537
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

دَمَهُ عَلى ضَلاَلَةٍ، وَ عَرِّفْ طَلْحَةَ الْمَذَلَّةَ، وَ ادَّخِرْ لَهُمَا فِي الاْخِرَةِ شَرّاً مِنْ ذلِكَ إِنْ كَانَا ظَلَمَانِي، وَ افْتَرَيَا عَلَيَّ، وَ كَتَمَا شَهَادَتَهُمَا، وَ عَصَيَاكَ وَ عَصَيَا رَسُولَكَ فِيَّ، قُلْ: آمِينَ»، قَالَ خِدَاشٌ: آمِينَ!
ثُمَّ قَالَ خِدَاشٌ لِنَفْسِهِ: وَ اللّهِ، مَا رَأَيْتُ لِحْيَةً۱ قَطُّ أَبْيَنَ خَطَأً مِنْكَ، حَامِلَ حُجَّةٍ يَنْقُضُ بَعْضُهَا بَعْضاً، لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهَا مِسَاكاً۲، أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِنْهُمَا.
قَالَ عَلِيٌّ عليه‏السلام: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا، وَ أَعْلِمْهُمَا مَا قُلْتُ».
قَالَ: لاَ وَ اللّهِ حَتّى تَسْأَلَ اللّهَ أَنْ يَرُدَّنِي إِلَيْكَ عَاجِلاً، وَ أَنْ يُوَفِّقَنِي لِرِضَاهُ فِيكَ ؛ فَفَعَلَ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنِ انْصَرَفَ وَ قُتِلَ مَعَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ؛ رَحِمَهُ اللّهُ».

۹۲۳.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ، فَبَيْنَا عَلِيٌّ عليه‏السلام جَالِسٌ إِذْ جَاءَ فَارِسٌ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَلِيُّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه‏السلام: «وَ عَلَيْكَ السَّلاَمُ، مَا لَكَ ـ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ـ لَمْ تُسَلِّمْ عَلَيَّ بِإِمْرَةِ الْمُؤمِنِينَ ؟».
قَالَ: بَلى سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذلِكَ، كُنْتُ۳ إِذْ كُنْتَ عَلَى الْحَقِّ بِصِفِّينَ، فَلَمَّا حَكَّمْتَ الْحَكَمَيْنِ بَرِئْتُ مِنْكَ، وَ سَمَّيْتُكَ مُشْرِكاً، فَأَصْبَحْتُ لاَ أَدْرِي إِلى أَيْنَ أَصْرِفُ وَلاَيَتِي، وَ اللّهِ لَأَنْ أَعْرِفَ هُدَاكَ مِنْ ضَلاَلَتِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا.
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه‏السلام: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، قِفْ مِنِّي قَرِيباً أُرِكَ عَلاَمَاتِ الْهُدى مِنْ عَلاَمَاتِ الضَّلاَلَةِ».

1.. في الوافي، ج۲، ص۱۴۱ : «لحيةً ، أي ذا لحية ؛ فإنّ العرب كثيرا ما يعبّر عن الرجل باللحية» .

2.. قوله : «مساكا» ، أي ما يتمسّك به من الخير . يقال : ما فيه مساك ، أي ما فيه خير يرجع إليه . راجع : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۲۶۲ مسك .

3.. أي كنتُ قائلاً بإمارتك إذ كنتَ على الحقّ . شرح المازندراني، ج۶، ص۲۶۲.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
536

