553
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

لَمْ أَشْعُرْ إِلاَّ وَ رَجُلٌ مَدَنِيٌّ مِنْ بَعْضِ مُوَلَّدِيهَا۱، فَقَالَ لِي: إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام يَقُولُ لَكَ: «ابْعَثْ إِلَيَّ الثَّوْبَ الْوَشِيَّ الَّذِي عِنْدَكَ». قَالَ: فَقُلْتُ: وَ مَنْ أَخْبَرَ أَبَا الْحَسَنِ بِقُدُومِي وَ أَنَا قَدِمْتُ آنِفاً ؟ وَ مَا عِنْدِي ثَوْبٌ وَشِيٌّ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، وَ عَادَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ: «بَلى هُوَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا، وَ رِزْمَتُهُ كَذَا وَ كَذَا». فَطَلَبْتُهُ حَيْثُ قَالَ، فَوَجَدْتُهُ فِي أَسْفَلِ الرِّزْمَةِ، فَبَعَثْتُ بِهِ إِلَيْهِ.

۹۳۴.۱۳. ابْنُ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:
كُنْتُ وَاقِفاً، وَحَجَجْتُ عَلى تِلْكَ الْحَالِ، فَلَمَّا صِرْتُ بِمَكَّةَ، خَلَجَ فِي صَدْرِي شَيْءٌ۲، فَتَعَلَّقْتُ بِالْمُلْتَزَمِ۳، ثُمَّ قُلْتُ: اللّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ طَلِبَتِي وَإِرَادَتِي، فَأَرْشِدْنِي إِلى خَيْرِ الْأَدْيَانِ.
فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنْ آتِيَ الرِّضَا عليه‏السلام، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَقَفْتُ بِبَابِهِ، وَ قُلْتُ لِلْغُلاَمِ: قُلْ لِمَوْلاَكَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِالْبَابِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ نِدَاءَهُ وَ هُوَ يَقُولُ: «ادْخُلْ يَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ، ادْخُلْ يَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ». فَدَخَلْتُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ، قَالَ لِي: «قَدْ أَجَابَ اللّهُ دُعَاءَكَ، وَ هَدَاكَ لِدِينِهِ». فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللّهِ، وَ أَمِينُهُ عَلى خَلْقِهِ.

۹۳۵.۱۴. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللّهِ، قَالَ:
كَانَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ هُلَيْلٍ يَقُولُ بِعَبْدِ اللّهِ۴، فَصَارَ إِلَى الْعَسْكَرِ۵، فَرَجَعَ عَنْ ذلِكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ رُجُوعِهِ، فَقَالَ: إِنِّي عَرَضْتُ۶ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ ذلِكَ،

1.. قال المجلسي في مرآة العقول، ج۴، ص۱۰۳: «من بعض مولّديها، الضمير للمدينة الطيّبة، أي أبواه ولداه بها ولم يكونا عنها».

2.. «خَلَجَ في صدري شيء» ، أي تحرّك فيه شيء من الريبة والشكّ ؛ راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۵۸ خلج .

3.. قال المجلسي في مرآة العقول، ج۴، ص۱۰۴ : «والملتزم هو المستجار محاذي باب الكعبة من ظهرها ، يستحبّ إلصاق البطن والصدر بحائطه والتزامه ، والدعاء فيه مستجاب» .

4.. في الوافي، ج۲، ص۱۵۷ : «يعني يقول بإمامة عبداللّه‏ الأفطح » . وراجع: مرآة العقول، ج۴، ص۱۰۴.

5.. أي إلى سامرّاء.

6.. في الشروح : «عَرَضْتُ» مجرّدا ، بمعنى ظهرتُ له ووقفت في طريقه ، أو أظهرت له أن أسأله عن أمر عبد اللّه‏ وإمامته ، أو بمعنى تعرّضت ، أي تصدّيت وطلبت . وراجع : المصباح المنير ، ص ۴۰۲ عرض .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
552

إِلَيْهِ، وَ قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، عَوِّذْ۱ رِجْلِي ـ وَ بَسَطْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ـ فَقَالَ لِي: «لَيْسَ عَلى رِجْلِكَ هذِهِ بَأْسٌ، وَ لكِنْ أَرِنِي رِجْلَكَ الصَّحِيحَةَ». فَبَسَطْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَوَّذَهَا، فَلَمَّا خَرَجْتُ لَمْ أَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيراً حَتّى خَرَجَ بِيَ الْعِرْقُ، وَ كَانَ وَجَعُهُ يَسِيراً.

۹۳۲.۱۱. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ قِيَامَا الْوَاسِطِيِّ ـ وَ كَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ ـ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليهماالسلام، فَقُلْتُ لَهُ: يَكُونُ إِمَامَانِ ؟ قَالَ: «لاَ، إِلاَّ وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ».
فَقُلْتُ لَهُ: هُوَ ذَا أَنْتَ، لَيْسَ لَكَ صَامِتٌ ـ وَ لَمْ يَكُنْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ بَعْدُ ـ فَقَالَ لِي: «وَ اللّهِ، لَيَجْعَلَنَّ اللّهُ مِنِّي مَا يُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ، وَ يَمْحَقُ بِهِ الْبَاطِلَ وَ أَهْلَهُ». فَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ سَنَةٍ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام.
فَقِيلَ لاِبْنِ قِيَامَا: أَ لاَ تُقْنِعُكَ هذِهِ الاْيَةُ ؟ فَقَالَ: أَمَا وَ اللّهِ، إِنَّهَا لاَيَةٌ عَظِيمَةٌ، وَ لكِنْ كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام ۲ فِي ابْنِهِ؟

۹۳۳.۱۲. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، قَالَ:
أَتَيْتُ خُرَاسَانَ وَ أَنَا وَاقِفٌ، فَحَمَلْتُ مَعِي مَتَاعاً، وَ كَانَ مَعِي ثَوْبٌ وَشِيٌّ۳ فِي بَعْضِ الرِّزَمِ۴، وَ لَمْ أَشْعُرْ بِهِ، وَ لَمْ أَعْرِفْ مَكَانَهُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ مَرْوَ، وَ نَزَلْتُ فِي بَعْضِ مَنَازِلِهَا،

1.. «العَوْذَة» و«المعاذاة» و«التعويذ» : الرُقْية التي يُرقى بها الإنسان من فزع أو جنون ؛ لأنّه يعاذ بها . ويقال : عوّذتُ فلانا باللّه‏ وأسمائه وبالمعوّذتين ، إذا قلت : اُعيذك باللّه‏ وأسمائه من كلّ ذي شرّ وكلّ داء وحاسد وحَيْن . راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۹۹ عوذ .

2.. قوله : «بما قال أبو عبد اللّه‏ عليه‏السلام» كأنّه إشارة إلى حديث نقل عنه عليه‏السلامقال : «منّا ثمانية محدّثون سابعهم القائم» . وهو من مفتريات الواقفيّة . راجع : شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۲۸۳ ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۱۰۲ .

3.. «الوَشِيُّ» : المنقوش ، من الوَشْي في اللون ، وهو خلط لون بلون آخر . يقال : وَشَى الثوبَ وَشْيا وشِيَةً ، أي حسّنه ونَقَشَه ورقَمَه وصوّره ولوّنه وزيّنه . المصباح المنير ، ص ۶۶۱ وشى .

4.. «الرِزَمُ» : جمع الرِزْمة ، وهي من الثياب ما شُدَّ وجُمع في ثوب واحد . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۳۹ رزم .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17099
صفحه از 868
پرینت  ارسال به