إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي ؛ وَ إِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي ؛ وَ إِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ لِي قُرْبَةٌ وَ لَكُمْ حَسَنَةٌ، فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا۱، أَ لاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ۲ ؟
فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، أَوْ تُؤدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلى شِقْوَةٍ ؛ جَعَلَنَا اللّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لاَ يَقْصُرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللّهِ رَغْبَةٌ، أَوْ تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ
الْمَوْتِ نَقِمَةٌ۳، فَإِنَّمَا نَحْنُ لَهُ وَ بِهِ».
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ عليهالسلام، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، ضَرْبَةً مَكَانَ ضَرْبَةٍ، وَ لاَ تَأْثَمْ».
۷۸۱.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَقِيلِيِّ يَرْفَعُهُ، قَالَ:
قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام، قَالَ لِلْحَسَنِ: «يَا بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَاقْتُلِ ابْنَ مُلْجَمٍ، وَ احْفِرْ لَهُ فِي الْكُنَاسَةِ ـ وَ وَصَفَ الْعَقِيلِيُّ الْمَوْضِعَ: عَلى بَابِ طَاقِ الْمَحَامِلِ، مَوْضِعُ الشُّوَّاءِ۴ وَ الرُّؤاسِ۵ ـ ثُمَّ ارْمِ بِهِ فِيهِ ؛ فَإِنَّهُ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ».
۶۷ ـ بَابُ الاْءِشَارَةِ وَ النَّصِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام
۷۸۲.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ؛ قَالَ الْكُلَيْنِيُّ۶: وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
1.. ظاهر الأمر بالعفو والصفح يناقض قوله عليهالسلام : «ضربة مكان ضربة» فالمراد : ضربة إن لم تعفوا مكان ضربة . راجع : الوافي، ج۲، ص۳۳۵؛ مرآة العقول، ج۳، ص۳۰۳.
2.. إشاره إلى الآية ۲۲ من سورة النور ۲۴ : «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ » .
3.. «النَقَمَةُ» و«النِقَمَة» : العذاب والعقوبة ، والمكافأة بها . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۹۰ نقم .
4.. «الشُوّاء» : جمع الشاوي ، وهو الذي يَشْوِي اللحمَ ، أي يعرّضه للنار فينضج . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۹۶ شوى .
5.. قرأ المازندراني : الرَءّاس ، وهو بائع الرُؤوس . وقرأ المجلسي : الرُؤّاس جمع الرَءّاس .
6.. في مرآة العقول، ج۳، ص۳۰۴ : «و«قال الكليني» ، كلام تلامذته ، وهو في هذا الموضع غريب» .