ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ: أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ هذَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا بُنَيَّ، وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَ أَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وَ مِنِّي السَّلاَمَ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنْتَ وَلِيُّ الْأَمْرِ وَ وَلِيُّ الدَّمِ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ، وَ إِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةٌ مَكَانَ ضَرْبَةٍ، وَ لاَ تَأْثَمْ».
۷۸۰.۶. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ رَفَعَهُ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ، قَالَ:
لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام، حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ، وَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، أَوْصِ، فَقَالَ: «اثْنُوا لِي وِسَادَةً۱»، ثُمَّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلّهِ حَقَّ قَدْرِهِ مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، وَأَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ ؛ أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ امْرِىًٔلاَقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ۲، وَالْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ۳، كَمْ أَطْرَدْتُ۴ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هذَا الْأَمْرِ، فَأَبَى اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ إِلاَّ إِخْفَاءَهُ، هَيْهَاتَ عِلْمٌ مَكْنُونٌ.
أَمَّا وَصِيَّتِي، فَأَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللّهِ ـ جَلَّ ثَنَاؤهُ ـ شَيْئاً، وَ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ، وَ أَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَ خَلاَكُمْ۵ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِىًٔمَجْهُودَهُ، وَ خُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، وَ إِمَامٌ عَلِيمٌ، وَ دِينٌ قَوِيمٌ.
1.. «اثْنُوا لي وسادةً» ، أي رُدُّوا بعضها على بعض لنرتفع فيكون لي حسن مراىً للناس حين أجلس عليها ، أو للاتّكاء عليها لعدم قدرته على الجلوس مستقلاًّ . راجع: لسان العرب، ج۱۴، ص۱۱۵ ثني؛ القاموس المحيط، ج۱، ص۴۶۹ (وسد).
2.. إشارة إلى الآية ۸ من سورة الجمعة ۶۲ : «قُلْ إنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإنَّهُ مُلاقِيكُمْ » .
3.. «مُوافاتُه» ، أي إتيانه . يقال : وافيتُه موافاةً ، أي أتيتُه . راجع : المصباح المنير ، ص ۶۶۷ وفى .
4.. في مرآة العقول : «اطّردت» . ونقل عن البعض : «أطْرَدَتْ» بمعنى جَرَتْ .
5.. قال الجوهري : «وقولهم : افعل كذا وخَلاك ذمٌّ ، أي اُعْذِرْتَ وسقط عنك الذمّ . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۳۱ خلا .