449
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

يَقُولُ: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللّهِ»۱ فَيَجْعَلَهَا فِي وُلْدِهِ، إِذاً لَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه‏السلام: أَمَرَ اللّهُ بِطَاعَتِي كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ أَبِيكَ، وَ بَلَّغَ فِيَّ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كَمَا بَلَّغَ فِيكَ وَ فِي أَبِيكَ، وَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنِّي الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ وَ عَنْ أَبِيكَ.
فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ هُوَ يَدَّعِي عَلى أَخِيهِ وَ عَلى أَبِيهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ، وَ لَمْ يَكُونَا لِيَفْعَلاَ ؛ ثُمَّ صَارَتْ حِينَ أَفْضَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، فَجَرى تَأْوِيلُ هذِهِ الاْيَةِ: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللّهِ» ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ الْحُسَيْنِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام، ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيًّ عليهم‏السلام». وَ قَالَ: «الرِّجْسُ هُوَ الشَّكُّ، وَ اللّهِ لاَ نَشُكُّ فِي رَبِّنَا أَبَداً».

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وَ عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام مِثْلَ ذلِكَ.

۷۶۰.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رَوْحٍ الْقَصِيرِ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام فِي قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «النَّبِىُّ أَوْلى بِالْمُؤمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُواْ الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللّهِ»۲ فِيمَنْ نَزَلَتْ ؟
فَقَالَ: «نَزَلَتْ فِي الاْءِمْرَةِ۳، إِنَّ هذِهِ الاْيَةَ جَرَتْ فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ، فَنَحْنُ أَوْلى بِالْأَمْرِ وَ بِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِنَ الْمُؤمِنِينَ وَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ».
قُلْتُ: فَوُلْدُ جَعْفَرٍ لَهُمْ فِيهَا نَصِيبٌ ؟ قَالَ: «لاَ». قُلْتُ: فَلِوُلْدِ الْعَبَّاسِ فِيهَا نَصِيبٌ ؟

1.. الأنفال ۸ : ۷۵ ؛ الأحزاب (۳۳) : ۶ .

2.. الأحزاب ۳۳ : ۶ .

3.. «الإمْرَة» و«الإمارة» : الولاية . راجع: الصحاح، ج۲، ص۵۸۱ ؛ المصباح المنير، ص۲۲ أمر.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
448

وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهم‏السلام، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي عَلِيٍّ عليه‏السلام: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ؛ وَ قَالَ عليه‏السلام: أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللّهِ وَ أَهْلِ بَيْتِي ؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَنْ لاَ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتّى يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَأَعْطَانِي ذلِكَ ؛ وَ قَالَ: لاَ تُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ، وَ قَالَ: إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى، وَ لَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي بَابِ ضَلاَلَةٍ، فَلَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَلَمْ يُبَيِّنْ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ لاَدَّعَاهَا آلُ فُلاَنٍ وَ آلُ فُلاَنٍ، وَ لكِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ، تَصْدِيقاً لِنَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»۱ فَكَانَ۲ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ فَاطِمَةُ عليهم‏السلام، فَأَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله تَحْتَ الْكِسَاءِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، ثُمَّ قَالَ: اللّهُمَّ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلاً وَ ثَقَلاً، وَ هؤلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ ثَقَلِي۳، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ ؟ فَقَالَ: إِنَّكِ إِلى خَيْرٍ، وَ لَكِنَّ هؤلاَءِ أَهْلِي وَ ثَقَلِي.
فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، كَانَ عَلِيٌّ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ ؛ لِكَثْرَةِ مَا بَلَّغَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ إِقَامَتِهِ لِلنَّاسِ، وَ أَخْذِهِ بِيَدِهِ.
فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّ عليه‏السلام، لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ عَلِيٌّ ـ وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ـ أَنْ يُدْخِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ لاَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ وَ لاَ وَاحِداً مِنْ وُلْدِهِ، إِذاً لَقَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ: إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ أَنْزَلَ فِينَا كَمَا أَنْزَلَ فِيكَ، فَأَمَرَ بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ، وَ بَلَّغَ فِينَا رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كَمَا بَلَّغَ فِيكَ، وَ أَذْهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَهُ عَنْكَ.
فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّ عليه‏السلام، كَانَ الْحَسَنُ عليه‏السلام أَوْلى بِهَا ؛ لِكِبَرِهِ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدْخِلَ وُلْدَهُ، وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ، وَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ

1.. الأحزاب ۳۳ : ۳۳ .

2.. «كان» تامّة أو خبرها محذوف .

3.. يقال لكلّ شيء خطير نفيس : ثَقَل ، فسمّاهم عليهم‏السلام ثَقَلاً إعظاما لقدرهم وتفخيما لشأنهم . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۱۶ ثقل .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16839
صفحه از 868
پرینت  ارسال به