551
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الرِّضَا عليهماالسلام يَطُوفُ بِهِ، فَنَاظَرْتُهُ فِي مَسَائِلَ عِنْدِي، فَأَخْرَجَهَا إِلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: وَ اللّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ مَسْأَلَةً، وَ إِنِّي وَ اللّهِ، لَأَسْتَحْيِي مِنْ ذلِكَ، فَقَالَ لِي: «أَنَا أُخْبِرُكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِي، تَسْأَلُنِي عَنِ الاْءِمَامِ». فَقُلْتُ: هُوَ وَ اللّهِ هذَا، فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». فَقُلْتُ: عَلاَمَةً ؟ فَكَانَ فِي يَدِهِ عَصًا، فَنَطَقَتْ، وَ قَالَتْ: إِنَّ مَوْلاَيَ إِمَامُ هذَا الزَّمَانِ، وَ هُوَ الْحُجَّةُ.

۹۳۱.۱۰. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا عليه‏السلام ـ وَ أَنَا يَوْمَئِذٍ وَاقِفٌ۱، وَ قَدْ كَانَ أَبِي سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ سَبْعِ مَسَائِلَ، فَأَجَابَهُ فِي سِتٍّ وَ أَمْسَكَ عَنِ السَّابِعَةِ ـ فَقُلْتُ: وَ اللّهِ، لَأَسْأَلَنَّهُ عَمَّا سَأَلَ أَبِي أَبَاهُ، فَإِنْ أَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِيهِ، كَانَتْ دَلاَلَةً، فَسَأَلْتُهُ، فَأَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِيهِ أَبِي فِي الْمَسَائِلِ السِّتِّ، فَلَمْ يَزِدْ فِي الْجَوَابِ وَاواً وَ لاَ يَاءً، وَ أَمْسَكَ عَنِ السَّابِعَةِ.
وَ قَدْ كَانَ أَبِي قَالَ لِأَبِيهِ: إِنِّي أَحْتَجُّ عَلَيْكَ عِنْدَ اللّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ زَعَمْتَ أَنَّ عَبْدَ اللّهِ لَمْ يَكُنْ إِمَاماً، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى عُنُقِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «نَعَمِ احْتَجَّ عَلَيَّ بِذلِكَ عِنْدَ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ إِثْمٍ، فَهُوَ فِي رَقَبَتِي».
فَلَمَّا وَدَّعْتُهُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ شِيعَتِنَا يُبْتَلى بِبَلِيَّةٍ أَوْ يَشْتَكِي، فَيَصْبِرُ عَلى ذلِكَ، إِلاَّ كَتَبَ اللّهُ لَهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ».
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَ اللّهِ، مَا كَانَ لِهذَا ذِكْرٌ، فَلَمَّا مَضَيْتُ وَ كُنْتُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، خَرَجَ بِي عِرْقُ الْمَدِينِيِّ۲، فَلَقِيتُ مِنْهُ شِدَّةً.
فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ، حَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ قَدْ بَقِيَ مِنْ وَجَعِي بَقِيَّةٌ، فَشَكَوْتُ

1.. «أنا واقف» ، أي أعتقد مذهب الواقفيّة ، وكنت أقف بالإمامة على أبيه ، لم اُجاوز به إليه صلوات اللّه‏ عليهما ؛ لاعتقادي في أبيه الغيبة . راجع : الوافي ، ج ۲ ، ص ۱۷۶ ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۱۰۰ .

2.. قوله : «عِرْق المَدِينيّ» مركّب إضافي ، وهو خيط يخرج من الرجل تدريجا مثل الشعر ويشتدّ وجعه . راجع : مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۱۰۱ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
550

وَ كَانَ الرَّجُلُ مَعْنِيّاً۱ بِدِينِهِ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَتَرَصَّدُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام حَتّى خَرَجَ إِلى ضَيْعَةٍ لَهُ، فَلَقِيَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَحْتَجُّ عَلَيْكَ بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ، فَدُلَّنِي عَلَى الْمَعْرِفَةِ، قَالَ: فَأَخْبَرَهُ بِأَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، وَ مَا كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ أَخْبَرَهُ بِأَمْرِ الرَّجُلَيْنِ فَقَبِلَ مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: فَمَنْ كَانَ بَعْدَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام ؟ قَالَ: «الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَيْنُ عليهماالسلام». حَتَّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ، ثُمَّ سَكَتَ.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَنْ هُوَ الْيَوْمَ ؟ قَالَ: «إِنْ أَخْبَرْتُكَ، تَقْبَلُ ؟» قَالَ: بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: «أَنَا هُوَ». قَالَ: فَشَيْءٌ أَسْتَدِلُّ بِهِ ؟ قَالَ: «اذْهَبْ إِلى تِلْكَ الشَّجَرَةِ ـ وَ أَشَارَ إِلى أُمِّ غَيْلاَنَ۲ ـ فَقُلْ لَهَا: يَقُولُ لَكَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ: أَقْبِلِي».
قَالَ: فَأَتَيْتُهَا، فَرَأَيْتُهَا وَ اللّهِ تَخُدُّ الْأَرْضَ۳ خَدّاً حَتّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهَا، فَرَجَعَتْ، قَالَ: فَأَقَرَّ بِهِ ثُمَّ لَزِمَ الصَّمْتَ وَ الْعِبَادَةَ، فَكَانَ لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بَعْدَ ذلِكَ.

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، مِثْلَهُ.

۹۳۰.۹. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَلاَءِ، قَالَ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ قَاضِيَ سَامَرَّاءَ ـ بَعْدَ مَا جَهَدْتُ بِهِ۴ وَ نَاظَرْتُهُ وَ حَاوَرْتُهُ۵ وَ وَاصَلْتُهُ۶ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ عُلُومِ آلِ مُحَمَّدٍ ـ فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَطُوفُ بِقَبْرِ

1.. قوله : «مَعْنيّا بدينه» ، أي ذا عناية واهتمام به . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۱۴ عنا .

2.. «اُمُّ غَيْلانَ» : شجر السَمُر ، وهو من شجر الطَلْح .

3.. «تَخُدُّ الأرضَ» ، أي تشقّه وتحفره ؛ من الخدّ وهو جعلك اُخدودا في الأرض ، تحفره مستطيلاً . راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۶۰ خدد .

4.. «جَهَدْتُ به» ، أي امتحنته .

5.. «المُحاوَرَة» : المجاوبة ومراجعة المنطق والكلام في المخاطبة . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۱۸ حور .

6.. «المواصلة» : المحابّة . ووَصَلَه وَصْلاً وصِلةً ، وواصَلَه مواصلةً ووصالاً ، كلاهما يكون في عفاف الحبّ ودَعارَته . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۷۲۷ وصل .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17107
صفحه از 868
پرینت  ارسال به