519
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: أَيُّمَا أَفْضَلُ: الْعِبَادَةُ فِي السِّرِّ مَعَ الاْءِمَامِ مِنْكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ، أَوِ الْعِبَادَةُ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ وَ دَوْلَتِهِ مَعَ الاْءِمَامِ مِنْكُمُ الظَّاهِرِ ؟
فَقَالَ: «يَا عَمَّارُ، الصَّدَقَةُ فِي السِّرِّ وَ اللّهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي الْعَلاَنِيَةِ، وَ كَذلِكَ
وَ اللّهِ عِبَادَتُكُمْ فِي السِّرِّ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ، وَ تَخَوُّفُكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ وَ حَالِ الْهُدْنَةِ۱ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَعْبُدُ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ مَعَ إِمَامِ الْحَقِّ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ، وَ لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ مَعَ الْخَوْفِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ مِثْلَ الْعِبَادَةِ وَ الْأَمْنِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ.
وَ اعْلَمُوا: أَنَّ مَنْ صَلّى مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَلاَةً فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ مُسْتَتِرا بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي وَقْتِهَا، فَأَتَمَّهَا، كَتَبَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ خَمْسِينَ صَلاَةً فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ ؛ وَ مَنْ صَلّى مِنْكُمْ صَلاَةً فَرِيضَةً وَحْدَهُ مُسْتَتِراً بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي وَقْتِهَا، فَأَتَمَّهَا، كَتَبَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لَهُ بِهَا خَمْساً وَ عِشْرِينَ صَلاَةً فَرِيضَةً وَحْدَانِيَّةً ؛ وَ مَنْ صَلّى مِنْكُمْ صَلاَةً نَافِلَةً لِوَقْتِهَا، فَأَتَمَّهَا، كَتَبَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ نَوَافِلَ ؛ وَ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً، كَتَبَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لَهُ بِهَا عِشْرِينَ حَسَنَةً، وَ يُضَاعِفُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ حَسَنَاتِ الْمُؤمِنِ مِنْكُمْ ـ إِذَا أَحْسَنَ أَعْمَالَهُ، وَ دَانَ بِالتَّقِيَّةِ عَلى دِينِهِ وَ إِمَامِهِ وَ نَفْسِهِ، وَ أَمْسَكَ مِنْ لِسَانِهِ ـ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ كَرِيمٌ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ وَ اللّهِ، رَغَّبْتَنِي فِي الْعَمَلِ، وَ حَثَثْتَنِي عَلَيْهِ، وَ لكِنْ أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ كَيْفَ صِرْنَا نَحْنُ الْيَوْمَ أَفْضَلَ أَعْمَالاً مِنْ أَصْحَابِ الاْءِمَامِ الظَّاهِرِ مِنْكُمْ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ، وَ نَحْنُ عَلى دِينٍ وَاحِدٍ؟
فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ إِلَى الصَّلاَةِ

1.. قال ابن الأثير : «الهُدْنَةُ : السكون ، والهُدْنَةُ : الصلح والموادعة بين المسلمين والكفّار وبين كلّ متحاربَين» . النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۵۲ هدن .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
518

۸۸۷.۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ لاَ يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ إِلاَّ كَافِرٌ۱».

۷۹ ـ بَابٌ نَادِرٌ فِي حَالِ الْغَيْبَةِ

۸۸۸.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ‏الْمُفَضَّلِ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ:«أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعِبَادُ مِنَ اللّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ، وَ أَرْضى مَا يَكُونُ عَنْهُمْ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّةَ اللّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ لَمْ يَظْهَرْ لَهُمْ وَ لَمْ يَعْلَمُوا مَكَانَهُ، وَ هُمْ فِي ذلِكَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ تَبْطُلْ حُجَّةُ اللّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ وَ لاَ مِيثَاقُهُ، فَعِنْدَهَا فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً ؛ فَإِنَّ أَشَدَّ مَا يَكُونُ غَضَبُ اللّهِ عَلى أَعْدَائِهِ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّتَهُ، وَ لَمْ يَظْهَرْ لَهُمْ.
وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ لاَ يَرْتَابُونَ، وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُمْ يَرْتَابُونَ مَا غَيَّبَ حُجَّتَهُ عَنْهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَ لاَ يَكُونُ ذلِكَ إِلاَّ عَلى رَأْسِ شِرَارِ النَّاسِ».

۸۸۹.۲. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى وَ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ، قَالَ:

1.. «إلاّ كافر» ، أي من كان شبيها بالكافر في مخالفة أوامر اللّه‏ تعالى ونواهيه اجتراءً ومعاندة ، دون منكر الربّ تعالى والمشرك به . وهذا كما تقول : لا يجترئ على هذا الأمر إلاّ أسد . ولعلّه مختصّ بزمان التقيّة . راجع : مرآة العقول ، ج ۴ ، ص ۱ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13727
صفحه از 868
پرینت  ارسال به