575
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ الْجَعْفَرِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ كِتَابَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه‏السلام وَقَعَ فِي يَدَيْ هَارُونَ، فَلَمَّا قَرَأَهُ، قَالَ: النَّاسُ يَحْمِلُونِّي عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَ هُوَ بَرِيءٌ مِمَّا يُرْمى بِهِ.

تَمَّ الْجُزْءُ الثَّانِي، مِنْ كِتَابِ الْكَافِي، وَ يَتْلُوهُ ـ بِمَشِيئَةِ اللّهِ وَ عَوْنِهِ ـ الْجُزْءُ الثَّالِثُ، وَ هُوَ بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّوْقِيتِ. وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
574

مُشْتَرِكَيْنِ فِي التَّذَلُّلِ لِلّهِ وَطَاعَتِهِ، إِلى يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَسَنٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُحَذِّرُكَ اللّهَ وَنَفْسِي، وَأُعْلِمُكَ أَلِيمَ عَذَابِهِ وَشَدِيدَ عِقَابِهِ وَتَكَامُلَ نَقِمَاتِهِ، وَأُوصِيكَ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللّهِ؛ فَإِنَّهَا زَيْنُ الْكَلاَمِ وَتَثْبِيتُ النِّعَمِ، أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ أَنِّي مُدَّعٍ وَأَبِي مِنْ قَبْلُ، وَمَا سَمِعْتَ ذلِكَ مِنِّي وَ«سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَ يُسْأَلُونَ»۱ وَلَمْ يَدَعْ حِرْصُ الدُّنْيَا وَمَطَالِبُهَا لِأَهْلِهَا مَطْلَباً لآِخِرَتِهِمْ حَتّى يُفْسِدَ عَلَيْهِمْ مَطْلَبَ آخِرَتِهِمْ فِي دُنْيَاهُمْ، وَذَكَرْتَ أَنِّي ثَبَّطْتُ النَّاسَ عَنْكَ۲ لِرَغْبَتِي فِيمَا فِي يَدَيْكَ، وَمَا مَنَعَنِي مِنْ مَدْخَلِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ ـ لَوْ كُنْتُ رَاغِباً ـ ضَعْفٌ عَنْ سُنَّةٍ، وَلاَ قِلَّةُ بَصِيرَةٍ بِحُجَّةٍ، وَلكِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ خَلَقَ النَّاسَ أَمْشَاجاً۳ وَ غَرَائِبَ۴ وَ غَرَائِزَ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَرْفَيْنِ أَسْأَلُكَ عَنْهُمَا: مَا الْعَتْرَفُ۵ فِي بَدَنِكَ؟ وَ مَا الصَّهْلَجُ۶ فِي الاْءِنْسَانِ ؟ ثُمَّ اكْتُبْ إِلَيَّ بِخَبَرِ ذلِكَ، وَ أَنَا مُتَقَدِّمٌ إِلَيْكَ، أُحَذِّرُكَ مَعْصِيَةَ الْخَلِيفَةِ، وَ أَحُثُّكَ عَلى بِرِّهِ وَ طَاعَتِهِ، وَ أَنْ تَطْلُبَ لِنَفْسِكَ أَمَاناً قَبْلَ أَنْ تَأْخُذَكَ الْأَظْفَارُ، وَ يَلْزَمَكَ الْخِنَاقُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ؛ فَتَرَوَّحَ۷ إِلَى النَّفَسِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَ لاَ تَجِدَهُ حَتّى يَمُنَّ اللّهُ عَلَيْكَ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ وَ رِقَّةِ الْخَلِيفَةِ ـ أَبْقَاهُ اللّهُ ـ فَيُؤمِنَكَ وَ يَرْحَمَكَ، وَ يَحْفَظَ فِيكَ أَرْحَامَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله «وَ السَّلاَمُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى إِنَّا قَدْ أُوحِىَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى»۸».

1.. الزخرف ۴۳ : ۱۹ .

2.. «ثبّطتُ الناس عنك» ، أي شغلتهم وعوّقتهم عنك . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ثبط .

3.. «الأمشاج» : جمع المَشيج ، وهو المختلط من كلّ شيء مخلوط . والمراد : خلق الناس أخلاطا شتّى . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۳۲ مشج .

4.. في الوافي، ج۲، ص۱۷۴ : «وغرائب : ذوي عجائب ، فإنّك تدّعي هذا الأمر مع جهلك وضلالتك ، وأنا لا أدّعيه مع وفور علمي وهداي ، وأيّ غريبة أغرب من ذلك واُعجوبة أعجب منه» .

5.. في شرح المازندراني، ج۶، ص۳۱۲ : «العترف : داء عظيم خبيث يحرّك صاحبه فيما لا ينبغي» .

6.. في شرح المازندراني : «كأنّ الصهلج عرق» .

7.. «فتروّح إلى النفس» أي تسير وتغدو ، وترجع إلى الراحة والسعة ، أي إلى طلبها . راجع : المصباح المنير ، ص ۲۴۳ روح .

8.. طه ۲۰ : ۴۷ ـ ۴۸ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16734
صفحه از 868
پرینت  ارسال به