453
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

أَخْبَرْتُهُمْ بِهذَا فِي ابْنِ عَمِّي، يَقُولُ قَائِلٌ، وَ يَقُولُ قَائِلٌ ـ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانِي۱ ـ فَأَتَتْنِي عَزِيمَةٌ۲ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ بَتْلَةٌ۳ أَوْعَدَنِي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ أَنْ يُعَذِّبَنِي، فَنَزَلَتْ: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكافِرِينَ» فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بِيَدِ عَلِيٍّ عليه‏السلام، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلِي إِلاَّ وَ قَدْ عَمَّرَهُ اللّهُ، ثُمَّ دَعَاهُ
فَأَجَابَهُ، فَأَوْشَكَ أَنْ أُدْعى فَأُجِيبَ، وَ أَنَا مَسْؤُولٌ وَ أَنْتُمْ مَسْؤُولُونَ ؛ فَمَاذَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ؟
فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ، وَ نَصَحْتَ، وَ أَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ ؛ فَجَزَاكَ اللّهُ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُرْسَلِينَ.
فَقَالَ: اللّهُمَّ اشْهَدْ ـ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ـ ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي ؛ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ».
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «كَانَ وَاللّهِ أَمِينَ اللّهِ عَلى خَلْقِهِ وَغَيْبِهِ وَدِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ.
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَ، فَدَعَا عَلِيّاً عليه‏السلام، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَئْتَمِنَكَ عَلى مَا ائْتَمَنَنِيَ اللّهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْبِهِ وَعِلْمِهِ، وَمِنْ خَلْقِهِ، وَمِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ، فَلَمْ يُشْرِكْ وَاللّهِ فِيهَا ـ يَا زِيَادُ۴ ـ أَحَداً مِنَ الْخَلْقِ.
ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً عليه‏السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ، فَدَعَا وُلْدَهُ ـ وَ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً ـ فَقَالَ لَهُمْ: يَا بَنِيَّ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ قَدْ أَبى إِلاَّ أَنْ يَجْعَلَ فِيَّ سُنَّةً مِنْ يَعْقُوبَ، وَ إِنَّ يَعْقُوبَ دَعَا

1.. في الوافي : «لسانه» .

2.. «عزيمة» ، أي آية حتم لا رخصة فيها ، والأمر المقطوع الذي لا ريب ولا شبهة ولا تأويل فيه ولا نسخ . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۰۰ ؛ مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۱۴ عزم .

3.. «بتلة» ، أي فريضة جازمة مقطوع بها غير مردودة ، ومحكمة لا تردّ ولا تتبدّل ولا يتطرّق إليها نقص . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۹۴ بتل .

4.. قوله عليه‏السلام : «يا زياد » معترض ، وزياد هو اسم أبي الجارود بن المنذر الراوي للحديث ، وهو الذي ينسب إليه الجاروديّة . الوافي ، ج ۲ ، ص ۲۷۵.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
452

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: حَدِّثْنِي عَنْ وَلاَيَةِ عَلِيٍّ أَ مِنَ اللّهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ ؟ فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ، كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَخْوَفَ لِلّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَأْمُرْهُ بِهِ اللّهُ، بَلِ افْتَرَضَهُ كَمَا افْتَرَضَ اللّهُ الصَّلاَةَ وَ الزَّكَاةَ وَ الصَّوْمَ وَ الْحَجَّ».

۷۶۴.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «فَرَضَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ عَلَى الْعِبَادِ خَمْساً، أَخَذُوا أَرْبَعاً، وَ تَرَكُوا وَاحِدَةً».
قُلْتُ: أَ تُسَمِّيهِنَّ لِي جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟
فَقَالَ: «الصَّلاَةُ، وَ كَانَ النَّاسُ لاَ يَدْرُونَ كَيْفَ يُصَلُّونَ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه‏السلام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْهُمْ بِمَوَاقِيتِ صَلاَتِهِمْ.
ثُمَّ نَزَلَتِ الزَّكَاةُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْهُمْ مِنْ زَكَاتِهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ صَلاَتِهِمْ.
ثُمَّ نَزَلَ الصَّوْمُ، فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إِذَا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، بَعَثَ إِلى مَا حَوْلَهُ مِنَ الْقُرى، فَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ، فَنَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ بَيْنَ شَعْبَانَ وَ شَوَّالٍ.
ثُمَّ نَزَلَ الْحَجُّ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه‏السلام، فَقَالَ: أَخْبِرْهُمْ مِنْ حَجِّهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ صَلاَتِهِمْ وَ زَكَاتِهِمْ وَ صَوْمِهِمْ.
ثُمَّ نَزَلَتِ الْوَلاَيَةُ، وَ إِنَّمَا أَتَاهُ ذلِكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِعَرَفَةَ، أَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى» وَ كَانَ كَمَالُ الدِّينِ بِوَلاَيَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ۱ عليه‏السلام، فَقَالَ عِنْدَ ذلِكَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أُمَّتِي حَدِيثُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ۲، وَ مَتى

1.. وفي الوافي، ج۲، ص۲۷۵ : «إنّما كان كمال الدين بولاية عليّ عليه‏السلاملأنّه لمّا نصب للناس وليّا صار معوّلهم على أقواله وأفعاله ، ثمّ على خليفته من بعده ؛ فلم يبق لهم في أمر دينهم مالايمكنهم الوصول إلى علمه » .

2.. «الجاهليّة» : هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل باللّه‏ ورسوله وشرائع الدين، والمفاخرة بالأنساب ، والكِبْر والتجبّر ، وغير ذلك . النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۲۳ جهل .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16658
صفحه از 868
پرینت  ارسال به