وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ، وَ إِلى كُلِّ خَيْرٍ وَ فِقْهٍ، وَ إِلى عِبَادَةِ اللّهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ سِرّاً مِنْ عَدُوِّكُمْ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ، مُطِيعِينَ لَهُ، صَابِرِينَ مَعَهُ، مُنْتَظِرِينَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ، خَائِفِينَ عَلى إِمَامِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ مِنَ الْمُلُوكِ الظَّلَمَةِ، تَنْظُرُونَ إِلى حَقِّ إِمَامِكُمْ وَ حُقُوقِكُمْ فِي أَيْدِي الظَّلَمَةِ قَدْ مَنَعُوكُمْ ذلِكَ، وَ اضْطَرُّوكُمْ إِلى حَرْثِ الدُّنْيَا وَ طَلَبِ الْمَعَاشِ مَعَ الصَّبْرِ عَلى دِينِكُمْ وَ عِبَادَتِكُمْ وَ طَاعَةِ إِمَامِكُمْ وَ الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّكُمْ، فَبِذَلِكَ ضَاعَفَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لَكُمُ الْأَعْمَالَ ؛ فَهَنِيئاً لَكُمْ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا نَرى إِذاً أَنْ نَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ عليهالسلام، وَ يَظْهَرَ الْحَقُّ، وَ نَحْنُ الْيَوْمَ فِي إِمَامَتِكَ وَ طَاعَتِكَ أَفْضَلُ أَعْمَالاً مِنْ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ وَ الْعَدْلِ.
فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللّهِ! أَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ يُظْهِرَ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ـ الْحَقَّ وَ الْعَدْلَ فِي الْبِلاَدِ، وَ يَجْمَعَ اللّهُ الْكَلِمَةَ، وَ يُؤلِّفَ اللّهُ بَيْنَ قُلُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَ لاَ يُعْصَى اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ فِي أَرْضِهِ، وَ تُقَامَ حُدُودُهُ فِي خَلْقِهِ، وَ يَرُدَّ اللّهُ الْحَقَّ إِلى أَهْلِهِ، فَيَظْهَرَ حَتّى لاَ يُسْتَخْفى بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ، مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ ؟ أَمَا وَ اللّهِ يَا عَمَّارُ،
لاَ يَمُوتُ مِنْكُمْ مَيِّتٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا إِلاَّ كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللّهِ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ أُحُدٍ ؛ فَأَبْشِرُوا».
۸۹۰.۳. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ فِي خُطْبَةٍ لَهُ: «اللّهُمَّ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لاَ يَأْرِزُ۱ كُلُّهُ، وَ لاَ يَنْقَطِعُ مَوَادُّهُ، وَ أَنَّكَ