523
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ وَ التَّنْوِيهَ۱، أَمَا وَ اللّهِ لَيَغِيبَنَّ إِمَامُكُمْ سِنِيناً مِنْ دَهْرِكُمْ، وَ لَتُمَحَّصُنَّ۲ حَتّى يُقَالَ: مَاتَ ؟ قُتِلَ ؟ هَلَكَ ؟ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ ؟ وَ لَتَدْمَعَنَّ عَلَيْهِ عُيُونُ الْمُؤمِنِينَ، وَ لَتُكْفَؤنَّ۳ كَمَا تُكْفَأُ السُّفُنُ فِي أَمْوَاجِ الْبَحْرِ، فَلاَ يَنْجُو إِلاَّ مَنْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهُ، وَ كَتَبَ فِي قَلْبِهِ الاْءِيمَانَ، وَ أَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ، وَ لَتُرْفَعَنَّ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَايَةً مُشْتَبِهَةً لاَ يُدْرى أَيٌّ مِنْ أَيٍّ».
قَالَ: فَبَكَيْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلى شَمْسٍ دَاخِلَةٍ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ، تَرى هذِهِ الشَّمْسَ ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «وَ اللّهِ، لَأَمْرُنَا أَبْيَنُ مِنْ هذِهِ الشَّمْسِ».

۸۹۴.۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ فِي صَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ شَبَهاً مِنْ يُوسُفَ عليه‏السلام». قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّكَ تَذْكُرُ حَيَاتَهُ أَوْ غَيْبَتَهُ ؟
قَالَ: فَقَالَ لِي: «وَ مَايُنْكِرُ مِنْ ذلِكَ هذِهِ الْأُمَّةُ أَشْبَاهُ الْخَنَازِيرِ ؟! إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ عليه‏السلام كَانُوا أَسْبَاطاً۴ أَوْلاَدَ الْأَنْبِيَاءِ، تَاجَرُوا يُوسُفَ وَ بَايَعُوهُ وَ خَاطَبُوهُ وَ هُمْ إِخْوَتُهُ وَ هُوَ
أَخُوهُمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ حَتّى قَالَ: أَنَا يُوسُفُ وَ هذَا أَخِي، فَمَا تُنْكِرُ هذِهِ الْأُمَّةُ الْمَلْعُونَةُ أَنْ يَفْعَلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بِحُجَّتِهِ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ كَمَا فَعَلَ بِيُوسُفَ ؟
إِنَّ يُوسُفَ عليه‏السلام كَانَ إِلَيْهِ مُلْكُ مِصْرَ، وَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ وَالِدِهِ مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ

1.. «التنويه» : الرفع والتشهير والتعريف . راجع : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۵۰ نوه .

2.. من التمحيص ، وهو الابتلاء والاختبار . راجع: القاموس المحيط، ج۱، ص۸۵۶ محص.

3.. «لَتُكْفَؤُنَّ» ، أي لتُقْلَبُنَّ ، من كَفَأْتُ القِدْرَ وأكْفَأ ، إذا كَبَبْتَها وقلبتَها لتُفرِغ ما فيها . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ كفأ .

4.. «الأسباط» : جمع السِبْط ، وهو الولد ، أو وَلَد الوَلَد ، أو ولَد البنت . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ سبط .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
522

كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام جُلُوساً، فَقَالَ لَنَا: «إِنَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً، الْمُتَمَسِّكُ فِيهَا بِدِينِهِ كَالْخَارِطِ۱ لِلْقَتَادِ ـ ثُمَّ قَالَ هكَذَا بِيَدِهِ ـ فَأَيُّكُمْ يُمْسِكُ شَوْكَ الْقَتَادِ بِيَدِهِ ؟»
ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيّاً۲، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً، فَلْيَتَّقِ اللّهَ عَبْدٌ، وَ لْيَتَمَسَّكْ بِدِينِهِ».

۸۹۲.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ:
عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «إِذَا فُقِدَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ، فَاللّهَ اللّهَ فِي أَدْيَانِكُمْ، لاَ يُزِيلُكُمْ عَنْهَا أَحَدٌ ؛ يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ لاَ بُدَّ لِصَاحِبِ هذَا الْأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ حَتّى يَرْجِعَ عَنْ هذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَقُولُ بِهِ، إِنَّمَا هِيَ مِحْنَةٌ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ امْتَحَنَ بِهَا خَلْقَهُ، لَوْ عَلِمَ آبَاؤكُمْ وَ أَجْدَادُكُمْ دِيناً أَصَحَّ مِنْ هذَا، لاَتَّبَعُوهُ».
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، مَنِ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ۳ ؟
فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، عُقُولُكُمْ تَصْغُرُ عَنْ هذَا، وَ أَحْلاَمُكُمْ۴ تَضِيقُ عَنْ حَمْلِهِ، وَ لكِنْ إِنْ تَعِيشُوا فَسَوْفَ تُدْرِكُونَهُ».

۸۹۳.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَاوِرِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

1.. «الخارِط» : من خَرَطْتُ الورقَ ، أي حَتَتُّهُ ، وهو أن تقبض على أعلاه ثمّ تُمِرُّ يدك عليه إلى أسفله . و«القَتاد» كسَحاب : شجر صُلب ، له شوكة كالإبر . وهذا مَثَل لكلّ أمر صعب ومرتكب له . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۲۲ خرط ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۴۴۶ (قتد).

2.. أطْرَقَ الرجل ، أي سكت فلم يتكلّم ، فالمعنى : سكت زمانا طويلاً ناظرا إلى الأرض . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۱۵ طرق .

3.. في الوافي، ج۲، ص۴۰۶ : «الخامس ، كناية عن المهديّ عليه‏السلام . والسابع ، كناية عن نفسه عليه‏السلام ، وإنّما كانت عقولهم تصغر عنه لعظم سرّ الغيبة في أعين عقولهم ، وضيق صدورهم عن حمل حكمتها الخفيّة والتصديق بوقوعها».

4.. «الأحلام» : واحدها الحِلْمُ، وهو العقل . النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۳۴ حلم .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16852
صفحه از 868
پرینت  ارسال به