ثُمَّ ارْفَضَّتْ عَيْنَاهُ۱، وَ سَالَتْ دُمُوعُهُ، ثُمَّ قَالَ: «اللّهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ مَنْ هَتَكَ سِتْرَنَا،
وَجَحَدَنَا حَقَّنَا، وَأَفْشى سِرَّنَا، وَنَسَبَنَا إِلى غَيْرِ جَدِّنَا، وَقَالَ فِينَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِي أَنْفُسِنَا».
۹۳۸.۱۷. بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ زَنْجَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَكَمِ الْأَرْمَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:
أَتَيْنَا خَدِيجَةَ ـ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهماالسلام ـ نُعَزِّيهَا بِابْنِ بِنْتِهَا، فَوَجَدْنَا عِنْدَهَا مُوسَى بْنَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ، فَإِذَا هِيَ فِي نَاحِيَةٍ قَرِيباً مِنَ النِّسَاءِ، فَعَزَّيْنَاهُمْ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ لاِبْنَةِ أَبِي يَشْكُرَ الرَّاثِيَةِ: قُولِي، فَقَالَتْ:
اُعْدُدْ رَسُولَ اللّهِ وَ اعْدُدْ بَعْدَهُ
أَسَدَ الاْءِلهِ وَ ثَالِثاً عَبَّاسَا
وَ اعْدُدْ عَلِيَّ الْخَيْرِ وَ اعْدُدْ جَعْفَراً
وَ اعْدُدْ عَقِيلاً بَعْدَهُ الرُّوَّاسَا۲.
فَقَالَ: أَحْسَنْتِ وَ أَطْرَبْتِنِي، زِيدِينِي، فَانْدَفَعَتْ۳ تَقُولُ:
وَ مِنَّا إِمَامُ الْمُتَّقِينَ مُحَمَّدٌ
وَ حَمْزَةُ مِنَّا وَ الْمُهَذَّبُ جَعْفَرُ
وَ مِنَّا عَلِيٌّ صِهْرُهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ
وَ فَارِسُهُ ذَاكَ الاْءِمَامُ الْمُطَهَّرُ
فَأَقَمْنَا عِنْدَهَا حَتّى كَادَ اللَّيْلُ أَنْ يَجِيءَ.
ثُمَّ قَالَتْ خَدِيجَةُ: سَمِعْتُ عَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ وَ هُوَ يَقُولُ: «إِنَّمَا تَحْتَاجُ الْمَرْأَةُ فِي الْمَأْتَمِ إِلَى النَّوْحِ لِتَسِيلَ دَمْعَتُهَا، وَ لاَ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَقُولَ هُجْراً۴، فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ، فَلاَ تُؤذِي الْمَلاَئِكَةَ بِالنَّوْحِ».
1.. في لسان العرب : «ارفضّ الدمعُ ارفضاضا وترفّض : سال وتفرّق وتتابع سَيَلانه وقَطَرانه» . راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۵۶ رفض .
2.. «الظاهر أنّه بضمّ الراء جمع رأس صفة للجميع ، أو بضمّ الراء وفتح الهمزة ، فإنّه ممدودا جمع رئيس ، كشريف وشرفاء ، اُسقطت الهمزة للقافية» . راجع: شرح المازندراني، ج۶، ص۲۹۴؛ مرآة العقول، ج۴، ص۱۲۲.
3.. «فاندفعت» : أي ابتدأت وأسرعت. راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۸۸ دفع .
4.. «الهُجْرُ» : هو الهَذَيان والقبيح من القول ، من أهجر في منطقه ، إذا أفحش وإذا أكثر الكلام في ما لا ينبغي . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۴۵ هجر .