539
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام فِي شُرْطَةِ۱ الْخَمِيسِ۲ وَ مَعَهُ دِرَّةٌ۳، لَهَا سَبَابَتَانِ۴، يَضْرِبُ بِهَا بَيَّاعِي الْجِرِّيِّ۵ وَ الْمَارْمَاهِي وَ الزِّمَّارِ۶، وَ يَقُولُ لَهُمْ: «يَا بَيَّاعِي مُسُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ جُنْدِ بَنِي مَرْوَانَ».
فَقَامَ إِلَيْهِ فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، وَ مَا جُنْدُ بَنِي مَرْوَانَ ؟
قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ: «أَقْوَامٌ حَلَقُوا اللِّحى، وَ فَتَلُوا الشَّوَارِبَ۷، فَمُسِخُوا».
فَلَمْ أَرَ نَاطِقاً أَحْسَنَ نُطْقاً مِنْهُ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَقْفُو أَثَرَهُ حَتّى قَعَدَ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، مَا دَلاَلَةُ الاْءِمَامَةِ يَرْحَمُكَ اللّهُ ؟
قَالَتْ: فَقَالَ: «ائْتِينِي بِتِلْكَ الْحَصَاةِ» وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلى حَصَاةٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَطَبَعَ۸ لِي فِيهَا بِخَاتَمِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا حَبَابَةُ إِذَا ادَّعى مُدَّعٍ الاْءِمَامَةَ، فَقَدَرَ أَنْ يَطْبَعَ كَمَا رَأَيْتِ، فَاعْلَمِي أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ ؛ وَ الاْءِمَامُ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ يُرِيدُهُ».
قَالَتْ: ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتّى قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَجِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ عليه‏السلام وَ هُوَ فِي

1.. قال ابن الأثير : «الشُرْطَةُ : أوّل طائفة من الجيش تشهد الوَقْعَة» . النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۶۰ شرط .

2.. قال ابن الأثير : «الخميس : الجيش ، سمّي به ؛ لأنّه مقسوم بخمسة أقسام : المقدّمة ، والساقة ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب . وقيل : لأنّه تُخَمَّس فيه الغنائم» . النهاية ، ج ۲ ، ص ۷۹ خمس .

3.. «الدِرَّةُ» : التي يُضْرَب بها ، أو هي السَوْط . والجمع : دِرَرٌ . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۵۶ ؛ المصباح المنير ، ص ۱۹۲ درر .

4.. «السَبابة» عند المازندراني والفيض : الشُقّة ، وعند المجلسي : رأس السَوْط . راجع : شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۲۶۴ ؛ الوافي ، ج ۲ ، ص ۱۴۴ ؛ مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۷۹ .

5.. قال الجوهري : «الجِرِّيُّ : ضرب من السمك» . وقال ابن الأثير : «نوع من السَمَك يُشبه الحَيَّة ، ويسمّى بالفارسيّة : مارماهي» وعليه فالعطف للتفسير . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۱۱ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۶۰ جرر .

6.. نوع من السمك لا فلوس له مثل الجرّيّ والمار ماهي، ولكن لم نجده فى اللّغة، نعم في القاموس والتاج: زِمِّير، كسِكِّيت: نوع من السمك له شَوْك ناتئ وسط ظهره، وله ضَخَبٌ وقت صيد الصيّاد ايّاه وقبضه عليه. راجع: مرآة العقول، ج ۴، ص ۷۹، القاموس المحيط، ج ۱، ص ۵۶ .

7.. «فَتَلُوا الشوارب» ، أي لَوَوْها ، من الفَتْل ، وهو لَيُّ الشيء كَلَيِّكَ الحبل وكفَتْل الفتيلة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۱۴ فتل .

8.. «الطَبْعُ» : الخَتْم ، وهو التأثير في الطين ونحوه . الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۵۲ طبع .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
538

فَوَقَفَ الرَّجُلُ قَرِيباً مِنْهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذلِكَ إِذْ أَقْبَلَ فَارِسٌ يَرْكُضُ حَتّى أَتى
عَلِيّاً عليه‏السلام، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، أَبْشِرْ بِالْفَتْحِ أَقَرَّ اللّهُ عَيْنَكَ، قَدْ وَ اللّهِ قُتِلَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ، فَقَالَ لَهُ: «مِنْ دُونِ النَّهَرِ أَوْ مِنْ خَلْفِهِ ؟» قَالَ: بَلْ مِنْ دُونِهِ، فَقَالَ: «كَذَبْتَ، وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ۱ لاَ يَعْبُرُونَ أَبَداً حَتّى يُقْتَلُوا».
فَقَالَ الرَّجُلُ: فَازْدَدْتُ فِيهِ بَصِيرَةً، فَجَاءَ آخَرُ يَرْكُضُ عَلى فَرَسٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذلِكَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام مِثْلَ الَّذِي رَدَّ عَلى صَاحِبِهِ.
قَالَ الرَّجُلُ الشَّاكُّ: وَ هَمَمْتُ أَنْ أَحْمِلَ عَلى عَلِيٍّ عليه‏السلام، فَأَفْلَقَ هَامَتَهُ۲ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ جَاءَ فَارِسَانِ يَرْكُضَانِ قَدْ أَعْرَقَا فَرَسَيْهِمَا، فَقَالاَ: أَقَرَّ اللّهُ عَيْنَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، أَبْشِرْ بِالْفَتْحِ، قَدْ وَ اللّهِ، قُتِلَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ، فَقَالَ عَلِيٌّ عليه‏السلام: «أَ مِنْ خَلْفِ النَّهَرِ أَوْ مِنْ دُونِهِ ؟» قَالاَ: لاَ، بَلْ مِنْ خَلْفِهِ ؛ إِنَّهُمْ لَمَّا اقْتَحَمُوا۳ خَيْلَهُمُ النَّهْرَوَانَ، وَ ضَرَبَ الْمَاءُ لَبَّاتِ۴ خُيُولِهِمْ، رَجَعُوا فَأُصِيبُوا، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: «صَدَقْتُمَا» فَنَزَلَ الرَّجُلُ عَنْ فَرَسِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام وَ بِرِجْلِهِ فَقَبَّلَهُمَا، فَقَالَ عَلِيٌّ عليه‏السلام: «هذِهِ لَكَ آيَةٌ».

۹۲۴.۳. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْمَعْرُوفِ بِكُرْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُدَاهِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِيَّةِ، قَالَتْ:

1.. قال الجوهري : «النَسَمَةُ : الإنسان» . وقال ابن الأثير : «النَسَمَةُ : النفس والروح وكلّ دابّة فيها روح فهي نَسَمَة» . فبرأ النسمة ، أي خلق ذات الروح . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۴۰ ؛ النهاية ، ج ۵ ، ص ۴۹ نسم .

2.. قال الجوهري : «الهامَةُ : الرأس ، والجمع : هامٌ» . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۶۳ هيم .

3.. اقتحم الإنسانُ الأمرَ العظيمَ ، إذا رمى نفسه فيه من غير رويّة وتثبّت ، فالمعنى : رموا وأدخلوا خيلَهم في النهروان من غير رويّة وتثبّت . راجع: الصحاح، ج۵، ص۲۰۰۶؛ النهاية، ج۴، ص۱۸ قحم.

4.. «لَبّات» : جمع لَبَّة ، وهي الهَزْمَةُ والوَهْدَة التي فوق الصدر وتحت العنق ، وفيها تُنْحَر الإبل . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۲۳ لبب .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17173
صفحه از 868
پرینت  ارسال به