469
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «لَمَّا حَضَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام الْوَفَاةُ، قَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه‏السلام: يَا أَخِي، إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا: إِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي، ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِأُحْدِثَ بِهِ عَهْداً، ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلى أُمِّي عليهاالسلام، ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنْ عَائِشَةَ مَا يَعْلَمُ اللّهُ وَ النَّاسُ صَنِيعَهَا۱ وَ عَدَاوَتَهَا لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ عَدَاوَتَهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.
فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه‏السلام وَ وُضِعَ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ انْطَلَقُوا بِهِ۲ إِلى مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ ـ فَصَلّى عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ عليه‏السلام، وَ حُمِلَ وَ أُدْخِلَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا أُوقِفَ عَلى قَبْرِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ذَهَبَ ذُو الْعَيْنَيْنِ۳ إِلى عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ لِيَدْفِنُوهُ مَعَ النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَخَرَجَتْ ـ مُبَادِرَةً ـ عَلى بَغْلٍ بِسَرْجٍ، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الاْءِسْلاَمِ سَرْجاً، فَقَالَتْ: نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي ؛ فَإِنَّهُ لاَ يُدْفَنُ فِي بَيْتِي، وَ يُهْتَكُ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حِجَابُهُ.
فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عليه‏السلام: قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَ أَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ أَدْخَلْتِ عَلَيْهِ بَيْتَهُ مَنْ لاَ يُحِبُّ قُرْبَهُ، وَ إِنَّ اللّهَ تَعَالى سَائِلُكِ عَنْ ذلِكِ يَا عَائِشَةُ».

۷۸۳.۲. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام الْوَفَاةُ، قَالَ: يَا قَنْبَرُ، انْظُرْ هَلْ تَرى مِنْ وَرَاءِ بَابِكَ مُؤمِناً مِنْ غَيْرِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‏السلام ؟ فَقَالَ: اللّهُ تَعَالى وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، قَالَ: ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ۴، فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ،

1.. «الصنيع» : الفعل القبيح . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۵ صنع .

2.. «انطلقوا به» ، أي ذهبوا به . راجع : المصباح المنير ، ص ۳۷۶ طلق .

3.. «العين» : الذي تبعثه لتجسّس الخبر . وتصغيرها : «عُيَيْنَة» . وفي حاشية بدرالدين : «ذوالغويّين ، وهو مروان عليه اللعنة . وهذا تثنية الغويّ ، وهو كثير الغواية » . راجع : حاشية بدرالدين ، ص ۱۹۹؛ ترتيب كتاب العين، ج۲، ص۱۳۲۳؛ الصحاح، ج۶، ص۲۱۷۰ عين .

4.. في الوافي، ج۲، ص۳۳۹ : «محمّد بن عليّ ، يعني به أخاه ابن الحنفيّة» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
468

إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي ؛ وَ إِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي ؛ وَ إِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ لِي قُرْبَةٌ وَ لَكُمْ حَسَنَةٌ، فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا۱، أَ لاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ۲ ؟
فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، أَوْ تُؤدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلى شِقْوَةٍ ؛ جَعَلَنَا اللّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لاَ يَقْصُرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللّهِ رَغْبَةٌ، أَوْ تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ
الْمَوْتِ نَقِمَةٌ۳، فَإِنَّمَا نَحْنُ لَهُ وَ بِهِ».
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ عليه‏السلام، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، ضَرْبَةً مَكَانَ ضَرْبَةٍ، وَ لاَ تَأْثَمْ».

۷۸۱.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَقِيلِيِّ يَرْفَعُهُ، قَالَ:
قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، قَالَ لِلْحَسَنِ: «يَا بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَاقْتُلِ ابْنَ مُلْجَمٍ، وَ احْفِرْ لَهُ فِي الْكُنَاسَةِ ـ وَ وَصَفَ الْعَقِيلِيُّ الْمَوْضِعَ: عَلى بَابِ طَاقِ الْمَحَامِلِ، مَوْضِعُ الشُّوَّاءِ۴ وَ الرُّؤاسِ۵ ـ ثُمَّ ارْمِ بِهِ فِيهِ ؛ فَإِنَّهُ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ».

۶۷ ـ بَابُ الاْءِشَارَةِ وَ النَّصِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام

۷۸۲.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ؛ قَالَ الْكُلَيْنِيُّ۶: وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

1.. ظاهر الأمر بالعفو والصفح يناقض قوله عليه‏السلام : «ضربة مكان ضربة» فالمراد : ضربة إن لم تعفوا مكان ضربة . راجع : الوافي، ج۲، ص۳۳۵؛ مرآة العقول، ج۳، ص۳۰۳.

2.. إشاره إلى الآية ۲۲ من سورة النور ۲۴ : «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّه‏ُ لَكُمْ » .

3.. «النَقَمَةُ» و«النِقَمَة» : العذاب والعقوبة ، والمكافأة بها . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۹۰ نقم .

4.. «الشُوّاء» : جمع الشاوي ، وهو الذي يَشْوِي اللحمَ ، أي يعرّضه للنار فينضج . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۹۶ شوى .

5.. قرأ المازندراني : الرَءّاس ، وهو بائع الرُؤوس . وقرأ المجلسي : الرُؤّاس جمع الرَءّاس .

6.. في مرآة العقول، ج۳، ص۳۰۴ : «و«قال الكليني» ، كلام تلامذته ، وهو في هذا الموضع غريب» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16188
صفحه از 868
پرینت  ارسال به