521
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

لاَ تُخْلِي أَرْضَكَ مِنْ حُجَّةٍ لَكَ عَلى خَلْقِكَ ـ ظَاهِرٍ لَيْسَ بِالْمُطَاعِ، أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ۱ ـ كَيْلاَ تَبْطُلَ حُجَّتُكَ، وَ لاَ يَضِلَّ أَوْلِيَاؤكَ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ بَلْ أَيْنَ هُمْ ؟ وَ كَمْ ؟ أُولئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَداً، وَ الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللّهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ قَدْراً، الْمُتَّبِعُونَ لِقَادَةِ الدِّينِ، الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ، الَّذِينَ يَتَأَدَّبُونَ بِآدَابِهِمْ، وَ يَنْهَجُونَ نَهْجَهُمْ ؛ فَعِنْدَ ذلِكَ يَهْجُمُ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلى حَقِيقَةِ الاْءِيمَانِ، فَتَسْتَجِيبُ أَرْوَاحُهُمْ لِقَادَةِ الْعِلْمِ، وَ يَسْتَلِينُونَ مِنْ حَدِيثِهِمْ مَا اسْتَوْعَرَ۲ عَلى غَيْرِهِمْ، وَ يَأْنَسُونَ بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْمُكَذِّبُونَ، وَ أَبَاهُ الْمُسْرِفُونَ، أُولئِكَ أَتْبَاعُ الْعُلَمَاءِ، صَحِبُوا أَهْلَ الدُّنْيَا بِطَاعَةِ اللّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَ أَوْلِيَائِهِ، وَ دَانُوا بِالتَّقِيَّةِ۳ عَنْ دِينِهِمْ، وَ الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَأَرْوَاحُهُمْ مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلى، فَعُلَمَاؤهُمْ وَ أَتْبَاعُهُمْ خُرْسٌ، صُمْتٌ۴ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ، مُنْتَظِرُونَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ، وَ سَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ، وَ يَمْحَقُ الْبَاطِلَ، هَا، هَا ؛ طُوبى لَهُمْ عَلى صَبْرِهِمْ عَلى دِينِهِمْ فِي حَالِ هُدْنَتِهِمْ، وَ يَا شَوْقَاهْ إِلى رُؤيَتِهِمْ فِي حَالِ ظُهُورِ دَوْلَتِهِمْ، وَ سَيَجْمَعُنَا اللّهُ وَ إِيَّاهُمْ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أَزْوَاجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ».

۸۰ ـ بَابٌ فِي الْغَيْبَةِ

۸۹۱.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ يَمَانٍ التَّمَّارِ، قَالَ:

1.. في أكثر النسخ والوافي : «مغمود » . وكلاهما بمعنى مستور .

2.. «استوعر» ، بمعنى وعر ، أي صعب ، يجدون سهلاً وليّنا ما صعب على غيرهم . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۸۴ وعر .

3.. «دانوا بالتقيّة» ، أي أطاعوا اللّه‏ بها ، أو تعبّدوا بها واتّخذوها دينا لهم . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۱۸ دين .

4.. أي لايقدرون على التكلّم بالحقّ وإعلاء كلمته في دولة الباطل. شرح المازندراني، ج۶، ص۲۲۷؛ وفيه: «وصمت».


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
520

وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ، وَ إِلى كُلِّ خَيْرٍ وَ فِقْهٍ، وَ إِلى عِبَادَةِ اللّهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ سِرّاً مِنْ عَدُوِّكُمْ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ، مُطِيعِينَ لَهُ، صَابِرِينَ مَعَهُ، مُنْتَظِرِينَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ، خَائِفِينَ عَلى إِمَامِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ مِنَ الْمُلُوكِ الظَّلَمَةِ، تَنْظُرُونَ إِلى حَقِّ إِمَامِكُمْ وَ حُقُوقِكُمْ فِي أَيْدِي الظَّلَمَةِ قَدْ مَنَعُوكُمْ ذلِكَ، وَ اضْطَرُّوكُمْ إِلى حَرْثِ الدُّنْيَا وَ طَلَبِ الْمَعَاشِ مَعَ الصَّبْرِ عَلى دِينِكُمْ وَ عِبَادَتِكُمْ وَ طَاعَةِ إِمَامِكُمْ وَ الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّكُمْ، فَبِذَلِكَ ضَاعَفَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لَكُمُ الْأَعْمَالَ ؛ فَهَنِيئاً لَكُمْ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا نَرى إِذاً أَنْ نَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ عليه‏السلام، وَ يَظْهَرَ الْحَقُّ، وَ نَحْنُ الْيَوْمَ فِي إِمَامَتِكَ وَ طَاعَتِكَ أَفْضَلُ أَعْمَالاً مِنْ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ وَ الْعَدْلِ.
فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللّهِ! أَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ يُظْهِرَ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ـ الْحَقَّ وَ الْعَدْلَ فِي الْبِلاَدِ، وَ يَجْمَعَ اللّهُ الْكَلِمَةَ، وَ يُؤلِّفَ اللّهُ بَيْنَ قُلُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَ لاَ يُعْصَى اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ فِي أَرْضِهِ، وَ تُقَامَ حُدُودُهُ فِي خَلْقِهِ، وَ يَرُدَّ اللّهُ الْحَقَّ إِلى أَهْلِهِ، فَيَظْهَرَ حَتّى لاَ يُسْتَخْفى بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ، مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ ؟ أَمَا وَ اللّهِ يَا عَمَّارُ،
لاَ يَمُوتُ مِنْكُمْ مَيِّتٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا إِلاَّ كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللّهِ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ أُحُدٍ ؛ فَأَبْشِرُوا».

۸۹۰.۳. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام يَقُولُ فِي خُطْبَةٍ لَهُ: «اللّهُمَّ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لاَ يَأْرِزُ۱ كُلُّهُ، وَ لاَ يَنْقَطِعُ مَوَادُّهُ، وَ أَنَّكَ

1.. قوله : «لا يأرِزُ» ، أي لا يجتمع ولا يتقبّض . ويقال : أرَزَت الحيّة إلى جُحْرها ، أي انضمّ إليها واجتمع بعضه إلى بعض فيها . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۸۶۳ ـ ۸۶۴ أرز .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15948
صفحه از 868
پرینت  ارسال به