ذلِكَ». فَقُلْتُ: بِالْأَرْطَالِ ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، أَرْطَالٌ بِمِكْيَالِ الْعِرَاقِ».
قَالَ سَمَاعَةُ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: ثُمَّ نَهَضَ عليهالسلام، وَ قُمْتُ، فَخَرَجْتُ وَ أَنَا أَضْرِبُ بِيَدِي عَلَى الْأُخْرى، وَ أَنَا أَقُولُ: إِنْ كَانَ شَيْءٌ فَهذَا. فَلَمْ يَزَلِ الْكَلْبِيُّ يَدِينُ اللّهَ۱ بِحُبِّ آلِ هذَا الْبَيْتِ حَتّى مَاتَ.
۹۲۸.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَبِي يَحْيى الْوَاسِطِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ:
كُنَّا بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ، وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلى عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِيهِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ، وَ النَّاسُ عِنْدَهُ، وَ ذلِكَ أَنَّهُمْ رَوَوْا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْأَمْرَ فِي الْكَبِيرِ مَا لَمْ تَكُنْ بِهِ عَاهَةٌ۲». فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَسْأَلُهُ عَمَّا كُنَّا نَسْأَلُ عَنْهُ أَبَاهُ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الزَّكَاةِ فِي كَمْ تَجِبُ ؟ فَقَالَ: فِي مِائَتَيْنِ خَمْسَةٌ، فَقُلْنَا: فِي مِائَةٍ ؟ فَقَالَ: دِرْهَمَانِ وَ نِصْفٌ، فَقُلْنَا: وَ اللّهِ مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ۳ هذَا، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: وَ اللّهِ، مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ.
قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ضُلاَّلاً لاَ نَدْرِي إِلى أَيْنَ نَتَوَجَّهُ أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ، فَقَعَدْنَا فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ بَاكِينَ حَيَارى لاَ نَدْرِي إِلى أَيْنَ نَتَوَجَّهُ، وَ لاَ مَنْ نَقْصِدُ، نَقُولُ: إِلَى الْمُرْجِئَةِ؟ إِلَى الْقَدَرِيَّةِ؟ إِلَى الزَّيْدِيَّةِ ؟ إِلَى الْمُعْتَزِلَةِ؟ إِلَى الْخَوَارِجِ؟
1.. قوله : «يُدين اللّهَ» ، أي يُطيعُه ويعبده . من الدين بمعنى الطاعة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۶۹ دين .
2.. «العاهَةُ» : الآفة ، وهو عرض مفسد لما أصاب من شيء . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۶ أوف ؛ وج ۱۳ ، ص ۵۲۰ (عوه) .
3.. «المُرْجِئَةُ» : تطلق على فرقتين : فرقة مقابلة للشيعة ، من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لتأخيرهم عليّا عليهالسلام عن مرتبته . وفرقة مقابلة للوعيديّة . إمّا من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لأنّهم يؤخّرون العمل عن النيّة والقصد ، وإمّا بمعنى إعطاء الرجاء ؛ لأنّهم يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، أو بمعنى تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة . راجع : الملل والنحل للشهرستاني ج ۱ ، ص ۱۶۱ ـ ۱۶۲ .