545
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ قَالَ: «كَذَبَ الْعَادِلُونَ۱ بِاللّهِ، وَ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيداً، وَ خَسِرُوا خُسْرَاناً مُبِيناً ؛ يَا أَخَا كَلْبٍ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ يَقُولُ: «وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً»۲أَفَتَنْسِبُهَا۳ أَنْتَ ؟» فَقُلْتُ: لاَ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ لِي: «أَفَتَنْسِبُ نَفْسَكَ ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ، حَتَّى ارْتَفَعْتُ۴، فَقَالَ لِي: «قِفْ ؛ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ وَيْحَكَ، أَ تَدْرِي مَنْ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، قَالَ: «إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ ابْنُ فُلاَنٍ الرَّاعِي الْكُرْدِيِّ إِنَّمَا كَانَ فُلاَنٌ الرَّاعِي الْكُرْدِيُّ عَلى جَبَلِ آلِ فُلاَنٍ، فَنَزَلَ إِلى فُلاَنَةَ امْرَأَةِ فُلاَنٍ مِنْ جَبَلِهِ الَّذِي كَانَ يَرْعى غَنَمَهُ عَلَيْهِ، فَأَطْعَمَهَا شَيْئاً وَ غَشِيَهَا، فَوَلَدَتْ فُلاَناً، وَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ مِنْ فُلاَنَةَ وَ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ».
ثُمَّ قَالَ: «أَ تَعْرِفُ هذِهِ الْأَسَامِيَ ؟» قُلْتُ: لاَ وَ اللّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكُفَّ عَنْ هذَا فَعَلْتَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا قُلْتَ فَقُلْتُ». فَقُلْتُ: إِنِّي لاَ أَعُودُ، قَالَ: «لاَ نَعُودُ إِذاً، وَ اسْأَلْ عَمَّا جِئْتَ لَهُ».
فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ رَجُلٍ قَالَ لاِمْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ، فَقَالَ: «وَيْحَكَ، أَ مَا تَقْرَأُ سُورَةَ الطَّلاَقِ ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «فَاقْرَأْ»، فَقَرَأْتُ: «فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ» قَالَ: «أَ تَرى هَاهُنَا نُجُومَ السَّمَاءِ؟» قُلْتُ: لاَ.
قُلْتُ: فَرَجُلٌ قَالَ لاِمْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ ثَلاَثاً ؟ قَالَ: «تُرَدُّ إِلى كِتَابِ اللّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله». ثُمَّ قَالَ: «لاَ طَلاَقَ إِلاَّ عَلى طُهْرٍ مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ بِشَاهِدَيْنِ مَقْبُولَيْنِ». فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاحِدَةٌ.
ثُمَّ قَالَ: «سَلْ»، قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا كَانَ

1.. قوله : «العادِلون باللّه‏» ، أي المشركون به والجاعلون له مِثْلاً . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۹۱ عدل .

2.. الفرقان ۲۵ : ۳۸ .

3.. يعني: أفتعرف نسبها؟ واللّه‏ سبحانه أجملها ولم يذكر نسبها وأسماءها وأعدادها ، فكيف أنساب هذه القرون الكثيرة . مرآة العقول، ج۴، ص۹۰ ، ج ۴ ، ص ۹۰ .

4.. في مرآة العقول : «حتّى ارتفعت ، أي بلغت إلى أجدادي العالية» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
544

الشَّيْخُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ؟ فَقَالَ: قَدْ مَسَحَ قَوْمٌ صَالِحُونَ، وَ نَحْنُ ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ لاَ نَمْسَحُ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ثِنْتَانِ، فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي أَكْلِ الْجِرِّيِّ ؟ أَ حَلاَلٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ ؟ فَقَالَ: حَلاَلٌ، إِلاَّ أَنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ نَعَافُهُ۱، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ثَلاَثٌ، فَقُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي شُرْبِ النَّبِيذِ ؟ فَقَالَ: حَلاَلٌ، إِلاَّ أَنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ لاَ نَشْرَبُهُ، فَقُمْتُ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا أَقُولُ: هذِهِ الْعِصَابَةُ تَكْذِبُ عَلى أَهْلِ هذَا الْبَيْتِ.
فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَنَظَرْتُ إِلى جَمَاعَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَ غَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ هذَا الْبَيْتِ ؟ فَقَالُوا: عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْحَسَنِ، فَقُلْتُ: قَدْ أَتَيْتُهُ، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ شَيْئاً، فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ائْتِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام ؛ فَهُوَ أَعْلَمُ أَهْلِ هذَا الْبَيْتِ، فَلاَمَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ بِالْحَضْرَةِ ـ فَقُلْتُ: إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ إِرْشَادِي إِلَيْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ الْحَسَدُ ـ فَقُلْتُ لَهُ: وَيْحَكَ، إِيَّاهُ أَرَدْتُ.
فَمَضَيْتُ حَتّى صِرْتُ إِلى مَنْزِلِهِ، فَقَرَعْتُ الْبَابَ، فَخَرَجَ غُلاَمٌ لَهُ، فَقَالَ: ادْخُلْ يَا أَخَا كَلْبٍ ؛ فَوَ اللّهِ لَقَدْ أَدْهَشَنِي۲، فَدَخَلْتُ وَ أَنَا مُضْطَرِبٌ، وَ نَظَرْتُ فَإِذَا شَيْخٌ عَلى مُصَلًّى بِلاَ مِرْفَقَةٍ۳ وَ لاَ بَرْدَعَةٍ۴، فَابْتَدَأَنِي بَعْدَ أَنْ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: «مَنْ أَنْتَ ؟» فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يَا سُبْحَانَ اللّهِ! غُلاَمُهُ يَقُولُ لِي بِالْبَابِ: «ادْخُلْ يَا أَخَا كَلْبٍ»
وَ يَسْأَلُنِي الْمَوْلى: «مَنْ أَنْتَ ؟» فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى جَبْهَتِهِ،

1.. «نَعافُهُ» : نكرهه . يقال : عافَ الرجلُ الطعامَ أو الشرابَ يَعافُهُ عِيافا ، أي كرهه فلم يشربه . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۰۸ عيف .

2.. «دَهِشَ» : تحيّر ، وفي الوافي، ج۲، ص۱۶۷ : «إنّما أدهشه لأنّه أخبر بنسبه من غير تقدّم معرفة به» . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۰۳ دهش .

3.. «المِرْفَقَةُ» : هي كالوسادة . وأصله من المِرْفَق ، كأنّه استعملَ مِرْفَقَه واتّكأ عليه . النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۴۶ رفق .

4.. «البَرْدَعَةُ» : الحِلْسُ والكِساء الذي يُلقى تحت الرَحْل ، وهي بالذال والدال . والمراد هنا الحلس الذي يبسط في البيت . راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۸ بردع ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۸۹ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17149
صفحه از 868
پرینت  ارسال به