495
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الْأَسْفَلَ۱، فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللّهِ وَ غَضَبُهُ، وَ لَعْنَةُ اللاَّعِنِينَ وَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ جَمَاعَةِ الْمُرْسَلِينَ وَ الْمُؤمِنِينَ وَ الْمُسْلِمِينَ، وَ عَلى مَنْ فَضَّ كِتَابِي هذَا. وَ كَتَبَ وَ خَتَمَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَ الشُّهُودُ، وَ صَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ».
قَالَ أَبُو الْحَكَمِ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ، قَالَ:
كَانَ أَبُو عِمْرَانَ الطَّلْحِيُّ قَاضِيَ الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا مَضى مُوسى عليه‏السلام قَدَّمَهُ إِخْوَتُهُ إِلَى الطَّلْحِيِّ الْقَاضِي، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسى: أَصْلَحَكَ اللّهُ وَ أَمْتَعَ بِكَ، إِنَّ
فِي أَسْفَلِ هذَا الْكِتَابِ كَنْزاً وَ جَوْهَراً، وَ يُرِيدُ أَنْ يَحْتَجِبَهُ وَ يَأْخُذَهُ دُونَنَا، وَ لَمْ يَدَعْ أَبُونَا ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ شَيْئاً إِلاَّ أَلْجَأَهُ إِلَيْهِ۲، وَ تَرَكَنَا عَالَةً۳، وَ لَوْ لاَ أَنِّي أَكُفُّ نَفْسِي، لَأَخْبَرْتُكَ بِشَيْءٍ عَلى رُؤُوسِ الْمَلأََ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: إِذاً وَاللّهِ تُخْبِرُ بِمَا لاَ نَقْبَلُهُ مِنْكَ وَ لاَ نُصَدِّقُكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَكُونُ عِنْدَنَا مَلُوماً مَدْحُوراً ؛ نَعْرِفُكَ بِالْكَذِبِ صَغِيراً وَ كَبِيراً، وَ كَانَ أَبُوكَ أَعْرَفَ بِكَ لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ، وَ إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَعَارِفاً بِكَ فِي الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ، وَ مَا كَانَ لِيَأْمَنَكَ عَلى تَمْرَتَيْنِ.
ثُمَّ وَثَبَ إِلَيْهِ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ عَمُّهُ، فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ۴، فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ لَسَفِيهٌ ضَعِيفٌ أَحْمَقُ، اجْمَعْ هذَا مَعَ مَا كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْكَ، وَ أَعَانَهُ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ.
فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ الْقَاضِي لِعَلِيٍّ: قُمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ الْيَوْمَ۵،

1.. في شرح المازندراني، ج۶، ص۱۸۳ : «قوله : الأسفل ، بدل الكلّ من ضمير الغائب في «عليه» ، وهو جائز . أو مفعول فيه بتقدير في» ، وفي مرآة العقول، ج۳، ص۳۶۴ : «الأسفل صفة كتابي» . وفي الوافي، ج۲، ص۳۷۲ : «أي ختمت على مطويّة الأسفل » .

2.. «ألجأه إليه» ، أي أسنده إليه وجعله له . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۷۱ لجأ .

3.. «العالة» : جمع العائل ، وهو الفقير ، أو كثير العيال . راجع : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۸۲ عول .

4.. قال ابن الأثير : «لَبَبْتُ الرجلَ ولَبَّبْتُهُ ، إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجَرَرْته به . وأخذتُ بتلبيب فلان ، إذا جمعتَ عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجرّه . والتلبيب : مَجْمَع ما في موضع اللَبَب من ثياب الرجل» . النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۲۳ لبب .

