439
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الْمُؤمِنِينَ، فَقَالُوا مِثْلَ قَوْلِهِ، فَخُتِمَتِ الْوَصِيَّةُ بِخَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ لَمْ تَمَسَّهُ۱ النَّارُ، وَدُفِعَتْ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام».
فَقُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَ لاَ تَذْكُرُ مَا كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ ؟
فَقَالَ: «سُنَنُ اللّهِ وَسُنَنُ رَسُولِهِ».
فَقُلْتُ: أَ كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ تَوَثُّبُهُمْ۲ وَخِلاَفُهُمْ عَلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام ؟
فَقَالَ: «نَعَمْ وَاللّهِ، شَيْئاً شَيْئاً، وَحَرْفاً حَرْفاً، أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنّا نَحْنُ نُحْىِ الْمَوْتى وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَىْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِى إِمامٍ مُبِينٍ»۳ وَاللّهِ، لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِأَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ وَفَاطِمَةَ عليهاالسلام: أَ لَيْسَ قَدْ فَهِمْتُمَا مَا تَقَدَّمْتُ بِهِ إِلَيْكُمَا وَقَبِلْتُمَاهُ ؟ فَقَالاَ: بَلى، وَصَبَرْنَا عَلى مَا سَاءَنَا وَغَاظَنَا».

۷۴۶.۵. وَ فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ زِيَادَةٌ: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْبَزَّازِ، عَنْ حَرِيزٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَأَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ!
فَقَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً، فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ، فَإِذَا انْقَضى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ، عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَنْعى۴ إِلَيْهِ نَفْسَهُ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللّهِ، وَأَنَّ الْحُسَيْنَ عليه‏السلام قَرَأَ صَحِيفَتَهُ الَّتِي أُعْطِيَهَا، وَفُسِّرَ لَهُ مَا يَأْتِي بِنَعْيٍ، وَبَقِيَ فِيهَا أَشْيَاءُ لَمْ تُقْضَ، فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ.

1.. في الوافي، ج۲، ص۲۶۶ : «لم تمسّه النار؛ وذلك لأنّه كان من عالم الأمر والملكوت منزّها عن موادّ العناصر وتراكيبها».

2.. «التوثّب» : الاستيلاء على الشيء ظلما . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۳۱ وثب .

3.. يس ۳۶ : ۱۲ .

4.. قوله : «يَنْعَى إليه نَفْسَهُ» ، أي يُخبره بموته وقرب أجله ، من النَعْي ، وهو خبر الموت . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۸۵ نعا .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
438

وَغَصْبِ خُمُسِكَ وَانْتِهَاكِ حُرْمَتِكَ؟
فَقَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللّهِ.
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ۱ وَبَرَأَ۲ النَّسَمَةَ۳، لَقَدْ سَمِعْتُ جَبْرَئِيلَ عليه‏السلام يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَا مُحَمَّدُ، عَرِّفْهُ أَنَّهُ يُنْتَهَكُ الْحُرْمَةُ، وَهِيَ حُرْمَةُ اللّهِ وَحُرْمَةُ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَعَلى أَنْ تُخْضَبَ لِحْيَتُهُ مِنْ رَأْسِهِ بِدَمٍ عَبِيطٍ۴.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: فَصَعِقْتُ۵ حِينَ فَهِمْتُ الْكَلِمَةَ مِنَ الْأَمِينِ جَبْرَئِيلَ حَتّى سَقَطْتُ عَلى وَجْهِي، وَقُلْتُ: نَعَمْ، قَبِلْتُ وَرَضِيتُ وَإِنِ انْتَهَكَتِ الْحُرْمَةُ، وَعُطِّلَتِ السُّنَنُ۶، وَمُزِّقَ۷ الْكِتَابُ، وَهُدِّمَتِ۸ الْكَعْبَةُ، وَخُضِبَتْ لِحْيَتِي مِنْ رَأْسِي بِدَمٍ عَبِيطٍ صَابِراً مُحْتَسِباً۹ أَبَداً حَتّى أَقْدَمَ عَلَيْكَ.
۱ / ۲۸۳
ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَأَعْلَمَهُمْ مِثْلَ مَا أَعْلَمَ أَمِيرَ

1.. الفَلْقُ : شَقُّ الشيء ، وإبانة بعضِه عن بعض . المفردات للراغب ، ص ۶۴۵ فلق .

2.. «بَرَأَ» : خلق لا عن مثال . قال ابن الأثير : «في أسماء اللّه‏ تعالى: الباري ، هو الذي خلق الخلق لا عن مثال ، ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها غيره من المخلوقات ، وقلّما تستعمل في غير الحيوان فيقال : برأ اللّه‏ النسمة» . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۱۱ برأ .

3.. «النَسَمَةُ» : النَفْس والروح ، وكلّ دابّة فيها روح فهي نسمة . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۴۹ نسم .

4.. «العبيط من الدم» : الخالص الطَرِيّ . الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۴۲ عبط .

5.. قوله : «فَصَعِقْتُ» ، من صَعِقَ الرجلُ صَعْقَةً وتَصْعاقا ، أي غُشِيَ عليه . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۰۷ صعق .

6.. في الوافي ، ج ۱ ، ص ۳۰۲ : «السنّة في الأصل الطريقة ، ثمّ خُصَّت بطريقة الحقّ التي وضعها اللّه‏ للناس وجاء بها الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ ليتقرّبوا بها إلى اللّه‏ عزّ وجلّ ، ويدخل فيها كلّ عمل شرعيّ واعتقاد حقّ ، وتقابلها البدعة» . وراجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۰۹ سنن .

7.. «مُزِّق» ، أي خُرِقَ . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۵۴ مزق .

8.. قال ابن منظور : «الهَدْمُ : نقيض البِناء ، هَدَمَهُ يَهْدِمُه هَدْما وهَدَّمَهُ فانهدم وتهدّم وهدّموا بيوتَهم ، شُدّد للكثرة» . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۰۳ هدم .

9.. «مُحْتَسِبا» ، أي طالبا لوجه اللّه‏ تعالى وثوابه . قال ابن الأثير : «فالاحتساب من الحسَب ، كالاعتداد من العَدّ . وإنّما قيل لمن ينوي بعمله وجه اللّه‏ : احتسبه ؛ لأنّ له حينئذٍ أن يعتدّ عمله ، فجُعل في حال مباشرة الفعل كأنّه معتدّبه . والاحتساب في الأعمال الصالحة» . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۸۲ حسب .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16304
صفحه از 868
پرینت  ارسال به