555
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أُمَّ أَسْلَمَ.
ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلى حَصَاةٍ، فَفَرَكَهَا، فَجَعَلَهَا كَهَيْئَةِ الدَّقِيقِ، ثُمَّ عَجَنَهَا، وَ خَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّ أَسْلَمَ، مَنْ فَعَلَ فِعْلِي هذَا، فَهُوَ وَصِيِّي.
فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ عليه‏السلام ـ وَ هُوَ غُلاَمٌ ـ فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي، أَنْتَ وَصِيُّ أَبِيكَ ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا أُمَّ أَسْلَمَ، وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ، وَ أَخَذَ حَصَاةً، فَفَعَلَ بِهَا كَفِعْلِهِمَا.
فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَتَيْتُ الْحُسَيْنَ عليه‏السلام ـ وَ إِنِّي لَمُسْتَصْغِرَةٌ لِسِنِّهِ ـ فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، أَنْتَ وَصِيُّ أَخِيكَ ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا أُمَّ أَسْلَمَ، ائْتِينِي بِحَصَاةٍ. ثُمَّ فَعَلَ كَفِعْلِهِمْ.
فَعَمَرَتْ أُمُّ أَسْلَمَ حَتّى لَحِقَتْ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام فِي مُنْصَرَفِهِ، فَسَأَلَتْهُ: أَنْتَ وَصِيُّ أَبِيكَ ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ فَعَلَ كَفِعْلِهِمْ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ».

۹۳۷.۱۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجَارُودِ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرِ بْنِ دَابٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ دَخَلَ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام، وَ مَعَهُ كُتُبٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَدْعُونَهُ فِيهَا إِلى أَنْفُسِهِمْ، وَ يُخْبِرُونَهُ بِاجْتِمَاعِهِمْ، وَ يَأْمُرُونَهُ بِالْخُرُوجِ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «هذِهِ الْكُتُبُ ابْتِدَاءٌ مِنْهُمْ، أَوْ جَوَابُ مَا كَتَبْتَ بِهِ إِلَيْهِمْ وَ دَعَوْتَهُمْ إِلَيْهِ ؟» فَقَالَ: بَلِ ابْتِدَاءٌ مِنَ الْقَوْمِ ؛ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِحَقِّنَا وَ بِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ لِمَا يَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ مِنْ وُجُوبِ مَوَدَّتِنَا وَ فَرْضِ طَاعَتِنَا، وَ لِمَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الضِّيقِ وَ الضَّنْكِ وَ الْبَلاَءِ۱.
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «إِنَّ الطَّاعَةَ مَفْرُوضَةٌ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ وَسُنَّةٌ أَمْضَاهَا فِي

1.. هذه الثلاثة متقاربة المعنى . أو المراد بالضيق ضيق الصدر والحزن ، وبالضنك ضيق المعاش ، وبالبلاء ضرر الأعداء والمكاره منهم . راجع : مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
554

فَوَافَقَنِي۱ فِي طَرِيقٍ ضَيِّقٍ، فَمَالَ نَحْوِي حَتّى إِذَا حَاذَانِي أَقْبَلَ نَحْوِي بِشَيْءٍ مِنْ فِيهِ، فَوَقَعَ عَلى صَدْرِي، فَأَخَذْتُهُ فَإِذَا هُوَ رَقٌّ۲ فِيهِ مَكْتُوبٌ: «مَا كَانَ هُنَالِكَ۳، وَ لاَ كَذلِكَ».

۹۳۶.۱۵. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ـ ذَكَرَ اسْمَهُ ـ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مُوسى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‏السلام، قَالُوا:
«جَاءَتْ أُمُّ أَسْلَمَ يَوْماً إِلَى النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ وَ هُوَ فِي مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ ـ فَسَأَلَتْهَا عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَقَالَتْ: خَرَجَ فِي بَعْضِ الْحَوَائِجِ وَالسَّاعَةَ يَجِيءُ، فَانْتَظَرَتْهُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ
حَتّى جَاءَ عليه‏السلام، فَقَالَتْ أُمُّ أَسْلَمَ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللّهِ، إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ الْكُتُبَ، وَ عَلِمْتُ كُلَّ نَبِيٍّ وَ وَصِيٍّ، فَمُوسى كَانَ لَهُ وَصِيٌّ فِي حَيَاتِهِ، وَ وَصِيٌّ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَ كَذلِكَ عِيسى، فَمَنْ وَصِيُّكَ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ أَسْلَمَ، وَصِيِّي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ مَمَاتِي وَاحِدٌ.
ثُمَّ قَالَ لَهَا: يَا أُمَّ أَسْلَمَ، مَنْ فَعَلَ فِعْلِي، فَهُوَ وَصِيِّي.
ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلى حَصَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَفَرَكَهَا۴ بِإِصْبَعِهِ، فَجَعَلَهَا شِبْهَ الدَّقِيقِ، ثُمَّ عَجَنَهَا، ثُمَّ طَبَعَهَا بِخَاتَمِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ فَعَلَ فِعْلِي هذَا، فَهُوَ وَصِيِّي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ مَمَاتِي.
فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، أَنْتَ وَصِيُّ

1.. «فوافَقَني» ، أي صادفني . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۶۷ وفق .

2.. «الرَقُّ» : ما يكتب فيه ، وهو جلد رقيق . وقيل : الرَقُّ : الصحيفة البيضاء . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۳ رقق .

3.. قال في مرآة العقول، ج۴، ص۱۰۵ : «أي ما كان عبداللّه‏ هناك ، أي في مقام الإمامة ؛ ولا كان كذلك ، أي مستحقّا للإمامة» .

4.. قوله : «ففركها» ، أي دَلَكها من الفَرْك ، وهو دَلك الشيء حتّى ينقلع قشره عن لبّه كالجَوْز . راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۷۳ فرك .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17082
صفحه از 868
پرینت  ارسال به