لَمْ أَشْعُرْ إِلاَّ وَ رَجُلٌ مَدَنِيٌّ مِنْ بَعْضِ مُوَلَّدِيهَا۱، فَقَالَ لِي: إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ لَكَ: «ابْعَثْ إِلَيَّ الثَّوْبَ الْوَشِيَّ الَّذِي عِنْدَكَ». قَالَ: فَقُلْتُ: وَ مَنْ أَخْبَرَ أَبَا الْحَسَنِ بِقُدُومِي وَ أَنَا قَدِمْتُ آنِفاً ؟ وَ مَا عِنْدِي ثَوْبٌ وَشِيٌّ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، وَ عَادَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ: «بَلى هُوَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا، وَ رِزْمَتُهُ كَذَا وَ كَذَا». فَطَلَبْتُهُ حَيْثُ قَالَ، فَوَجَدْتُهُ فِي أَسْفَلِ الرِّزْمَةِ، فَبَعَثْتُ بِهِ إِلَيْهِ.
۹۳۴.۱۳. ابْنُ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:
كُنْتُ وَاقِفاً، وَحَجَجْتُ عَلى تِلْكَ الْحَالِ، فَلَمَّا صِرْتُ بِمَكَّةَ، خَلَجَ فِي صَدْرِي شَيْءٌ۲، فَتَعَلَّقْتُ بِالْمُلْتَزَمِ۳، ثُمَّ قُلْتُ: اللّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ طَلِبَتِي وَإِرَادَتِي، فَأَرْشِدْنِي إِلى خَيْرِ الْأَدْيَانِ.
فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنْ آتِيَ الرِّضَا عليهالسلام، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَقَفْتُ بِبَابِهِ، وَ قُلْتُ لِلْغُلاَمِ: قُلْ لِمَوْلاَكَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِالْبَابِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ نِدَاءَهُ وَ هُوَ يَقُولُ: «ادْخُلْ يَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ، ادْخُلْ يَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ». فَدَخَلْتُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ، قَالَ لِي: «قَدْ أَجَابَ اللّهُ دُعَاءَكَ، وَ هَدَاكَ لِدِينِهِ». فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللّهِ، وَ أَمِينُهُ عَلى خَلْقِهِ.
۹۳۵.۱۴. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللّهِ، قَالَ:
كَانَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ هُلَيْلٍ يَقُولُ بِعَبْدِ اللّهِ۴، فَصَارَ إِلَى الْعَسْكَرِ۵، فَرَجَعَ عَنْ ذلِكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ رُجُوعِهِ، فَقَالَ: إِنِّي عَرَضْتُ۶ لِأَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ ذلِكَ،
1.. قال المجلسي في مرآة العقول، ج۴، ص۱۰۳: «من بعض مولّديها، الضمير للمدينة الطيّبة، أي أبواه ولداه بها ولم يكونا عنها».
2.. «خَلَجَ في صدري شيء» ، أي تحرّك فيه شيء من الريبة والشكّ ؛ راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۵۸ خلج .
3.. قال المجلسي في مرآة العقول، ج۴، ص۱۰۴ : «والملتزم هو المستجار محاذي باب الكعبة من ظهرها ، يستحبّ إلصاق البطن والصدر بحائطه والتزامه ، والدعاء فيه مستجاب» .
4.. في الوافي، ج۲، ص۱۵۷ : «يعني يقول بإمامة عبداللّه الأفطح » . وراجع: مرآة العقول، ج۴، ص۱۰۴.
5.. أي إلى سامرّاء.
6.. في الشروح : «عَرَضْتُ» مجرّدا ، بمعنى ظهرتُ له ووقفت في طريقه ، أو أظهرت له أن أسأله عن أمر عبد اللّه وإمامته ، أو بمعنى تعرّضت ، أي تصدّيت وطلبت . وراجع : المصباح المنير ، ص ۴۰۲ عرض .