الْمُؤمِنِينَ، فَقَالُوا مِثْلَ قَوْلِهِ، فَخُتِمَتِ الْوَصِيَّةُ بِخَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ لَمْ تَمَسَّهُ۱ النَّارُ، وَدُفِعَتْ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام».
فَقُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَ لاَ تَذْكُرُ مَا كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ ؟
فَقَالَ: «سُنَنُ اللّهِ وَسُنَنُ رَسُولِهِ».
فَقُلْتُ: أَ كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ تَوَثُّبُهُمْ۲ وَخِلاَفُهُمْ عَلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام ؟
فَقَالَ: «نَعَمْ وَاللّهِ، شَيْئاً شَيْئاً، وَحَرْفاً حَرْفاً، أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنّا نَحْنُ نُحْىِ الْمَوْتى وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْناهُ فِى إِمامٍ مُبِينٍ»۳ وَاللّهِ، لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله لِأَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ وَفَاطِمَةَ عليهاالسلام: أَ لَيْسَ قَدْ فَهِمْتُمَا مَا تَقَدَّمْتُ بِهِ إِلَيْكُمَا وَقَبِلْتُمَاهُ ؟ فَقَالاَ: بَلى، وَصَبَرْنَا عَلى مَا سَاءَنَا وَغَاظَنَا».
۷۴۶.۵. وَ فِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ زِيَادَةٌ: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْبَزَّازِ، عَنْ حَرِيزٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَأَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ!
فَقَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً، فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ، فَإِذَا انْقَضى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ، عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَنْعى۴ إِلَيْهِ نَفْسَهُ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللّهِ، وَأَنَّ الْحُسَيْنَ عليهالسلام قَرَأَ صَحِيفَتَهُ الَّتِي أُعْطِيَهَا، وَفُسِّرَ لَهُ مَا يَأْتِي بِنَعْيٍ، وَبَقِيَ فِيهَا أَشْيَاءُ لَمْ تُقْضَ، فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ.
1.. في الوافي، ج۲، ص۲۶۶ : «لم تمسّه النار؛ وذلك لأنّه كان من عالم الأمر والملكوت منزّها عن موادّ العناصر وتراكيبها».
2.. «التوثّب» : الاستيلاء على الشيء ظلما . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۳۱ وثب .
3.. يس ۳۶ : ۱۲ .
4.. قوله : «يَنْعَى إليه نَفْسَهُ» ، أي يُخبره بموته وقرب أجله ، من النَعْي ، وهو خبر الموت . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۸۵ نعا .