503
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: فَقُمْتُ فَمَصَصْتُ۱ رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِي عِنْدَ اللّهِ، فَبَكَى الرِّضَا عليه‏السلام، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَمِّ، أَ لَمْ تَسْمَعْ أَبِي وَ هُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: بِأَبِي۲ ابْنُ خِيَرَةِ الاْءِمَاءِ، ابْنُ النُّوبِيَّةِ۳ الطَّيِّبَةِ الْفَمِ، الْمُنْتَجَبَةِ الرَّحِمِ، وَيْلَهُمْ لَعَنَ اللّهُ الْأُعَيْبِسَ۴ وَ ذُرِّيَّتَهُ صَاحِبَ الْفِتْنَةِ، وَ يَقْتُلُهُمْ سِنِينَ وَ شُهُوراً وَ أَيَّاماً، يَسُومُهُمْ خَسْفاً ۵، وَ يَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصَبَّرَةً۶، وَ هُوَ الطَّرِيدُ الشَّرِيدُ۷، الْمَوْتُورُ۸ بِأَبِيهِ وَ جَدِّهِ، صَاحِبُ الْغَيْبَةِ، يُقَالُ: مَاتَ أَوْ هَلَكَ، أَيَّ وَادٍ سَلَكَ، أَ فَيَكُونُ هذَا يَا عَمِّ إِلاَّ مِنِّي ؟». فَقُلْتُ: صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ.

۷۴ ـ بَابُ الاْءِشَارَةِ وَ النَّصِّ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليه‏السلام

۸۴۷.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:
لَمَّا خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى بَغْدَادَ فِي الدَّفْعَةِ الْأُولى مِنْ خَرْجَتَيْهِ، قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ فِي هذَا الْوَجْهِ، فَإِلى مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَكَ ؟

1.. «مَصِصْتُهُ» و«مَصَصْتُهُ» ، أمُصُّهُ : شَرِبْتُهُ شُرْبا رفيقا ، أي قبّلتُ فاه شفقة وشوقا بحيث دخل بعض ريقه فمي . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۵۶ مصص .

2.. وفي الوافي : «يأتي» . وقال : «يأتي ابن خيرة الإماء، يعني به المهديّ صاحب زماننا صلوات اللّه‏ عليه ، كأنّه انتسبه إلى جدّته اُمّ أبي جعفر الثاني عليه‏السلام » . الوافي، ج۲، ص۳۸۰.

3.. قال الجوهري : «والنُوب والنُوبَةُ أيضا : جيل من السُودان . الواحد : نُوبيّ» . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ .

4.. «الاُعَيْبِسُ» : مصغّر الأعبس ، وهو كناية عن العبّاس ؛ لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس . أو هو من باب القلب . وقيل : المراد بعض ذرّيّة العبّاس . راجع: الوافي، ج۲، ص۳۸۰؛ مرآة العقول، ج۳، ص۳۸۲

5.. «يَسُومُ» : من السَوْم بمعنى التكليف والإلزام . و«الخَسْفُ» : النقيصة والذهاب في الأرض والذلّ والمشقّة والإذلال وتحميل الإنسان ما يكره. راجع: لسان العرب، ج ۹، ص ۶۷ خسف؛ وج ۱۲، ص۳۱۱ ـ ۳۱۲ (سوم).

6.. المُصَبَّرَةُ ، بمعنى التي جعل فيها صَبِرٌ . والمراد : كأسا مهلكة . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۹۲ صبر .

7.. «الشَرِيدُ» : الشارِدُ ؛ من شَرَدَ فلان ، إذا نفر وذهب في الأرض وفارق الجماعة والناس . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۵۷ شرد .

8.. «المَوْتُور»: من قُتِلَ حميمُه واُفردَ. تقول: وَتَرْتُهُ، أي قتلت حميمه وأفردته منه. راجع: المغرب، ص ۴۷۵ وتر.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
502

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ بَعَثَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رَسُولاً نَبِيّاً، صَاحِبَ شَرِيعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ، فِي أَصْغَرَ مِنَ السِّنِّ الَّذِي فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام».