وَ أَمَّا مُفَارَقَتُكُمَا النَّاسَ مُنْذُ قَبَضَ اللّهُ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَإِنْ كُنْتُمَا فَارَقْتُمَاهُمْ بِحَقٍّ، فَقَدْ نَقَضْتُمَا ذلِكَ الْحَقَّ بِفِرَاقِكُمَا إِيَّايَ أَخِيراً، وَ إِنْ فَارَقْتُمَاهُمْ بِبَاطِلٍ، فَقَدْ وَقَعَ إِثْمُ ذلِكَ الْبَاطِلِ عَلَيْكُمَا مَعَ الْحَدَثِ الَّذِي أَحْدَثْتُمَا، مَعَ أَنَّ صِفَتَكُمَا بِمُفَارَقَتِكُمَا النَّاسَ
لَمْ تَكُنْ إِلاَّ لِطَمَعِ الدُّنْيَا زَعَمْتُمَا، وَ ذلِكَ قَوْلُكُمَا: «فَقَطَعْتَ رَجَاءَنَا» لاَ تَعِيبَانِ بِحَمْدِ اللّهِ مِنْ دِينِي شَيْئاً.
وَ أَمَّا الَّذِي صَرَفَنِي عَنْ صِلَتِكُمَا، فَالَّذِي صَرَفَكُمَا عَنِ الْحَقِّ، وَ حَمَلَكُمَا عَلى خَلْعِهِ مِنْ رِقَابِكُمَا، كَمَا يَخْلَعُ الْحَرُونُ۱ لِجَامَهُ، وَ هُوَ اللّهُ رَبِّي لاَ أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، فَلاَ تَقُولاَ: أَقَلُّ نَفْعاً وَ أَضْعَفُ۲ دَفْعاً ؛ فَتَسْتَحِقَّا اسْمَ الشِّرْكِ مَعَ النِّفَاقِ.
وَ أَمَّا قَوْلُكُمَا: إِنِّي أَشْجَعُ فُرْسَانِ الْعَرَبِ، وَ هَرَبُكُمَا مِنْ لَعْنِي وَ دُعَائِي ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ مَوْقِفٍ عَمَلاً إِذَا اخْتَلَفَتِ الْأَسِنَّةُ۳، وَ مَاجَتْ۴ لُبُودُ۵ الْخَيْلِ، وَ مَلَأَ سَحَرَاكُمَا۶ أَجْوَافَكُمَا، فَثَمَّ يَكْفِينِيَ اللّهُ بِكَمَالِ الْقَلْبِ ؛ وَ أَمَّا إِذَا أَبَيْتُمَا بِأَنِّي أَدْعُو اللّهَ، فَلاَ تَجْزَعَا مِنْ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْكُمَا رَجُلٌ سَاحِرٌ مِنْ قَوْمٍ سَحَرَةٍ زَعَمْتُمَا، اللّهُمَّ أَقْعِصِ۷ الزُّبَيْرَ بِشَرِّ قِتْلَةٍ، وَ اسْفِكْ

1.. «فرس حَرونٌ» ، أي لا ينقاد ، وإذا اشتدّ به الجري وقف . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۹۷ .

2.. في شرح المازندراني، ج ۶، ص۲۵۹ : «فلا تقولا بعد ما عرفتما أنّه الصارف : هو أقلّ نفعا وأضعف دفعا» .

3.. «الأسنّة» : «جمع السِنان ، وهو نَصْلُ الرمح . واختلاف الأسنّة : ذهاب بعضها ومجيء البعض» . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۸۲ خلف ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۵۸۷ (سنن) .

4.. «ماجَتْ» ، أي اضطربت . يقال : ماج البحر يموج وتموّج ، أي اضطربت أمواجه ، وماج الناس ، أي دخل بعضهم في بعض ، وموج كلّ شيء اضطرابه . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۷۰ موج .

5.. «اللُّبُود» : جمع اللِبْد . وهو كلّ شعر أو صوف مُلْتَبِد بعضُه على بعض ، أي متداخل . راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۸۶ لبد .

6.. «السَحَرُ» و«السَحْرُ» و«السُحْرُ» : الرِئَةُ . ويقال : انفتخ سَحْرُهُ ، للجبان الذي ملأ الخوفُ جوفَه فانتفخ السَحْرُ حتّى رفع القلبَ إلى الحلقوم . والمراد : انتفاخهما من الخوف . راجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۵۱ سحر .

7.. «أَقْعِصْ» ، من القَعْص ، وهو أن يُضْرَبَ الإنسان فيموت مكانَه . يقال : قَعَصْتُهُ وأقَعَصْتُهُ ، إذا قتلتَهُ قتلاً سريعا . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۸۸ قعص .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17176
صفحه از 868
پرینت  ارسال به