473
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ قَدْ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ»۱وَ لَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ لِأَبِيكِ وَ فَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الْمَعَاوِلَ۲، وَ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى»وَ لَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ وَ فَارُوقُهُ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ الْأَذى، وَ مَا رَعَيَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اللّهُ بِهِ عَلى لِسَانِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّهَ حَرَّمَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً ؛ وَ تَاللّهِ يَا عَائِشَةُ، لَوْ كَانَ هذَا الَّذِي كَرِهْتِيهِ ـ مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِيهِ صَلَوَاتُ اللّه‏ِ عَلَيْهِمَا ـ جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَ اللّهِ، لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ وَ إِنْ رَغِمَ۳ مَعْطِسُكِ۴».
قَالَ: «ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، يَوْماً عَلى بَغْلٍ، وَ يَوْماً عَلى جَمَلٍ، فَمَا تَمْلِكِينَ نَفْسَكِ، وَ لاَ تَمْلِكِينَ الْأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ.
قَالَ: «فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، هؤلاَءِ الْفَوَاطِمُ يَتَكَلَّمُونَ، فَمَا كَلاَمُكَ ؟ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عليه‏السلام: وَ أَنّى تُبْعِدِينَ مُحَمَّداً مِنَ الْفَوَاطِمِ، فَوَ اللّهِ، لَقَدْ وَلَدَتْهُ ثَلاَثُ فَوَاطِمَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حِجْرِ بْنِ عَبْدِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرٍ».
قَالَ: «فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْحُسَيْنِ عليه‏السلام: نَحُّوا ابْنَكُمْ، وَ اذْهَبُوا بِهِ۵ ؛ فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ».
قَالَ: «فَمَضَى الْحُسَيْنُ عليه‏السلام إِلى قَبْرِ أُمِّهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ، فَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ».

1.. الحجرات ۴۹ : ۲ .

2.. «المَعاوِل» : جمع المِعْوَل ، وهو حديدة يُنْقَر بها الجبال . ترتيب كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۱۳۱۵ عول .

3.. أرغم اللّه‏ أنفَه ، أي ألصقه بالرَغام . هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذُلّ والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كُرْه . النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۳۸ رغم .

4.. «المَعْطِسُ» : الأنف ؛ لأنّ العُطاس منه يخرج . راجع : لسان‏العرب ، ج ۶ ، ص ۱۴۲ عطس .

5.. في بعض النسخ وحاشية بدرالدين : «بحقّ أبيكم اذهبوا» بدل «نحّوا ابنكم واذهبوا به» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
472

مُشْكِلاَتِ أَمْرِنَا؟».

۷۸۴.۳. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه‏السلام: يَا أَخِي، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي، ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِأُحْدِثَ بِهِ عَهْداً، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى أُمِّي فَاطِمَةَ عَلَيْها مِنَ اللّهِ السَّلاَمُ، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ، وَ اعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا وَ عَدَاوَتِهَا لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ عَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.
فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه‏السلام، وُضِعَ عَلى سَرِيرِهِ، وَانْطَلَقُوا بِهِ إِلى مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ ـ فَصَلّى عَلَى الْحَسَنِ عليه‏السلام، فَلَمَّا أَنْ صَلّى عَلَيْهِ، حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا أُوقِفَ عَلى قَبْرِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ، وَ قِيلَ لَهَا: إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَخَرَجَتْ ـ مُبَادِرَةً ـ عَلى بَغْلٍ بِسَرْجٍ، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الاْءِسْلاَمِ سَرْجاً، فَوَقَفَتْ وَ قَالَتْ: نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي ؛ فَإِنَّهُ لاَ يُدْفَنُ فِيهِ شَيْءٌ، وَ لاَ يُهْتَكُ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حِجَابُهُ.
فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمَا: قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَ أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ أَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لاَ يُحِبُّ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قُرْبَهُ، وَ إِنَّ اللّهَ سَائِلُكِ عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ ؛ إِنَّ أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِيهِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِيُحْدِثَ بِهِ عَهْداً.
وَ اعْلَمِي أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ، وَ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِتَابِهِ مِنْ أَنْ يَهْتِكَ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله سِتْرَهُ ؛ لِأَنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ يَقُولُ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلاّ أَنْ يُؤذَنَ لَكُمْ»۱ وَ قَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ،

1.. الأحزاب ۳۳ : ۵۳ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16451
صفحه از 868
پرینت  ارسال به