۸۴۶.۱۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ الْحَسَنَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ: وَ اللّهِ، لَقَدْ نَصَرَ اللّهُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: إِي وَ اللّهِ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَقَدْ بَغى عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: إِي وَ اللّهِ، وَ نَحْنُ عُمُومَتُهُ بَغَيْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَيْفَ صَنَعْتُمْ، فَإِنِّي لَمْ أَحْضُرْكُمْ ؟ قَالَ: قَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ وَ نَحْنُ أَيْضاً: مَا كَانَ فِينَا إِمَامٌ قَطُّ حَائِلَ اللَّوْنِ۱، فَقَالَ لَهُمُ الرِّضَا عليه‏السلام: «هُوَ ابْنِي». قَالُوا: فَإِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قَدْ قَضى بِالْقَافَةِ۲، فَبَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ الْقَافَةُ، قَالَ: «ابْعَثُوا أَنْتُمْ إِلَيْهِمْ، فَأَمَّا أَنَا فَلاَ، وَ لاَ تُعْلِمُوهُمْ لِمَا دَعَوْتُمُوهُمْ، وَ لْتَكُونُوا فِي بُيُوتِكُمْ».
فَلَمَّا جَاؤُوا أَقْعَدُونَا فِي الْبُسْتَانِ، وَ اصْطَفَّ عُمُومَتُهُ وَ إِخْوَتُهُ وَ أَخَوَاتُهُ، وَ أَخَذُوا
الرِّضَا عليه‏السلام وَ أَلْبَسُوهُ جُبَّةَ صُوفٍ وَ قَلَنْسُوَةً مِنْهَا، وَ وَضَعُوا عَلى عُنُقِهِ مِسْحَاةً۳، وَ قَالُوا لَهُ: ادْخُلِ الْبُسْتَانَ كَأَنَّكَ تَعْمَلُ فِيهِ، ثُمَّ جَاؤُوا بِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَقَالُوا: أَلْحِقُوا هذَا الْغُلاَمَ بِأَبِيهِ، فَقَالُوا: لَيْسَ لَهُ هَاهُنَا أَبٌ، وَ لكِنَّ هذَا عَمُّ أَبِيهِ، وَ هذَا عَمُّ أَبِيهِ، وَ هذَا عَمُّهُ، وَ هذِهِ عَمَّتُهُ، وَ إِنْ يَكُنْ لَهُ هَاهُنَا أَبٌ، فَهُوَ صَاحِبُ الْبُسْتَانِ ؛ فَإِنَّ قَدَمَيْهِ وَ قَدَمَيْهِ وَاحِدَةٌ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام، قَالُوا: هذَا أَبُوهُ.

1.. في الوافي، ج۲، ص ۳۸۰ : «الحائل : المتغيّر اللون ، يعني ما كان فينا إمام ليس على لون آبائه ؛ كأنّ لون أبي جعفر عليه‏السلام كان مائلاً إلى السواد؛ إذ كانت اُمّه حبشيّة، فأنكروا أن يكون ابنا لأبيه». راجع: لسان العرب، ج ۱۱، ص ۱۸۸ حول.

2.. «القافة» : جمع القائف ، وهو الذي يتتبّع الآثار ويعرفها ، ويعرف شَبَه الرجل بأخيه وأبيه ، ويحكم بالنسب . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۲۱ قوف .

3.. «المِسْحاةُ» (وهي ما يعبّر عنها في الفارسيّة : «بيل») : آلة كالمِجْرَفة إلاّ أنّها من حديد ، من سَحَوْتُ الطين عن وجه الأرض ، إذا جَرَفْتَهُ ، أي قشرته وأزلته . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۷۳ (سحا) .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15962
صفحه از 868
پرینت  ارسال به