467
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

أَنَا بِالْأَمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَ الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وَ غَداً مُفَارِقُكُمْ، إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ۱ فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ، فَذَاكَ الْمُرَادُ، وَ إِنْ تَدْحَضِ۲ الْقَدَمُ، فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ۳ أَغْصَانٍ، وَ ذَرى۴ رِيَاحٍ، وَ تَحْتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا۵، وَ عَفَا۶ فِي الْأَرْضِ مَخَطُّها۷.
وَ إِنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً، وَ سَتُعْقَبُونَ۸ مِنِّي جُثَّةً خَلاَءً، سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَكَةٍ، وَ كَاظِمَةً۹ بَعْدَ نُطْقٍ ؛ لِيَعِظَكُمْ هُدُوِّي۱۰، وَ خُفُوتُ إِطْرَاقِي۱۱، وَ سُكُونُ أَطْرَافِي۱۲ ؛ فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَكُمْ مِنَ النَّاطِقِ الْبَلِيغِ.
وَدَّعْتُكُمْ وَدَاعَ مُرْصِدٍ۱۳ لِلتَّلاَقِي، غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي، وَ يَكْشِفُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ عَنْ سَرَائِرِي، وَ تَعْرِفُونِّي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي، وَ قِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي.

1.. «الوَطْأَةُ» : موضع القدم ، من الوَطْ‏ء وهو في الأصل الدَوْسُ بالقدم ؛ يعني إن برئت وسلمت من الموت . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۹۷ وطأ .

2.. «تَدْحَضُ» ، أي تَزْلُقُ وتزلّ ولم تثبت . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۷۵ دحض .

3.. «الأفياء» : جمع الفيء ، وأصله : الرجوع ، ومنه قيل للظلّ الذي يكون بعد الزوال فيءٌ؛ راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۸۲ فيأ .

4.. في شرح المازندراني، ج۶، ص۱۴۰ : «وذَرَى الرياح ـ بالفتح ـ : كَنَفُها ومَهَبُّها . يقال : أنا في ذَرى فلان ، أي في كنفه . وذُرَى الرياح ـ بالضمّ ـ : اسم لما ذَرَتْهُ الريح وأطارته ، ولا يمكن إرادته هنا إلاّ بتكلّف» . وراجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۵ ذرا .

5.. «مُتلفّقها» ، بكسر الفاء بمعنى ما انضمّ واجتمع . يقال : لَفَقَ الثوب يَلْفِقُهُ لَفْقا ، أي ضمّ شقّة إلى اُخرى فخاطهما ، فتلفّق ، أي انضمّ . راجع : مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۲۹۹ .

6.. «عَفا» ، أي درس وانمحى ولم يبق له أثر . راجع : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۷۶ عفا .

7.. «المخطّ» : ما يحدث في الأرض من الخطّ الفاصل بين الظلّ والنور كما في المرآة، ج۳، ص۲۹۹ .

8.. «سَتُعْقَبُون» ، أي تُورَثُون . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۷ عقب .

9.. «كاظِمَةً» ، أي ساكتة . والكُظُوم احتباس النَفَس ، ويعبَّر به عن السكوت . لسان العرب، ج ۱۲، ص ۵۲۰ (كظم).

10.. «هُدُوِّي» ، أي سُكُوني . يقال : هَدَأَ هَدْءا ، وهُدُوءا ، أي سكن . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۸۲ هدأ .

11.. «إطراقِي»، بكسر الهمزة، بمعنى إرخاء العينين، من أطْرَقَ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض وسكت، كناية عن عدم تحريك الأجفان. راجع: مرآة العقول، ج ۳، ص ۳۰۰ .

12.. «أطْرافي» ، جمع طَرَف . والمراد بها الأعضاء والجوارح . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۲۰ طوف .

13.. «مُرْصِد» ، أي مترقّب ، منتظر ، معدّ ، مهيّئ . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۲۶ رصد.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
466

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ: أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ هذَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا بُنَيَّ، وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَ أَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ مِنِّي السَّلاَمَ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنْتَ وَلِيُّ الْأَمْرِ وَ وَلِيُّ الدَّمِ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ، وَ إِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةٌ مَكَانَ ضَرْبَةٍ، وَ لاَ تَأْثَمْ».

۷۸۰.۶. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ رَفَعَهُ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ، قَالَ:
لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ، وَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، أَوْصِ، فَقَالَ: «اثْنُوا لِي وِسَادَةً۱»، ثُمَّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلّهِ حَقَّ قَدْرِهِ مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، وَأَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ ؛ أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ امْرِىًٔلاَقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ۲، وَالْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ۳، كَمْ أَطْرَدْتُ۴ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هذَا الْأَمْرِ، فَأَبَى اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ إِلاَّ إِخْفَاءَهُ، هَيْهَاتَ عِلْمٌ مَكْنُونٌ.
أَمَّا وَصِيَّتِي، فَأَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللّهِ ـ جَلَّ ثَنَاؤهُ ـ شَيْئاً، وَ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ، وَ أَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَ خَلاَكُمْ۵ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِىًٔمَجْهُودَهُ، وَ خُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، وَ إِمَامٌ عَلِيمٌ، وَ دِينٌ قَوِيمٌ.

1.. «اثْنُوا لي وسادةً» ، أي رُدُّوا بعضها على بعض لنرتفع فيكون لي حسن مراىً للناس حين أجلس عليها ، أو للاتّكاء عليها لعدم قدرته على الجلوس مستقلاًّ . راجع: لسان العرب، ج۱۴، ص۱۱۵ ثني؛ القاموس المحيط، ج۱، ص۴۶۹ (وسد).

2.. إشارة إلى الآية ۸ من سورة الجمعة ۶۲ : «قُلْ إنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإنَّهُ مُلاقِيكُمْ » .

3.. «مُوافاتُه» ، أي إتيانه . يقال : وافيتُه موافاةً ، أي أتيتُه . راجع : المصباح المنير ، ص ۶۶۷ وفى .

4.. في مرآة العقول : «اطّردت» . ونقل عن البعض : «أطْرَدَتْ» بمعنى جَرَتْ .

5.. قال الجوهري : «وقولهم : افعل كذا وخَلاك ذمٌّ ، أي اُعْذِرْتَ وسقط عنك الذمّ . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۳۱ خلا .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16585
صفحه از 868
پرینت  ارسال به