543
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».
قَالَ: «فَانْصَرَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ هُوَ يَتَوَلّى عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام».

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، مِثْلَهُ.

۹۲۷.۶. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ، قَالَ:

دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ وَ لَسْتُ أَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ هذَا الْأَمْرِ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَالِمِ أَهْلِ هذَا الْبَيْتِ، فَقَالُوا: عَبْدُ اللّهِ بْنُ الْحَسَنِ.
فَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ، فَاسْتَأْذَنْتُ، فَخَرَجَ إِلَيَّ رَجُلٌ ظَنَنْتُ أَنَّهُ غُلاَمٌ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلى مَوْلاَكَ، فَدَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِيَ: ادْخُلْ، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ مُعْتَكِفٍ شَدِيدِ الاِجْتِهَادِ۱، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ ؟ فَقُلْتُ: أَنَا الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ ؟ فَقُلْتُ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، فَقَالَ: أَ مَرَرْتَ بِابْنِي مُحَمَّدٍ ؟ قُلْتُ: بَدَأْتُ بِكَ، فَقَالَ: سَلْ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ رَجُلٍ قَالَ لاِمْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ، فَقَالَ: تَبِينُ بِرَأْسِ الْجَوْزَاءِ۲، وَ الْبَاقِي وِزْرٌ عَلَيْهِ وَ عُقُوبَةٌ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاحِدَةٌ، فَقُلْتُ: مَا يَقُولُ

1.. «الاعتكاف» و«العكوف» : هو الإقامة على الشيء وبالمكان ولزومهما . و«الاجتهاد» : بذل الوُسع في طلب الأمر ، من الجُهْد بمعنى الطاقة . والمراد : جالس على مصلاّه ومقيم به وملازم للعبادة ومقبل عليها ، مواظب لها ، شديد الاجتهاد عليها . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ جهد ؛ وج ۳ ، ص ۲۸۴ (عكف) .

2.. «الجوزاء» يقال : إنّه يعترض في جَوْز السماء ، أي وسطها . والجَوْزاء : من بُرُوج السماء . وأمّا رأس الجوزاء فالمحقّق الشعراني قال فيه في هامش شرح المازندراني : «ترى أوائلَ الليل في الشتاء إذا استقبلت القبلة صورةً من الكواكب جالبة للنظر جدّا ، كمربّع مستطيل ضلعه الأطول نحو سبعة أو ثمانية أذرع من الشمال إلى الجنوب ، وعرضه نحو ذراعين أو أكثر من اليمين إلى اليسار وعلى زواياه الأربع أربعة كواكب مضيئة وفي مركزه ثلاثة كواكب مضيئة مورّبة ، وقد يقال لهذه الصورة : الجبار أيضا ، وهذه الثلاثة تسمّى برأس الجوزاء» . يعني : تَبين ، أي تنفصل عن زوجها ويقع عليها طلاقه بعدد الكواكب التي على رأس الجوزاء وهي ثلاثة . وهذا موافق لمذهب العامّة . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۷۵ بين ؛ لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۲۹ (جوز) ؛ شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۲۷۱ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
542

الْوَصِيَّةَ وَ الاْءِمَامَةَ مِنْ بَعْدِهِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، ثُمَّ إِلَى الْحَسَنِ عليه‏السلام، ثُمَّ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه‏السلام وَ قَدْ قُتِلَ أَبُوكَ ـ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، وَ صَلّى عَلى رُوحِهِ ـ وَ لَمْ يُوصِ، وَ أَنَا عَمُّكَ وَ صِنْوُ۱ أَبِيكَ، وَ وِلاَدَتِي مِنْ عَلِيٍّ عليه‏السلام ؛ فِي سِنِّي وَ قَدِيمِي أَحَقُّ بِهَا مِنْكَ فِي حَدَاثَتِكَ، فَلاَ تُنَازِعْنِي فِي الْوَصِيَّةِ وَ الاْءِمَامَةِ، وَ لاَ تُحَاجَّنِي.
فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام: يَا عَمِّ، اتَّقِ اللّهَ، وَ لاَ تَدَّعِ مَا لَيْسَ لَكَ بِحَقٍّ «إِنِّى أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ»۲ إِنَّ أَبِي يَا عَمِّ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ أَوْصى إِلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْعِرَاقِ، وَ عَهِدَ إِلَيَّ فِي ذلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ بِسَاعَةٍ، وَ هذَا سِلاَحُ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عِنْدِي، فَلاَ تَتَعَرَّضْ لِهذَا ؛ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ نَقْصَ الْعُمُرِ وَ تَشَتُّتَ الْحَالِ ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ جَعَلَ الْوَصِيَّةَ وَ الاْءِمَامَةَ فِي عَقِبِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ ذلِكَ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَتّى نَتَحَاكَمَ إِلَيْهِ، وَ نَسْأَلَهُ عَنْ ذلِكَ».
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «وَ كَانَ الْكَلاَمُ بَيْنَهُمَا بِمَكَّةَ، فَانْطَلَقَا حَتّى أَتَيَا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: ابْدَأْ أَنْتَ فَابْتَهِلْ إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ وَ سَلْهُ أَنْ يُنْطِقَ لَكَ الْحَجَرَ، ثُمَّ سَلْ ؛ فَابْتَهَلَ مُحَمَّدٌ فِي الدُّعَاءِ، وَ سَأَلَ اللّهَ، ثُمَّ دَعَا الْحَجَرَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام: يَا عَمِّ، لَوْ كُنْتَ وَصِيّاً وَ إِمَاماً، لَأَجَابَكَ.
قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: فَادْعُ اللّهَ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي، وَ سَلْهُ، فَدَعَا اللّهَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام بِمَا أَرَادَ، ثُمَّ قَالَ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي جَعَلَ فِيكَ مِيثَاقَ الْأَنْبِيَاءِ وَ مِيثَاقَ الْأَوْصِيَاءِ وَ مِيثَاقَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ لَمَّا أَخْبَرْتَنَا مَنِ الْوَصِيُّ وَ الاْءِمَامُ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام ؟» قَالَ: «فَتَحَرَّكَ الْحَجَرُ حَتّى كَادَ أَنْ يَزُولَ عَنْ مَوْضِعِهِ، ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، فَقَالَ: اللّهُمَّ إِنَّ الْوَصِيَّةَ وَ الاْءِمَامَةَ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

1.. «الصِنْوُ» : الأخ الشقيق والعمّ والابن . والجمع : أصْناء وصِنْوان ، والاُنثى : صِنْوَةٌ . وأصل الصِنْو إنّما هو في النخل ، وهو أن تطلع نخلتان من عِرْق واحد . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۷۰ صنا .

2.. هود ۱۱ : ۴۶ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17160
صفحه از 868
پرینت  ارسال به