قَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: فَقُمْتُ فَمَصَصْتُ۱ رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِي عِنْدَ اللّهِ، فَبَكَى الرِّضَا عليهالسلام، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَمِّ، أَ لَمْ تَسْمَعْ أَبِي وَ هُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: بِأَبِي۲ ابْنُ خِيَرَةِ الاْءِمَاءِ، ابْنُ النُّوبِيَّةِ۳ الطَّيِّبَةِ الْفَمِ، الْمُنْتَجَبَةِ الرَّحِمِ، وَيْلَهُمْ لَعَنَ اللّهُ الْأُعَيْبِسَ۴ وَ ذُرِّيَّتَهُ صَاحِبَ الْفِتْنَةِ، وَ يَقْتُلُهُمْ سِنِينَ وَ شُهُوراً وَ أَيَّاماً، يَسُومُهُمْ خَسْفاً ۵، وَ يَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصَبَّرَةً۶، وَ هُوَ الطَّرِيدُ الشَّرِيدُ۷، الْمَوْتُورُ۸ بِأَبِيهِ وَ جَدِّهِ، صَاحِبُ الْغَيْبَةِ، يُقَالُ: مَاتَ أَوْ هَلَكَ، أَيَّ وَادٍ سَلَكَ، أَ فَيَكُونُ هذَا يَا عَمِّ إِلاَّ مِنِّي ؟». فَقُلْتُ: صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ.
۷۴ ـ بَابُ الاْءِشَارَةِ وَ النَّصِّ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليهالسلام
۸۴۷.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:
لَمَّا خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى بَغْدَادَ فِي الدَّفْعَةِ الْأُولى مِنْ خَرْجَتَيْهِ، قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ فِي هذَا الْوَجْهِ، فَإِلى مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَكَ ؟
1.. «مَصِصْتُهُ» و«مَصَصْتُهُ» ، أمُصُّهُ : شَرِبْتُهُ شُرْبا رفيقا ، أي قبّلتُ فاه شفقة وشوقا بحيث دخل بعض ريقه فمي . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۵۶ مصص .
2.. وفي الوافي : «يأتي» . وقال : «يأتي ابن خيرة الإماء، يعني به المهديّ صاحب زماننا صلوات اللّه عليه ، كأنّه انتسبه إلى جدّته اُمّ أبي جعفر الثاني عليهالسلام » . الوافي، ج۲، ص۳۸۰.
3.. قال الجوهري : «والنُوب والنُوبَةُ أيضا : جيل من السُودان . الواحد : نُوبيّ» . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ .
4.. «الاُعَيْبِسُ» : مصغّر الأعبس ، وهو كناية عن العبّاس ؛ لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس . أو هو من باب القلب . وقيل : المراد بعض ذرّيّة العبّاس . راجع: الوافي، ج۲، ص۳۸۰؛ مرآة العقول، ج۳، ص۳۸۲
5.. «يَسُومُ» : من السَوْم بمعنى التكليف والإلزام . و«الخَسْفُ» : النقيصة والذهاب في الأرض والذلّ والمشقّة والإذلال وتحميل الإنسان ما يكره. راجع: لسان العرب، ج ۹، ص ۶۷ خسف؛ وج ۱۲، ص۳۱۱ ـ ۳۱۲ (سوم).
6.. المُصَبَّرَةُ ، بمعنى التي جعل فيها صَبِرٌ . والمراد : كأسا مهلكة . القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۹۲ صبر .
7.. «الشَرِيدُ» : الشارِدُ ؛ من شَرَدَ فلان ، إذا نفر وذهب في الأرض وفارق الجماعة والناس . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۵۷ شرد .
8.. «المَوْتُور»: من قُتِلَ حميمُه واُفردَ. تقول: وَتَرْتُهُ، أي قتلت حميمه وأفردته منه. راجع: المغرب، ص ۴۷۵ وتر.