5.. في الوافي، ج۲، ص۳۷۲ : «لمّا رأى القاضي مكتوبا في أعلى الكتاب «لعن اللّه‏ من فضّه » خاف على نفسه أن يلجئوه إلى الفضّ ، فقال : قم يا أباالحسن ، فإنّي أخاف أن أفضّ الكتاب ، فينالني لعن أبيك وكفاني ذلك شقاءً وبُعدا» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
494

وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَجَمَاعَةِ الْمُؤمِنِينَ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ السَّلاَطِينِ أَنْ يَكُفَّهُ عَنْ شَيْءٍ، وَلَيْسَ لِي عِنْدَهُ تَبِعَةٌ وَلاَ تِبَاعَةٌ۱، وَلاَ لِأَحَدٍ مِنْ وُلْدِي لَهُ قِبَلِي مَالٌ ؛ وَهُوَ مُصَدَّقٌ فِيمَا ذَكَرَ، فَإِنْ أَقَلَّ۲ فَهُوَ أَعْلَمُ ؛ وَإِنْ أَكْثَرَ فَهُوَ الصَّادِقُ كَذلِكَ.
وَإِنَّمَا أَرَدْتُ بِإِدْخَالِ الَّذِينَ أَدْخَلْتُهُمْ مَعَهُ مِنْ وُلْدِي التَّنْوِيهَ۳ بِأَسْمَائِهِمْ، وَالتَّشْرِيفَ لَهُمْ ؛ وَأُمَّهَاتُ أَوْلاَدِي مَنْ أَقَامَتْ مِنْهُنَّ فِي مَنْزِلِهَا وَحِجَابِهَا، فَلَهَا مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيْهَا فِي حَيَاتِي إِنْ رَأى ذلِكَ، وَمَنْ خَرَجَتْ مِنْهُنَّ إِلى زَوْجٍ، فَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلى مَحْوَايَ۴ إِلاَّ أَنْ يَرى عَلِيٌّ غَيْرَ ذلِكَ، وَبَنَاتِي بِمِثْلِ ذلِكَ، وَلاَ يُزَوِّجُ بَنَاتِي أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِنَّ مِنْ أُمَّهَاتِهِنَّ وَلاَ سُلْطَانٌ وَلاَ عَمٌّ إِلاَّ بِرَأْيِهِ وَمَشُورَتِهِ، فَإِنْ فَعَلُوا غَيْرَ ذلِكَ، فَقَدْ خَالَفُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ، وَجَاهَدُوهُ فِي مُلْكِهِ، وَهُوَ أَعْرَفُ بِمَنَاكِحِ قَوْمِهِ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ زَوَّجَ، وَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ تَرَكَ.
وَقَدْ أَوْصَيْتُهُنَّ بِمِثْلِ مَا ذَكَرْتُ فِي كِتَابِي هذَا، وَجَعَلْتُ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ عَلَيْهِنَّ شَهِيداً، وَ هُوَ وَ أُمُّ أَحْمَدَ ؛ وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْشِفَ وَصِيَّتِي وَ لاَ يَنْشُرَهَا وَ هُوَ مِنْهَا عَلى غَيْرِ مَا ذَكَرْتُ وَ سَمَّيْتُ ؛ فَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ، وَ مَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ، وَ مَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ، وَ صَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.
وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ سُلْطَانٍ وَ لاَ غَيْرِهِ أَنْ يَفُضَّ۵ كِتَابِي هذَا الَّذِي خَتَمْتُ عَلَيْهِ

1.. «التَبِعَةُ» و«التِباعةُ» : اسم الشيء الذي لك فيه بُغْيَة شِبه ظُلامة ونحو ذلك ، أو هما ما اتّبعتَ به صاحبَك من ظُلامة ونحوها ، أو ما يتبع المالَ من نوائب الحقوق ، راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۰ تبع .

2.. «أقلَّ» ، أي أظهر المال قليلاً ، أو أعطى حَقَّهم قليلاً ، من قولهم : أقلّه وأقلّ منه ، أي جعله قليلاً وصادفه قليلاً ، وأقلّ : أتى بقليل . وكذلك أكْثَرَ . راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۳۲ كثر ؛ وج ۱۱ ، ص ۵۶۳ (قلل) .

3.. قال الجوهري : «نَوَّهْتُهُ تنويها ، إذا رفعتَه . ونوّهتُ باسمه ، إذا رفعت ذكره» . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۵۴ نوه .

4.. «المَحْوَى» : اسم مكان من حَوَى الشيءَ يَحْويه ، أي جمعه وضمّه . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۰۸ ـ ۲۱۰ حوا .

5.. «يَفُضَّ كتابي» ، أي يكسر خَتْمَه ويفتحه ، من الفَضّ بمعنى الكسر مع التفرقة . راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۰۷ فضض .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13887
صفحه از 868
پرینت  ارسال به