دَمَهُ عَلى ضَلاَلَةٍ، وَ عَرِّفْ طَلْحَةَ الْمَذَلَّةَ، وَ ادَّخِرْ لَهُمَا فِي الاْخِرَةِ شَرّاً مِنْ ذلِكَ إِنْ كَانَا ظَلَمَانِي، وَ افْتَرَيَا عَلَيَّ، وَ كَتَمَا شَهَادَتَهُمَا، وَ عَصَيَاكَ وَ عَصَيَا رَسُولَكَ فِيَّ، قُلْ: آمِينَ»، قَالَ خِدَاشٌ: آمِينَ!
ثُمَّ قَالَ خِدَاشٌ لِنَفْسِهِ: وَ اللّهِ، مَا رَأَيْتُ لِحْيَةً۱ قَطُّ أَبْيَنَ خَطَأً مِنْكَ، حَامِلَ حُجَّةٍ يَنْقُضُ بَعْضُهَا بَعْضاً، لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهَا مِسَاكاً۲، أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِنْهُمَا.
قَالَ عَلِيٌّ عليهالسلام: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا، وَ أَعْلِمْهُمَا مَا قُلْتُ».
قَالَ: لاَ وَ اللّهِ حَتّى تَسْأَلَ اللّهَ أَنْ يَرُدَّنِي إِلَيْكَ عَاجِلاً، وَ أَنْ يُوَفِّقَنِي لِرِضَاهُ فِيكَ ؛ فَفَعَلَ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنِ انْصَرَفَ وَ قُتِلَ مَعَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ؛ رَحِمَهُ اللّهُ».
۹۲۳.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ، فَبَيْنَا عَلِيٌّ عليهالسلام جَالِسٌ إِذْ جَاءَ فَارِسٌ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَلِيُّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام: «وَ عَلَيْكَ السَّلاَمُ، مَا لَكَ ـ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ـ لَمْ تُسَلِّمْ عَلَيَّ بِإِمْرَةِ الْمُؤمِنِينَ ؟».
قَالَ: بَلى سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذلِكَ، كُنْتُ۳ إِذْ كُنْتَ عَلَى الْحَقِّ بِصِفِّينَ، فَلَمَّا حَكَّمْتَ الْحَكَمَيْنِ بَرِئْتُ مِنْكَ، وَ سَمَّيْتُكَ مُشْرِكاً، فَأَصْبَحْتُ لاَ أَدْرِي إِلى أَيْنَ أَصْرِفُ وَلاَيَتِي، وَ اللّهِ لَأَنْ أَعْرِفَ هُدَاكَ مِنْ ضَلاَلَتِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا.
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، قِفْ مِنِّي قَرِيباً أُرِكَ عَلاَمَاتِ الْهُدى مِنْ عَلاَمَاتِ الضَّلاَلَةِ».
1.. في الوافي، ج۲، ص۱۴۱ : «لحيةً ، أي ذا لحية ؛ فإنّ العرب كثيرا ما يعبّر عن الرجل باللحية» .
2.. قوله : «مساكا» ، أي ما يتمسّك به من الخير . يقال : ما فيه مساك ، أي ما فيه خير يرجع إليه . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۲۶۲ مسك .
3.. أي كنتُ قائلاً بإمارتك إذ كنتَ على الحقّ . شرح المازندراني، ج۶، ص۲۶۲.