589
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: فَاسْتَوى أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام جَالِساً، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ كَالْغَضْبَانِ، ثُمَّ قَالَ: «لاَ دِينَ لِمَنْ دَانَ اللّهَ بِوَلاَيَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللّهِ، وَ لاَ عَتْبَ عَلى مَنْ دَانَ بِوَلاَيَةِ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّهِ».
قُلْتُ: لاَ دِينَ لِأُولئِكَ، وَ لاَ عَتْبَ عَلى هؤلاَءِ ؟!
قَالَ: «نَعَمْ، لاَ دِينَ لِأُولئِكَ، وَ لاَ عَتْبَ عَلى هؤلاَءِ» ثُمَّ قَالَ: «أَ لاَ تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «اللّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ»يَعْنِي ظُلُمَاتِ الذُّنُوبِ إِلى نُورِ التَّوْبَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ ؛ لِوَلاَيَتِهِمْ كُلَّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّهِ، وَ قَالَ: «وَ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِياؤهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ» إِنَّمَا عَنى بِهذَا أَنَّهُمْ كَانُوا عَلى نُورِ الاْءِسْلاَمِ، فَلَمَّا أَنْ تَوَلَّوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ خَرَجُوا بِوَلاَيَتِهِمْ إِيَّاهُ مِنْ نُورِ الاْءِسْلاَمِ إِلى ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ، فَأَوْجَبَ اللّهُ لَهُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ فَ«أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ»۱».

۹۷۶.۴. وَ عَنْهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى: لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الاْءِسْلاَمِ دَانَتْ بِوَلاَيَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللّهِ، وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً ؛ وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الاْءِسْلاَمِ دَانَتْ بِوَلاَيَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّهِ، وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَنْفُسِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً».

۹۷۷.۵. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قَالَ: «إِنَّ اللّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ لَيْسَ مِنَ اللّهِ، وَ إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً ؛ وَ إِنَّ اللّهَ لَيَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ مِنَ اللّهِ، وَ إِنْ كَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً».

1.. البقرة ۲ : ۲۵۷ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
588

تَطْلُبُ رَاعِيَهَا وَ قَطِيعَهَا، فَبَصُرَتْ بِغَنَمٍ مَعَ رَاعِيهَا، فَحَنَّتْ إِلَيْهَا وَ اغْتَرَّتْ بِهَا، فَصَاحَ بِهَا الرَّاعِي: الْحَقِي بِرَاعِيكِ وَ قَطِيعِكِ ؛ فَإِنَّكِ تَائِهَةٌ مُتَحَيِّرَةٌ عَنْ رَاعِيكِ وَ قَطِيعِكِ، فَهَجَمَتْ ذَعِرَةً۱ مُتَحَيِّرَةً نَادَّةً۲، لاَ رَاعِيَ لَهَا يُرْشِدُهَا إِلى مَرْعَاهَا، أَوْ يَرُدُّهَا، فَبَيْنَا هِيَ كَذلِكَ إِذَا اغْتَنَمَ الذِّئْبُ ضَيْعَتَهَا۳، فَأَكَلَهَا.
وَ كَذلِكَ ـ وَ اللّهِ يَا مُحَمَّدُ ـ مَنْ أَصْبَحَ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ لاَ إِمَامَ لَهُ مِنَ اللّهِ ـ جَلَّ وَ عَزَّ ـ ظَاهِراً۴ عَادِلاً، أَصْبَحَ ضَالاًّ تَائِهاً، وَ إِنْ مَاتَ عَلى هذِهِ الْحَالِ، مَاتَ مِيتَةَ كُفْرٍ وَ نِفَاقٍ.
وَ اعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ، أَنَّ أَئِمَّةَ الْجَوْرِ وَ أَتْبَاعَهُمْ لَمَعْزُولُونَ عَنْ دِينِ اللّهِ، قَدْ ضَلُّوا وَ أَضَلُّوا، فَأَعْمَالُهُمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا «كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَىْ‏ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ»۵».

۹۷۵.۳. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: إِنِّي أُخَالِطُ النَّاسَ، فَيَكْثُرُ عَجَبِي مِنْ أَقْوَامٍ لاَ يَتَوَلَّوْنَكُمْ، وَ يَتَوَلَّوْنَ فُلاَناً وَ فُلاَناً، لَهُمْ أَمَانَةٌ وَ صِدْقٌ وَ وَفَاءٌ، وَ أَقْوَامٍ يَتَوَلَّوْنَكُمْ، لَيْسَ لَهُمْ تِلْكَ الْأَمَانَةُ وَ لاَ الْوَفَاءُ وَ الصِّدْقُ ؟

1.. «ذعرة» ، أي خائفا ؛ من الزعر بمعنى الخوف والفزع . راجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۰۶ ذعر .

2.. «نادّة» ، أي شاردة نافرة . يقال : ندّ البعير ، أي نفر وذهب على وجهه شاردا . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۴۳ ندد .

3.. قوله : «ضَيْعَتها» ، أي هلاكها . يقال : ضاع الشيء يضيع ضيعَةً وضِياعا ، أي هلك . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۵۲ ضيع .

4.. «ظاهرا» ، أي البيّن إمامته بنصّ صريح جليّ من اللّه‏ ورسوله ، لا الظاهر بين الناس ليرد النقض بالصاحب عليه‏السلام . راجع : شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۳۳۱ ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۲۱۴ .

5.. إبراهيم ۱۴ : ۱۸ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16699
صفحه از 868
پرینت  ارسال به