عَبْلٌ۱ طَوِيلٌ جَسِيمٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْوَلاَيَةِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ بِالْقَبُولِ، وَ أَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ، فَجَلَسَ مُلاَصِقاً لِي، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هذَا ؟
فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليهالسلام: «هذَا مِنْ وُلْدِ الْأَعْرَابِيَّةِ صَاحِبَةِ الْحَصَاةِ الَّتِي طَبَعَ آبَائِي عليهمالسلام فِيهَا بِخَوَاتِيمِهِمْ فَانْطَبَعَتْ، وَ قَدْ جَاءَ بِهَا مَعَهُ يُرِيدُ أَنْ أَطْبَعَ فِيهَا».
ثُمَّ قَالَ: «هَاتِهَا» فَأَخْرَجَ حَصَاةً وَ فِي جَانِبٍ مِنْهَا مَوْضِعٌ أَمْلَسُ۲، فَأَخَذَهَا أَبُو مُحَمَّدٍ عليهالسلام، ثُمَّ أَخْرَجَ خَاتَمَهُ، فَطَبَعَ فِيهَا، فَانْطَبَعَ، فَكَأَنِّي أَرى نَقْشَ خَاتَمِهِ السَّاعَةَ: «الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ».
فَقُلْتُ لِلْيَمَانِيِّ: رَأَيْتَهُ قَبْلَ هذَا قَطُّ ؟ قَالَ: لاَ وَ اللّهِ، وَ إِنِّي لَمُنْذُ دَهْرٍ حَرِيصٌ عَلى رُؤيَتِهِ حَتّى كَانَ السَّاعَةَ أَتَانِي شَابٌّ ـ لَسْتُ أَرَاهُ ـ فَقَالَ لِي: قُمْ، فَادْخُلْ، فَدَخَلْتُ.
ثُمَّ نَهَضَ الْيَمَانِيُّ وَ هُوَ يَقُولُ: «رَحْمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ»،«ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ»، أَشْهَدُ بِاللّهِ إِنَّ حَقَّكَ لَوَاجِبٌ كَوُجُوبِ حَقِّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ مَضى فَلَمْ أَرَهُ بَعْدَ ذلِكَ.
قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ: وَ سَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِهِ، فَقَالَ: اسْمِي مِهْجَعُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ غَانِمِ بْنِ أُمِّ غَانِمٍ، وَ هِيَ الْأَعْرَابِيَّةُ الْيَمَانِيَّةُ، صَاحِبَةُ الْحَصَاةِ الَّتِي طَبَعَ فِيهَا أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام، وَ السِّبْطُ إِلى وَقْتِ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام.
۹۲۶.۵. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَ زُرَارَةَ جَمِيعاً:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام، قَالَ: «لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ عليهالسلام، أَرْسَلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام فَخَلاَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله دَفَعَ