457
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۷۶۸.۳. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «أَوْصى مُوسى عليه‏السلام إِلى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، وَ أَوْصى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ إِلى وَلَدِ هَارُونَ، وَ لَمْ يُوصِ إِلى وَلَدِهِ، وَ لاَ إِلى وَلَدِ مُوسى ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عزَّ وَ جَلَّ ـ لَهُ الْخِيَرَةُ، يَخْتَارُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ، وَ بَشَّرَ مُوسى وَ يُوشَعُ بِالْمَسِيحِ عليهم‏السلام.
فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ الْمَسِيحَ عليه‏السلام، قَالَ الْمَسِيحُ عليه‏السلام لَهُمْ: إِنَّهُ سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اسْمُهُ أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ عليه‏السلام، يَجِيءُ بِتَصْدِيقِي وَ تَصْدِيقِكُمْ، وَ عُذْرِي۱ وَ عُذْرِكُمْ، وَ جَرَتْ مِنْ بَعْدِهِ فِي الْحَوَارِيِّينَ۲ فِي الْمُسْتَحْفَظِينَ.
وَ إِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللّهُ ـ عزَّ وَ جَلَّ ـ الْمُسْتَحْفَظِينَ ؛ لِأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الاِسْمَ الْأَكْبَرَ، وَ هُوَ الْكِتَابُ الَّذِي يُعْلَمُ بِهِ عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي كَانَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ، يَقُولُ اللّهُ عزَّ وَ جَلَّ: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنا بِالبَيِّنَاتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ»۳ الْكِتَابُ: الاِسْمُ الْأَكْبَرُ، وَ إِنَّمَا عُرِفَ ـ مِمَّا يُدْعَى الْكِتَابَ ـ التَّوْرَاةُ وَ الاْءِنْجِيلُ وَ الْفُرْقَانُ، فِيهَا كِتَابُ نُوحٍ عليه‏السلام، وَ فِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ وَ شُعَيْبٍ وَ إِبْرَاهِيمَ عليهم‏السلام، فَأَخْبَرَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنَّ هذا لَفِى الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى»۴ فَأَيْنَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ؟ إِنَّمَا صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ الاِسْمُ الْأَكْبَرُ، وَ صُحُفُ مُوسَى الاِسْمُ الْأَكْبَرُ.

1.. «العُذْر» : الحجّة ، من تعذّر بمعنى اعتذر واحتجّ لنفسه . أو البراءة من السوء ، من عَذَرتُ بمعنى مَحَوتُ الإساءة ، وطمستُها . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۴۰ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۹۷ ـ ۱۹۸ عذر .

2.. «الحَواريّون» : جمع الحواري ، وهم خُلْصان المسيح عليه‏السلام وأنصاره . وأصله من التحوير بمعنى التبييض . إنّما سمّوا حواريّين لأنّهم كانوا يطهّرون نفوس الناس ، أو أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كلّ عيب ، أو كانوا قصّارين يحوّرون الثياب ، أي يبيّضونها . راجع : المفردات للراغب ، ص ۲۶۳ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۵۸ حور .

3.. الحديد ۵۷ : ۲۵ .

4.. الأعلى ۸۷ : ۱۸ ـ ۱۹ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
456

رَسُولِهِ؟ «وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ (أَئِمَّةٌ۱ هِىَ أَزْكَى مِنْ أَئِمَّتِكُمْ)۲%«$.
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَئِمَّةٌ ؟ قَالَ: «إِي وَ اللّهِ أَئِمَّةٌ» قُلْتُ: فَإِنَّا نَقْرَأُ «أَرْبى»۳فَقَالَ: «مَا أَرْبى؟ ـ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ فَطَرَحَهَا ـ «إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ»يَعْنِي بِعَلِيٍّ عليه‏السلام «وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِى مَنْ يَشاءُ وَ لَتُسْئَلُنَّ» يَوْمَ الْقِيَامَةِ۴«عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها» يَعْنِي بَعْدَ مَقَالَةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي عَلِيٍّ عليه‏السلام «وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ»يَعْنِي بِهِ عَلِيّاً عليه‏السلام «وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ»۵».

۷۶۷.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ
ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَمَّا أَنْ قَضى مُحَمَّدٌ نُبُوَّتَهُ، وَ اسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ، أَوْحَى اللّهُ ـ عزَّ وَ جَلَّ ـ إِلَيْهِ: أَنْ يَا مُحَمَّدُ، قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ، وَ اسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ ؛ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَكَ وَ الاْءِيْمَانَ وَ الاِسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ، عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام ؛ فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ الْعِلْمَ وَ الاْءِيمَانَ وَالاِسْمَ الْأَكْبَرَ وَمِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ ذُرِّيَّاتِ۶ الْأَنْبِيَاءِ عليهم‏السلام».

1.. في الوافيج۲، ص۲۸۱ : «والمشهور «اُمّة » يعني لاتنقضوا العهد لأجل أن تكون قوم أزكى من قوم واُمّة أعلى من اُمّة . وكأنّه عليه‏السلام أراد بقوله : «ما أربى» وتعجّبه وطرح يده : أنّ أربى هاهنا معناه إلاّ أزكى ؟ وكذلك قراءته ب «الأئمّة » إشارة إلى أنّ الاُمّة في الموضعين اُريد بها الأئمّة خاصّة».

2.. كذا في النسخ والمطبوع . وفي القرآن ومرآة العقول بدل مابين الهلالين : «أُمَّة هِى أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ » .

3.. قوله : «أربى» ، أي أزيد وأكثر ، من ربا المال إذا زاد وارتفع . والمراد : أزيد عددا وأوفَر مالاً . راجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۵ ربا ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۲۶۷ .

4.. في بعض النسخ ومرآة العقول : - «يوم القيامة» .

5.. النحل ۱۶ : ۹۱ ـ ۹۴ .

6.. في الكافي ، ح ۱۴۹۰۷ والبصائر وتفسير العيّاشي وكمال الدين : «بيوتات» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16920
صفحه از 868
پرینت  ارسال به