573
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: إِنَّمَا عَرَضْتُ عَلَيْكَ أَمْراً، فَإِنْ أَرَدْتَهُ دَخَلْتَ فِيهِ، وَ إِنْ كَرِهْتَهُ لَمْ أَحْمِلْكَ عَلَيْهِ، وَ اللّهُ الْمُسْتَعَانُ. ثُمَّ وَدَّعَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه‏السلام حِينَ وَدَّعَهُ: «يَا ابْنَ عَمِّ، إِنَّكَ مَقْتُولٌ، فَأَجِدَّ۱ الضِّرَابَ ؛ فَإِنَّ الْقَوْمَ فُسَّاقٌ يُظْهِرُونَ إِيمَاناً، وَ يُسِرُّونَ شِرْكاً، وَ «إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۲ أَحْتَسِبُكُمْ عِنْدَ اللّهِ مِنْ عُصْبَةٍ». ثُمَّ خَرَجَ الْحُسَيْنُ، وَ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، قُتِلُوا كُلُّهُمْ كَمَا قَالَ عليه‏السلام.

۹۴۰.۱۹. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:
كَتَبَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ إِلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهماالسلام: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِي نَفْسِي بِتَقْوَى اللّهِ، وَ بِهَا أُوصِيكَ ؛ فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ اللّهِ فِي الْأَوَّلِينَ، وَ وَصِيَّتُهُ فِي الاْخِرِينَ، خَبَّرَنِي مَنْ وَرَدَ عَلَيَّ مِنْ أَعْوَانِ اللّهِ عَلى دِينِهِ وَ نَشْرِ طَاعَتِهِ بِمَا كَانَ مِنْ
تَحَنُّنِكَ ۳ مَعَ خِذْلاَنِكَ ۴، وَ قَدْ شَاوَرْتُ فِي الدَّعْوَةِ لِلرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ قَدِ احْتَجَبْتَهَا۵ وَ احْتَجَبَهَا أَبُوكَ مِنْ قَبْلِكَ، وَ قَدِيماً ادَّعَيْتُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ، وَ بَسَطْتُمْ آمَالَكُمْ إِلى مَا لَمْ يُعْطِكُمُ اللّهُ، فَاسْتَهْوَيْتُمْ۶ وَ أَضْلَلْتُمْ، وَ أَنَا مُحَذِّرُكَ مَا حَذَّرَكَ اللّهُ مِنْ نَفْسِهِ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «مِنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ جَعْفَرٍ وَعَلِيٍّ۷

1.. في بعض النسخ : «فأجِدْ» من الإجادة . وقوله : «فأجِدَّ» أمر من الإجداد بمعنى الاجتهاد . والضراب : القتال . راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۱۳ جدد ، ص ۱۳۵ (جود) .

2.. البقرة ۲ : ۱۵۶ .

3.. في الوافي، ج۲، ص۱۷۳ : «محبّتك» وقال : «يعني لنا ، أو للإمامة والخلافة». وقوله : «التَحَنُّن» : الترحّم . يقال : تحنّن عليه ، أي ترحّم . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۰۴ حنن .

4.. «الخُذْلان» : عدم النصرة . يقال : خَذَلَهُ خِذْلانا ، إذا ترك عونه ونصرته .

5.. في الوافي: «قد احتجبها: احتجبت عن مشاورتى ولم تحضرها، فصار ذلك سببا لتعوّق الناس عنّي».

6.. «فاستهويتم»، أي ذهبتم بعقول الناس وأهوائهم، أو حيّرتموهم، أو زيّنتم لهم هواهم. راجع: القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۷۶۴ (هوى).

7.. في الوافي، ج۲، ص۱۷۳ : «كأنّه عليه‏السلام أشرك أخاه عليّ بن جعفر معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصرف عن نفسه من الدعوى؛ لئلاّ يظنّ به الظنّ ، كما ظنّ به عليه‏السلام».


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
572

الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ يَعْرِفُنِي، وَ هذَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ يَعْرِفُنِي، وَ هذَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ يَعْرِفُنِي، فَقَالُوا: نَعَمْ، يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، كَأَنَّهُ لَمْ يَغِبْ عَنَّا.
ثُمَّ قُلْتُ لِلْمَهْدِيِّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، لَقَدْ أَخْبَرَنِي بِهذَا الْمَقَامِ أَبُو هذَا الرَّجُلِ ـ وَ أَشَرْتُ إِلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه‏السلام ـ قَالَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللّهِ: وَ كَذَبْتُ عَلى جَعْفَرٍ كَذِبَةً، فَقُلْتُ لَهُ: وَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ السَّلاَمَ، وَ قَالَ: إِنَّهُ إِمَامُ عَدْلٍ وَ سَخَاءٍ.
قَالَ فَأَمَرَ لِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ بِخَمْسَةِ آلاَفِ دِينَارٍ، فَأَمَرَ لِي مِنْهَا مُوسى بِأَلْفَيْ دِينَارٍ، وَ وَصَلَ عَامَّةَ أَصْحَابِهِ وَ وَصَلَنِي، فَأَحْسَنَ صِلَتِي، فَحَيْثُ مَا ذُكِرَ وُلْدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَقُولُوا: صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِمْ وَ مَلاَئِكَتُهُ وَ حَمَلَةُ عَرْشِهِ وَ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ، وَ خُصُّوا أَبَا عَبْدِ اللّهِ بِأَطْيَبِ ذلِكَ، وَ جَزى مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَنِّي خَيْراً، فَأَنَا وَاللّهِ مَوْلاَهُمْ۱ بَعْدَ اللّهِ.

۹۳۹.۱۸. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْمُفَضَّلِ: مَوْلى عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ:
لَمَّا خَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ۲، وَ احْتَوى عَلَي الْمَدِينَةِ۳، دَعَا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليه‏السلام إِلَى الْبَيْعَةِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ عَمِّ، لاَ تُكَلِّفْنِي مَا كَلَّفَ ابْنُ عَمِّكَ عَمَّكَ أَبَا عَبْدِ اللّهِ، فَيَخْرُجَ مِنِّي مَا لاَ أُرِيدُ، كَمَا خَرَجَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ».

1.. «المَوْلى» : التابع ، والمحبّ ، والعبد ، والمُعْتَق ، والمنعم عليه . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۲۸ ولا .

2.. قال ابن الأثير : «الفَخُّ : موضع عند مكّة . وقال المجلسي : «بئر بين التنعيم وبين مكّة وبينه وبين مكّة فرسخ تقريبا» . وقال : «والحسين هو الحسين بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ عليهماالسلام ، واُمّه زينب بنت عبداللّه‏ بن الحسن ، خرج في أيّام موسى الهادي ابن محمّد المهديّ ابن أبي جعفر المنصور ، و خرج معه جماعة كثيرة من العلويين ، وكان خروجه بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع وستّين ومائة بعد موت المهديّ بمكّة وخلافة الهادي ابنه» . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۱۸ فخخ ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۱۵۱ .

3.. «احتوى على المدينة» ، أي غلب عليها وأحاط بها واستولى عليها . راجع : المصباح المنير ، ص ۱۵۸ حوى .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16825
صفحه از 868
پرینت  ارسال به