489
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

لَقِيتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام ـ وَ نَحْنُ نُرِيدُ الْعُمْرَةَ ـ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ تُثْبِتُ۱ هذَا الْمَوْضِعَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَهَلْ تُثْبِتُهُ أَنْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، إِنِّي أَنَا وَ أَبِي لَقِينَاكَ هَاهُنَا وَ أَنْتَ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، وَ مَعَهُ إِخْوَتُكَ، فَقَالَ لَهُ أَبِي:
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، أَنْتُمْ كُلُّكُمْ أَئِمَّةٌ مُطَهَّرُونَ، وَ الْمَوْتُ لاَ يَعْرى مِنْهُ أَحَدٌ، فَأَحْدِثْ إِلَيَّ شَيْئاً أُحَدِّثْ بِهِ مَنْ يَخْلُفُنِي مِنْ بَعْدِي۲ ؛ فَلاَ يَضِلُّ.
قَالَ: «نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ، هؤلاَءِ وُلْدِي، وَ هذَا سَيِّدُهُمْ ـ وَ أَشَارَ إِلَيْكَ ـ وَ قَدْ عُلِّمَ الْحُكْمَ وَ الْفَهْمَ وَ السَّخَاءَ وَ الْمَعْرِفَةَ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ وَ دُنْيَاهُمْ، وَ فِيهِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَ حُسْنُ الْجَوَابِ، وَ هُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ فِيهِ أُخْرى خَيْرٌ مِنْ هذَا كُلِّهِ».
فَقَالَ لَهُ أَبِي: وَمَا هِيَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ؟
قَالَ عليه‏السلام: «يُخْرِجُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْهُ غَوْثَ هذِهِ الْأُمَّةِ وَغِيَاثَهَا، وَعَلَمَهَا وَنُورَهَا، وَفَضْلَهَا وَحِكْمَتَهَا، خَيْرُ مَوْلُودٍ، وَخَيْرُ نَاشِىًٔ۳ يَحْقُنُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ الدِّمَاءَ، وَيُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ الْبَيْنِ، وَيَلُمُّ بِهِ الشَّعْثَ۴، وَيَشْعَبُ بِهِ الصَّدْعَ۵، وَيَكْسُو بِهِ الْعَارِيَ، وَيُشْبِعُ بِهِ الْجَائِعَ، وَيُؤمِنُ بِهِ الْخَائِفَ، وَيُنْزِلُ اللّهُ بِهِ الْقَطْرَ، وَيَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ، خَيْرُ كَهْلٍ۶، وَخَيْرُ

1.. في الشروح: «تُثْبِتُ» من الإثبات بمعنى المعرفة . يقال : ثابَتَهُ وأَثْبَتَهُ، أي عَرَفَهُ حَقَّ المعرفة ، وتساعده اللغة . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۰ ثبت .

2.. قال المجلسي : «فيه نوع من الأدب بإظهار أنّي لا أتوقّع بقائي بعدك ، لكن أسأل ذلك لأولادي وغيرهم ممّن يكون بعدي» . مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۳۴۷ .

3.. «الناشِئ»، من نشأ الصبيّ يَنْشَأ نَشْأً، إذا كبر وشَبَّ وأيْفَعَ، أي ناهز البلوغ ولم يتكامل. راجع: النهاية، ج ۵، ص ۵۱.

4.. «الشَعْثُ» و«الشَعَثُ» : انتشار الأمر وخَلَلُهُ . يقال : لَمَّ اللّه‏ شَعَْثَهُ ، أي جمع ما تفرّق من اُموره وأصلحه . راجع : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۶۰ شعث .

5.. «الصَدْع» : الشَقّ والتفرّق ، فالمعنى يجمع به التفرّق . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۱ صدع .

6.. قال ابن الأثير : «الكَهْلُ من الرجال : من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين . وقيل : من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين» . النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۱۳ كهل .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
488

۸۲۷.۱۱. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْخَزَّازِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ حَدَثٌ وَ لاَ أَلْقَاكَ، فَأَخْبِرْنِي مَنِ الاْءِمَامُ بَعْدَكَ ؟
فَقَالَ: «ابْنِي فُلاَنٌ» يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام.

۸۲۸.۱۲. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام: إِنِّي سَأَلْتُ أَبَاكَ عليه‏السلام: مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِكَ ؟ فَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ أَنْتَ هُوَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، ذَهَبَ النَّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالاً، وَ قُلْتُ فِيكَ أَنَا وَ أَصْحَابِي ؛ فَأَخْبِرْنِي مَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِكَ مِنْ وُلْدِكَ ؟
فَقَالَ: «ابْنِي فُلاَنٌ».

۸۲۹.۱۳. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ، قَالَ:
جِئْتُ إِلى أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام بِمَالٍ، فَأَخَذَ بَعْضَهُ، وَ تَرَكَ بَعْضَهُ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، لِأَيِّ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ عِنْدِي ؟ قَالَ: «إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ يَطْلُبُهُ مِنْكَ». فَلَمَّا جَاءَنَا نَعْيُهُ۱، بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام ابْنُهُ، فَسَأَلَنِي ذلِكَ الْمَالَ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ.

۸۳۰.۱۴. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْأَرْمَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ الزَّيْدِيِّ،قَالَ أَبُو الْحَكَمِ: وَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْجَرْمِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ، قَالَ:

1.. «النَعْيُ» : الإخبار بالموت . النهاية ، ج ۵ ، ص ۸۵ نعا .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13985
صفحه از 868
پرینت  ارسال به