455
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: «أَ فَلاَ قُلْتَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَوْصى إِلى عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ، فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّ عليه‏السلام، أَوْصى إِلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ، وَ لَوْ ذَهَبَ يَزْوِيهَا۱ عَنْهُمَا، لَقَالاَ لَهُ: نَحْنُ وَصِيَّانِ مِثْلُكَ وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ.
وَ أَوْصَى الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ، وَ لَوْ ذَهَبَ يَزْوِيهَا عَنْهُ، لَقَالَ: أَنَا وَصِيٌّ مِثْلُكَ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ مِنْ أَبِي، وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ، قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ»۲ هِيَ فِينَا وَ فِي أَبْنَائِنَا۳».

۶۵ ـ بَابُ الاْءِشَارَةِ وَ النَّصِّ عَلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام

۷۶۶.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْجَهْمِ الْهِلاَلِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَمَّا نَزَلَتْ وَلاَيَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام، وَ كَانَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: سَلِّمُوا عَلى عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ الْمُؤمِنِينَ، فَكَانَ مِمَّا أَكَّدَ اللّهُ عَلَيْهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَا زَيْدُ، قَوْلُ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لَهُمَا: قُومَا فَسَلِّمَا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤمِنِينَ، فَقَالاَ: أَ مِنَ اللّهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِنَ اللّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ.
فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ» يَعْنِي بِهِ قَوْلَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لَهُمَا، وَ قَوْلَهُمَا: أَ مِنَ اللّهِ أَوْ مِنْ

1.. «يَزْوِيها» : من زَوَيْتُه أزْوِيه زيّا ، أي جمعته وطويته ونحّيته ؛ أو من زواه عنّي ، أي صرفه عنّي وقبضه . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ زوى .

2.. الأنفال ۸ : ۷۵ ؛ الأحزاب (۳۳) : ۶ .

3.. في بعض النسخ : «آبائنا» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
454

وُلْدَهُ ـ وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً ـ فَأَخْبَرَهُمْ بِصَاحِبِهِمْ، أَلاَ وَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ بِصَاحِبِكُمْ، أَلاَ إِنَّ هذَيْنِ ابْنَا رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عليهماالسلام، فَاسْمَعُوا لَهُمَا، وَأَطِيعُوا، وَوَازِرُوهُمَا۱ ؛ فَإِنِّي قَدِ ائْتَمَنْتُهُمَا عَلى مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِمَّا ائْتَمَنَهُ اللّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَمِنْ غَيْبِهِ، وَمِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ، فَأَوْجَبَ اللّهُ لَهُمَا مِنْ عَلِيٍّ عليه‏السلام مَا أَوْجَبَ لِعَلِيٍّ عليه‏السلام مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمَا فَضْلٌ عَلى صَاحِبِهِ إِلاَّ بِكِبَرِهِ، وَإِنَّ الْحُسَيْنَ عليه‏السلام كَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَسَنُ عليه‏السلام لَمْ يَنْطِقْ فِي ذلِكَ الْمَجْلِسِ حَتّى يَقُومَ.
ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ عليه‏السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَسَلَّمَ ذلِكَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه‏السلام.
ثُمَّ إِنَّ حُسَيْناً عليه‏السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَدَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرى فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً، وَوَصِيَّةً ظَاهِرَةً۲ ـ وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام مَبْطُوناً۳ لاَ يَرَوْنَ إِلاَّ أَنَّهُ لِمَا۴ بِهِ ـ فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، ثُمَّ صَارَ وَاللّهِ ذلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا».

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، مِثْلَهُ.

۷۶۵.۷. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام: إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُخْتَارِيَّةِ لَقِيَنِي، فَزَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِمَامٌ؟
فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام، ثُمَّ قَالَ: «أَ فَلاَ قُلْتَ لَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: لاَ وَاللّهِ، مَا دَرَيْتُ مَا أَقُولُ.

1.. «وازِرُوهما» ، أي أعينوهما ؛ من الوِزْر بمعنى الحِمْل والثقل . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۷۹ وزر .

2.. في الوافي، ج۲، ص۲۷۶ : «كتابا ملفوفا ... لعلّه كان فيه الأسرار ووصيّة ظاهرة » أي كتابا كتب فيه أنّه وصيّه وما يجب إظهاره للناس ؛ ليعرف شيعته إمامته » .

3.. قال الجوهري : «المبطون : العليل البطن» . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۸۰ بطن .

4.. هذه الكلمة كناية عن الإشراف على الموت؛ الوافي، ج۲، ص۲۷۶.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16104
صفحه از 868
پرینت  ارسال به