57
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ؛ وَإِنَّ اللّه‏َ بَعَثَ عِيسى عليه‏السلام فِي وَقْتٍ قَدْ ظَهَرَتْ فِيهِ الزَّمَانَاتُ۱، وَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَى الطِّبِّ، فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللّه‏ِ تَعَالى بِمَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِثْلُهُ، وَبِمَا أَحْيَا لَهُمُ الْمَوْتى وَأَبْرَأَ الْأَكْمَهَ۲ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللّه‏ِ تَعَالى، وَأَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ؛ وَإِنَّ اللّه‏َ تَعَالى بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي وَقْتٍ كَانَ الْغَالِبُ عَلى أَهْلِ عَصْرِهِ الْخُطَبَ وَالْكَلاَمَ ـ وَأَظُنُّهُ قَالَ: الشِّعْرَ ـ فَأَتَاهُمْ مِنْ ۱ / ۲۵
عِنْدِ اللّه‏ِ تَعَالى مِنْ مَوَاعِظِهِ وَحِكَمِهِ مَا أَبْطَلَ بِهِ قَوْلَهُمْ، وَأَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ».
قَالَ: فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَاللّه‏ِ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ، فَمَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ الْيَوْمَ؟
قَالَ: فَقَالَ عليه‏السلام: «الْعَقْلُ؛ يَعْرِفُ بِهِ۳ الصَّادِقَ عَلَى اللّه‏ِ فَيُصَدِّقُهُ، وَالْكَاذِبَ عَلَى اللّه‏ِ فَيُكَذِّبُهُ».
قَالَ: فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هذَا وَاللّه‏ِ هُوَ الْجَوَابُ.

۲۱.۲۱. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنِ الْمُثَنَّى الْحَنَّاطِ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ مَوْلىً لِبَنِي شَيْبَانَ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «إِذَا قَامَ قَائِمُنَا، وَضَعَ اللّه‏ُ يَدَهُ۴ عَلى رُؤُوسِ الْعِبَادِ، فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَكَمَلَتْ بِهِ أَحْلامُهُمْ۵».

1.. «الزمانات»: جمع الزمانة ، وهي آفة في الإنسان بل في الحيوان، أو في عضو منه يمنعه عن الحركة ، كالفالج واللغوة والبرص وغيرها ، شرح صدر المتألّهين، ج۱ ، ص۵۴۸ . وانظر : الصحاح، ج ۵، ص ۲۱۳۱ زمن.

2.. «الأكمه»: هو الذي يولد مطموس العين، أي الأعمى. وقد يقال لمن تذهب عينه. المفردات للراغب، ص۷۲۶ كمه.

3.. أي يعرف الخلقُ بالعقل الصادقَ والكاذب على اللّه‏، فهو دليل كون العقل هو الحجّة . راجع : الوافي ، ج۱ ، ص۱۱۱ ؛ مرآة العقول ، ج۱ ، ص۷۹.

4.. الضمير في «يده» راجع إلى اللّه‏ تعالى ، أو إلى القائم عليه‏السلام، و «يده» كناية عن الرحمة والشفقة والنعمة والإحسان ، أو كناية عن الواسطة في الفيض . والمراد من الرؤوس نفوسهم الناطقة ، فالمعنى : أنزل رحمته وأكمل نعمته ، أو واسطة جوده وفيضه ، والمراد بها إمّا القائم عليه‏السلام، أو العقل الذي هو أوّل ما خلق اللّه‏ ، أو ملك من ملائكة قدسه ونور من أنوار عظمته . راجع: شرح صدر المتألّهين، ج۱، ص۵۶۵ ـ ۵۶۶ ؛ شرح المازندراني ، ج ۱ ، ص ۳۹۹ ـ ۴۰۲ ؛ الوافي ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ ؛ مرآة العقول ، ج ۱ ، ص ۸۰ .

5.. «الأحلام» : جمع الحِلْم بمعنى العقل ، وهو في الأصل : الأناة والتثبّت في الاُمور ، وذلك من شعار العقلاء . اُنظر : النهاية ، ج ۱، ص ۴۳۴ حلم.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
56

۱ / ۲۴
كُنَّا عِنْدَ الرِّضَا عليه‏السلام، فَتَذَاكَرْنَا الْعَقْلَ وَالْأَدَبَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا هَاشِمٍ، الْعَقْلُ حِبَاءٌ۱ مِنَ اللّه‏ِ، وَالْأَدَبُ كُلْفَةٌ۲ ؛ فَمَنْ تَكَلَّفَ الْأَدَبَ، قَدَرَ عَلَيْهِ ؛ وَمَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ، لَمْ يَزْدَدْ بِذلِكَ إِلاَّ جَهْلاً».

۱۹.۱۹. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللّه‏ِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ لِي جَاراً كَثِيرَ الصَّلاَةِ، كَثِيرَ الصَّدَقَةِ، كَثِيرَ الْحَجِّ، لا بَأْسَ بِهِ۳، قَالَ: فَقَالَ عليه‏السلام: «يَا إِسْحَاقُ، كَيْفَ عَقْلُهُ؟» قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ، قَالَ: فَقَالَ: «لا يَرْتَفِعُ بِذلِكَ مِنْهُ».

۲۰.۲۰. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيِّ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيِّ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام: لِمَاذَا بَعَثَ اللّه‏ُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليه‏السلام بِالْعَصَا وَيَدِهِ الْبَيْضَاءِ وَآلَةِ السِّحْرِ۴، وَبَعَثَ عِيسى عليه‏السلام بِآلَةِ الطِّبِّ، وَبَعَثَ مُحَمَّداً ـ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ـ بِالْكَلاَمِ وَالْخُطَبِ؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «إِنَّ اللّه‏َ لَمَّا بَعَثَ مُوسى عليه‏السلام كَانَ الْغَالِبُ عَلى أَهْلِ عَصْرِهِ السِّحْرَ، فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللّه‏ِ بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ مِثْلُهُ، وَمَا أَبْطَلَ بِهِ سِحْرَهُمْ، وَأَثْبَتَ بِهِ

1.. «الحباء» : العطاء ، يقال: حباه يحبوه ، أي أعطاه . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۰۸ حبو.

2.. «الكلفة»: ما تتكلّفه وتختاره على خلاف عادتك، وعلى مشقّة من أمر في نائبة أو حقّ . اُنظر : لسان العرب، ج۹، ص۳۰۷ كلف.

3.. «لا بأس به» ، أي لايظهر منه عداوة لأهل الدين وشدّة على المؤمنين، أو لا يطّلع منه على معصية . الوافي، ج ۱، ص ۱۱۰ . و راجع : شرح المازندراني ، ج ۱، ص ۳۸۷.

4.. «السحر» في اللغة : الأُخذة التي تأخذ العين حتّى يظنّ أنّ الأمر كما يُرى وليس الأصل على ما يُرى ، وصرف الشيء عن وجهه؛ وكلّ ما لطف مأخذه ودقّ فهو سحر . وفي عرف الشرع مختصّ بكلّ أمر يخفى سببه ويتخيّل على غير حقيقته، ويجري مجرى الخِداع . اُنظر : لسان العرب، ج ۴، ص ۳۴۸؛ المصباح المنير ، ص ۲۶۸ سحر؛ وشرح صدر المتألّهين ، ج ۱ ، ص ۵۴۶ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16907
صفحه از 868
پرینت  ارسال به