541
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

عَبْلٌ۱ طَوِيلٌ جَسِيمٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْوَلاَيَةِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ بِالْقَبُولِ، وَ أَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ، فَجَلَسَ مُلاَصِقاً لِي، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هذَا ؟
فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام: «هذَا مِنْ وُلْدِ الْأَعْرَابِيَّةِ صَاحِبَةِ الْحَصَاةِ الَّتِي طَبَعَ آبَائِي عليهم‏السلام فِيهَا بِخَوَاتِيمِهِمْ فَانْطَبَعَتْ، وَ قَدْ جَاءَ بِهَا مَعَهُ يُرِيدُ أَنْ أَطْبَعَ فِيهَا».
ثُمَّ قَالَ: «هَاتِهَا» فَأَخْرَجَ حَصَاةً وَ فِي جَانِبٍ مِنْهَا مَوْضِعٌ أَمْلَسُ۲، فَأَخَذَهَا أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، ثُمَّ أَخْرَجَ خَاتَمَهُ، فَطَبَعَ فِيهَا، فَانْطَبَعَ، فَكَأَنِّي أَرى نَقْشَ خَاتَمِهِ السَّاعَةَ: «الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ».
فَقُلْتُ لِلْيَمَانِيِّ: رَأَيْتَهُ قَبْلَ هذَا قَطُّ ؟ قَالَ: لاَ وَ اللّهِ، وَ إِنِّي لَمُنْذُ دَهْرٍ حَرِيصٌ عَلى رُؤيَتِهِ حَتّى كَانَ السَّاعَةَ أَتَانِي شَابٌّ ـ لَسْتُ أَرَاهُ ـ فَقَالَ لِي: قُمْ، فَادْخُلْ، فَدَخَلْتُ.
ثُمَّ نَهَضَ الْيَمَانِيُّ وَ هُوَ يَقُولُ: «رَحْمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ»،«ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ»، أَشْهَدُ بِاللّهِ إِنَّ حَقَّكَ لَوَاجِبٌ كَوُجُوبِ حَقِّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ مَضى فَلَمْ أَرَهُ بَعْدَ ذلِكَ.
قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ: وَ سَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِهِ، فَقَالَ: اسْمِي مِهْجَعُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ غَانِمِ بْنِ أُمِّ غَانِمٍ، وَ هِيَ الْأَعْرَابِيَّةُ الْيَمَانِيَّةُ، صَاحِبَةُ الْحَصَاةِ الَّتِي طَبَعَ فِيهَا أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، وَ السِّبْطُ إِلى وَقْتِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام.

۹۲۶.۵. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَ زُرَارَةَ جَمِيعاً:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ عليه‏السلام، أَرْسَلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام فَخَلاَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دَفَعَ

1.. «العَبْلُ» : الضَخْمُ من كلّ شيء . يقال : رجل عَبْلٌ ، أي ضَخْمٌ . راجع : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۰ عبل .

2.. «مَوْضِعٌ أمْلَس» ، أي ليس له شيء يُسْتَمْسَكُ به ؛ من المَلاسَة بمعنى ضدّ الخُشُونة . راجع : المصباح المنير ، ص ۵۷۹ ملس .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
540

مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام وَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، فَقَالَ: «يَا حَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ» فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا مَوْلاَيَ، فَقَالَ: «هَاتِي مَا مَعَكِ». قَالَتْ: فَأَعْطَيْتُهُ فَطَبَعَ فِيهَا كَمَا طَبَعَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام.
قَالَتْ: ثُمَّ أَتَيْتُ الْحُسَيْنَ عليه‏السلام وَ هُوَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَقَرَّبَ وَ رَحَّبَ۱،
ثُمَّ قَالَ لِي: «إِنَّ فِي الدَّلاَلَةِ دَلِيلاً عَلى مَا تُرِيدِينَ، أَ فَتُرِيدِينَ دَلاَلَةَ الاْءِمَامَةِ ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا سَيِّدِي، فَقَالَ: «هَاتِي مَا مَعَكِ» فَنَاوَلْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِي فِيهَا.
قَالَتْ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام وَ قَدْ بَلَغَ بِيَ الْكِبَرُ إِلى أَنْ أُرْعِشْتُ ـ وَ أَنَا أَعُدُّ يَوْمَئِذٍ مِائَةً وَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً ـ فَرَأَيْتُهُ رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ مَشْغُولاً بِالْعِبَادَةِ، فَيَئِسْتُ مِنَ الدَّلاَلَةِ، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِالسَّبَّابَةِ، فَعَادَ إِلَيَّ شَبَابِي، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، كَمْ مَضى مِنَ الدُّنْيَا؟ وَ كَمْ بَقِيَ ؟ فَقَالَ: «أَمَّا مَا مَضى، فَنَعَمْ ؛ وَ أَمَّا مَا بَقِيَ، فَلاَ»۲. قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ لِي: «هَاتِي مَا مَعَكِ» فَأَعْطَيْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِي فِيهَا.
ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَطَبَعَ لِي فِيهَا ؛ ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَطَبَعَ لِي فِيهَا ؛ ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسى عليه‏السلام، فَطَبَعَ لِي فِيهَا ؛ ثُمَّ أَتَيْتُ الرِّضَا عليه‏السلام، فَطَبَعَ لِي فِيهَا.
وَ عَاشَتْ حَبَابَةُ بَعْدَ ذلِكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ عَلى مَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ.

۹۲۵.۴. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، فَاسْتُؤذِنَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ

1.. «فَقَرَّبَ» ، أي أدناني من نفسه ، ودعاني إلى مكان قريب . و«رحّب» ، أي رحّب بها ، أي قال بها : مرحبا ، أو دعاه إلى الرَحْب والسعة . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۱۴ رحب .

2.. في مرآة العقول، ج۴، ص۸۱ : «أمّا ما مضى فنعم ، أي لنا سبيل إلى معرفته ، أو السؤال عنه موجّه ، أو اُخبرك بأن يكون عليه‏السلامأخبرها ولم تذكر للراوي ، أو ذكره ولم يذكره الراوي ، وقس عليه قوله : أمّا ما بقي فلا ، والامتناع من الإخبار إمّا لاختصاص علمه باللّه‏ تعالى ، أو لعدم المصلحة في الإخبار» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17159
صفحه از 868
پرینت  ارسال به