513
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ إِلاَّ إِذَا كَانَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعِينَ يَوْماً، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ رُفِعَتِ الْحُجَّةُ، وَ أُغْلِقَ بَابُ التَّوْبَةِ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً۱؛ فَأُولئِكَ أَشْرَارٌ مِنْ خَلْقِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ هُمُ الَّذِينَ تَقُومُ عَلَيْهِمُ الْقِيَامَةُ، وَ لكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَزْدَادَ يَقِيناً، وَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام سَأَلَ رَبَّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَنْ يُرِيَهُ كَيْفَ يُحْيِي الْمَوْتى ؟ قَالَ: «أَ وَ لَمْ تُؤمِنْ قَالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِى»۲.
وَ قَدْ أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ وَ قُلْتُ: مَنْ أُعَامِلُ ؟ أَوْ عَمَّنْ آخُذُ ؟ وَ قَوْلَ مَنْ أَقْبَلُ ؟ فَقَالَ لَهُ: «الْعَمْرِيُّ ثِقَتِي ؛ فَمَا أَدّى إِلَيْكَ عَنِّي، فَعَنِّي يُؤدِّي، وَمَا قَالَ لَكَ عَنِّي، فَعَنِّي يَقُولُ؛ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ؛ فَإِنَّهُ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ».
وَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه‏السلام عَنْ مِثْلِ ذلِكَ، فَقَالَ لَهُ: «الْعَمْرِيُّ وَ ابْنُهُ ثِقَتَانِ ؛ فَمَا أَدَّيَا إِلَيْكَ عَنِّي، فَعَنِّي يُؤدِّيَانِ، وَ مَا قَالاَ لَكَ، فَعَنِّي يَقُولاَنِ ؛ فَاسْمَعْ لَهُمَا وَ أَطِعْهُمَا ؛ فَإِنَّهُمَا الثِّقَتَانِ الْمَأْمُونَانِ».
فَهذَا قَوْلُ إِمَامَيْنِ قَدْ مَضَيَا فِيكَ ؛ قَالَ: فَخَرَّ أَبُو عَمْرٍو سَاجِداً وَ بَكى، ثُمَّ قَالَ: سَلْ حَاجَتَكَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ رَأَيْتَ الْخَلَفَ مِنْ بَعْدِ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام ؟ فَقَالَ: إِي وَ اللّهِ، وَ رَقَبَتُهُ مِثْلُ ذَا، وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ.
فَقُلْتُ لَهُ: فَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ لِي: هَاتِ، قُلْتُ: فَالاِسْمُ ؟ قَالَ: مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْ ذلِكَ، وَ لاَ أَقُولُ هذَا مِنْ عِنْدِي ؛ فَلَيْسَ لِي أَنْ أُحَلِّلَ وَ لاَ أُحَرِّمَ، وَ لكِنْ عَنْهُ عليه‏السلام ؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ عِنْدَ السُّلْطَانِ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه‏السلام مَضى وَ لَمْ يُخَلِّفْ وَلَداً، وَ قَسَّمَ مِيرَاثَهُ، وَ أَخَذَهُ مَنْ لاَ حَقَّ لَهُ فِيهِ، وَ هُوَ ذَا عِيَالُهُ يَجُولُونَ لَيْسَ أَحَدٌ يَجْسُرُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِلَيْهِمْ، أَوْ يُنِيلَهُمْ شَيْئاً، وَ إِذَا وَقَعَ الاِسْمُ وَقَعَ الطَّلَبُ ؛ فَاتَّقُوا اللّهَ، وَ أَمْسِكُوا عَنْ ذلِكَ.

1.. إشارة إلى الآية ۱۵۸ من سورة الأنعام ۶ : «يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إيمانِها خَيْرا » .

2.. البقرة ۲ : ۲۶۰ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
512

فَقَالَ: «مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ ؟» قَالَ: قُلْتُ: رَغْبَةٌ فِي خِدْمَتِكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «فَالْزَمِ الْبَابَ».
قَالَ: فَكُنْتُ فِي الدَّارِ مَعَ الْخَدَمِ، ثُمَّ صِرْتُ أَشْتَرِي لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ، وَ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَارِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً وَ هُوَ فِي دَارِ الرِّجَالِ، فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ، فَنَادَانِي: «مَكَانَكَ لاَ تَبْرَحْ» فَلَمْ أَجْسُرْ۱ أَنْ أَدْخُلَ وَ لاَ أَخْرُجَ، فَخَرَجَتْ عَلَيَّ جَارِيَةٌ مَعَهَا شَيْءٌ مُغَطًّى، ثُمَّ نَادَانِيَ: «ادْخُلْ» فَدَخَلْتُ، وَ نَادَى الْجَارِيَةَ، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: «اكْشِفِي عَمَّا مَعَكَ» فَكَشَفَتْ عَنْ غُلاَمٍ أَبْيَضَ، حَسَنِ الْوَجْهِ، وَ كَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ، فَإِذَا شَعْرٌ نَابِتٌ مِنْ لَبَّتِهِ۲ إِلى سُرَّتِهِ، أَخْضَرُ، لَيْسَ بِأَسْوَدَ، فَقَالَ: «هذَا صَاحِبُكُمْ» ثُمَّ أَمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذلِكَ حَتّى مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام.

۷۷ ـ بَابٌ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ رَآهُ عليه‏السلام

۸۶۹.۱. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ:
اجْتَمَعْتُ أَنَا وَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، فَغَمَزَنِي۳ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْخَلَفِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ
عَنْ شَيْءٍ وَ مَا أَنَا بِشَاكٍّ فِيمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ ؛ فَإِنَّ اعْتِقَادِي وَ دِينِي أَنَّ الْأَرْضَ لاَ

1.. «فلم أجسر» ، أي لم أجترئ ، من الجسارة بمعنى الجرأة و الإقدام على الشيء . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۷۲ جسر .

2.. «اللَبَّة» : المَنْخَر ، والجمع : اللَباب . وكذلك اللَبَبُ ، وهو موضع القلادة من الصدر من كلّ شيء . والجمع : الألباب . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ لبب .

3.. «الغَمْزُ» : العصر والكَبْسُ باليد . وفسّره بعضهم بالإشارة ، كالرمز بالعين ، أو الحاجب ، أو اليد . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۸۶ غمز .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15973
صفحه از 868
پرینت  ارسال به