُبْ: هذَا مَا أَوْصى بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ:«يا بَنِىَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»۳، وَ أَوْصى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى ابْنِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمَعَ، وَ أَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ، وَ أَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ، وَ يَرْفَعَهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ، ثُمَّ يُخَلِّيَ عَنْهُ»، فَقَالَ: «اطْوُوهُ». ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ: «انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ».

1.. الأحزاب ۳۳ : ۶ .

2.. «تخطَّت» ، أي تجاوزت الإمامةُ . من قولك : تَخَطَّيتُه ، إذا تجاوزته . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۲۸ خطا .

3.. البقرة ۲ : ۱۳۲ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13979
صفحه از 868
پرینت  ارسال به