547
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

ذلِكَ». فَقُلْتُ: بِالْأَرْطَالِ ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، أَرْطَالٌ بِمِكْيَالِ الْعِرَاقِ».
قَالَ سَمَاعَةُ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: ثُمَّ نَهَضَ عليه‏السلام، وَ قُمْتُ، فَخَرَجْتُ وَ أَنَا أَضْرِبُ بِيَدِي عَلَى الْأُخْرى، وَ أَنَا أَقُولُ: إِنْ كَانَ شَيْءٌ فَهذَا. فَلَمْ يَزَلِ الْكَلْبِيُّ يَدِينُ اللّهَ۱ بِحُبِّ آلِ هذَا الْبَيْتِ حَتّى مَاتَ.

۹۲۸.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَبِي يَحْيى الْوَاسِطِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ:
كُنَّا بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ، وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلى عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِيهِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ، وَ النَّاسُ عِنْدَهُ، وَ ذلِكَ أَنَّهُمْ رَوَوْا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْأَمْرَ فِي الْكَبِيرِ مَا لَمْ تَكُنْ بِهِ عَاهَةٌ۲». فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَسْأَلُهُ عَمَّا كُنَّا نَسْأَلُ عَنْهُ أَبَاهُ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الزَّكَاةِ فِي كَمْ تَجِبُ ؟ فَقَالَ: فِي مِائَتَيْنِ خَمْسَةٌ، فَقُلْنَا: فِي مِائَةٍ ؟ فَقَالَ: دِرْهَمَانِ وَ نِصْفٌ، فَقُلْنَا: وَ اللّهِ مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ۳ هذَا، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: وَ اللّهِ، مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ.
قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ضُلاَّلاً لاَ نَدْرِي إِلى أَيْنَ نَتَوَجَّهُ أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ، فَقَعَدْنَا فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ بَاكِينَ حَيَارى لاَ نَدْرِي إِلى أَيْنَ نَتَوَجَّهُ، وَ لاَ مَنْ نَقْصِدُ، نَقُولُ: إِلَى الْمُرْجِئَةِ؟ إِلَى الْقَدَرِيَّةِ؟ إِلَى الزَّيْدِيَّةِ ؟ إِلَى الْمُعْتَزِلَةِ؟ إِلَى الْخَوَارِجِ؟

1.. قوله : «يُدين اللّه‏َ» ، أي يُطيعُه ويعبده . من الدين بمعنى الطاعة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۶۹ دين .

2.. «العاهَةُ» : الآفة ، وهو عرض مفسد لما أصاب من شيء . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۶ أوف ؛ وج ۱۳ ، ص ۵۲۰ (عوه) .

3.. «المُرْجِئَةُ» : تطلق على فرقتين : فرقة مقابلة للشيعة ، من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لتأخيرهم عليّا عليه‏السلام عن مرتبته . وفرقة مقابلة للوعيديّة . إمّا من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لأنّهم يؤخّرون العمل عن النيّة والقصد ، وإمّا بمعنى إعطاء الرجاء ؛ لأنّهم يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، أو بمعنى تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة . راجع : الملل والنحل للشهرستاني ج ۱ ، ص ۱۶۱ ـ ۱۶۲ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
546

يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَ رَدَّ اللّهُ كُلَّ شَيْءٍ إِلى شَيْئِهِ، وَ رَدَّ الْجِلْدَ إِلَى الْغَنَمِ، فَتَرى أَصْحَابَ الْمَسْحِ أَيْنَ يَذْهَبُ وُضُوؤهُمْ ؟» فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ثِنْتَانِ.
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «سَلْ»، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَكْلِ الْجِرِّيِّ، فَقَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ مَسَخَ طَائِفَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؛ فَمَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَحْراً، فَهُوَ الْجِرِّيُّ وَ الزِّمَّارُ وَ الْمَارْمَاهِي وَ مَا سِوى ذلِكَ ؛ وَ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَرّاً، فَالْقِرَدَةُ وَ الْخَنَازِيرُ وَ الْوَبْرُ۱ وَ الْوَرَلُ۲ وَ مَا سِوى ذلِكَ». فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ثَلاَثٌ.
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «سَلْ وَ قُمْ» فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي النَّبِيذِ ؟ فَقَالَ: «حَلاَلٌ». فَقُلْتُ: إِنَّا نَنْبِذُ فَنَطْرَحُ فِيهِ الْعَكَرَ۳ وَ مَا سِوى ذلِكَ، وَ نَشْرَبُهُ ؟ فَقَالَ: «شُهْ شُهْ۴، تِلْكَ
الْخَمْرَةُ الْمُنْتِنَةُ». فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَيَّ نَبِيذٍ تَعْنِي ؟ فَقَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ شَكَوْا إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله تَغْيِيرَ الْمَاءِ وَ فَسَادَ طَبَائِعِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْبِذُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْمُرُ خَادِمَهُ أَنْ يَنْبِذَ لَهُ، فَيَعْمِدُ۵ إِلى كَفٍّ مِنَ التَّمْرِ، فَيَقْذِفُ بِهِ فِي الشَّنِّ۶، فَمِنْهُ شُرْبُهُ، وَ مِنْهُ طَهُورُهُ».
فَقُلْتُ: وَ كَمْ كَانَ عَدَدُ التَّمْرِ الَّذِي كَانَ فِي الْكَفِّ ؟ فَقَالَ: «مَا حَمَلَ الْكَفُّ». فَقُلْتُ: وَاحِدَةٌ أَوْ ثِنْتَانِ ؟ فَقَالَ: «رُبَّمَا كَانَتْ وَاحِدَةً، وَ رُبَّمَا كَانَتْ ثِنْتَيْنِ».
فَقُلْتُ: وَ كَمْ كَانَ يَسَعُ الشَّنُّ ؟ فَقَالَ: «مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ إِلى مَا فَوْقَ

1.. قال الجوهري : «الوَبْرَةُ بالتسكين : دُوَيبَّة أصغر من السِنَّور ، طحلاء اللون ـ أي لونه كلون الرماد ـ لا ذَنَب لها ، تَرْجُنُ في البيوت ، أي تحبس وتعلق فيها». راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۸۴۱ .

2.. هو دابّة على خِلْقَة الضبّ إلاّ أنّه أعظم منه ، يكون في الرِمال والصَحارِي . وقيل : هو سَبِطُ الخلق ، طويل الذَنَب كأنّ ذَنَبه ذنب حيّة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۷۲۴ ورل .

3.. «العَكَرُ» : دُرْدِيُّ كلّ شيء ، وهو ما يبقى في أسفله . وعَكَرُ الشراب والماء والدهن : آخره وخاثرُه . راجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۶۰۰ عكر .

4.. في الشروح : شه ، كلمة ضجر وتقبيح واستقذار .

5.. في الوافي : «فتعمد» . وقوله : «فَيَعْمِدُ إلى كفّ» ، أي يقصده . راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۰۲ عمد .

6.. «الشَنُّ» و«الشَنَّةُ» : الخَلَقُ : أي البالي من كلّ آنية صُنِعَتْ من جلد ، أو القِرْبَة الخَلَق الصغيرة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۴ شنن .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17134
صفحه از 868
پرینت  ارسال به