433
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: «وَ كَانَ عَلَيْهَا خَوَاتِيمُ». قَالَ: «فَفَتَحَ عَلِيٌّ عليه‏السلام الْخَاتَمَ الْأَوَّلَ، وَمَضى لِمَا فِيهَا۱ ؛ ۱ / ۲۸۰
ثُمَّ فَتَحَ الْحَسَنُ عليه‏السلام الْخَاتَمَ الثَّانِيَ، وَمَضى لِمَا أُمِرَ بِهِ فِيهَا ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ عليه‏السلام وَمَضى، فَتَحَ الْحُسَيْنُ عليه‏السلام الْخَاتَمَ الثَّالِثَ، فَوَجَدَ فِيهَا: أَنْ قَاتِلْ فَاقْتُلْ وَتُقْتَلُ، وَاخْرُجْ بِأَقْوَامٍ لِلشَّهَادَةِ، لاَ۲ شَهَادَةَ لَهُمْ إِلاَّ مَعَكَ» قَالَ: «فَفَعَلَ عليه‏السلام ؛ فَلَمَّا مَضى دَفَعَهَا إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام قَبْلَ ذلِكَ، فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الرَّابِعَ، فَوَجَدَ فِيهَا: أَنِ اصْمُتْ وَأَطْرِقْ۳ ؛ لِمَا۴ حُجِبَ الْعِلْمُ ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَمَضى، دَفَعَهَا إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام، فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الْخَامِسَ، فَوَجَدَ فِيهَا: أَنْ فَسِّرْ كِتَابَ اللّهِ تَعَالى، وَصَدِّقْ أَبَاكَ، وَوَرِّثِ ابْنَكَ، وَاصْطَنِعِ الْأُمَّةَ۵، وَقُمْ بِحَقِّ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقُلِ الْحَقَّ فِي الْخَوْفِ وَالْأَمْنِ، وَلاَ تَخْشَ إِلاَّ اللّهَ ؛ فَفَعَلَ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ».
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَنْتَ هُوَ ؟

1.. قال الفيض في الوافي ، ج ۳ ، ص ۲۶۲ : «ومضى لما فيها ، على تضمين معنى الأداء ونحوه ، أي مؤدّيا أو ممتثلاً لما اُمر به فيها» . وقال المجلسي في مرآة العقول، ج۳، ص۱۸۹ : «ومضى لما فيها ، اللام للظرفيّة ، كقولهم : مضى لسبيله ، أو للتعليل ، أو للتعدية ، أي أمضى ما فيها . أو يضمَّن فيه معنى الامتثال والأداء ، والضمير للوصيّة» .

2.. في مرآة العقول، ج۳، ص۱۸۹ : «جملة لا شهادة استينافيّة ، أو قوله : للشهادة ولا شهادة كلاهما نعت لأقوام ، أي بأقوام خلقوا للشهادة» .

3.. «أَطْرِقْ» ، أي اسكتْ ، من أطرق الرجل ، أي سكت فلم يتكلّم . وأطرق أيضا : أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، يعني سكت ناظرا إلى الأرض . وعلى الأوّل فالعطف للتفسير والتأكيد ، وعلى الثاني فهو كناية عن الإعراض عن الناس وعدم الالتفات إلى ما عليه الخلق من آرائهم الباطلة . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۱۵ طرق ؛ شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۸۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۹۰ .

4.. في شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۸۲ : «لما ، بفتح اللام وشدّ الميم ، أو بكسر اللام وما مصدريّة ، وهو على التقديرين تعليل للسكوت وعدم إفشاء علم الشرائع ودعوة الخلق إليه لعدم انتفاعهم به ولقتلهم إيّاه مثل أبيه عليهماالسلام» . وراجع : مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۹۰ .

5.. «اصطنع الأُمّةَ» ، أي رَبَّهم بالعلم والعمل وخرّجهم وأحسن إليهم ، يقال : اصطنعته ، أي ربّيته وخرّجته ، وصُنِّعت الجاريةُ ، أي أُحْسِنَ إليها حتّى سَمِنَتْ ، كصُنِّعَتْ ، أو اصنع الفرسَ ، وصَنِّع الجارية ، أي أحسن إليها وسَمِّنْها . قال الراغب : «الاصطناع : المبالغة في إصلاح الشيء» . راجع : المفردات للراغب ، ص ۴۹۳ ؛ القاموس المحيط ، ح ۲ ، ص ۹۹۱ صنع.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
432

۷۴۱.۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ وَ جَمِيلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «أَ تَرَوْنَ أَنَّ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلى مَنْ يُرِيدُ ؟ لاَ وَاللّهِ، وَلكِنَّهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إِلى رَجُلٍ فَرَجُلٍ حَتّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ».

۶۱ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‏السلام لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً وَ لاَ يَفْعَلُونَ إِلاَّ بِعَهْدٍ

مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ وَ أَمْرٍ مِنْهُ لاَ يَتَجَاوَزُونَهُ

۷۴۲.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ الْوَصِيَّةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلى مُحَمَّدٍ كِتَاباً۱ لَمْ يَنْزِلْ عَلى مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كِتَابٌ مَخْتُومٌ إِلاَّ الْوَصِيَّةُ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليه‏السلام: يَا مُحَمَّدُ، هذِهِ وَصِيَّتُكَ فِي أُمَّتِكَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَيُّ أَهْلِ بَيْتِي يَا جَبْرَئِيلُ ؟ قَالَ: نَجِيبُ۲ اللّهِ مِنْهُمْ وَذُرِّيَّتُهُ، لِيَرِثَكَ عِلْمَ النُّبُوَّةِ كَمَا وَرِثَهُ۳ إِبْرَاهِيمُ عليه‏السلام، وَمِيرَاثُهُ لِعَلِيٍّ عليه‏السلام وَ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ صُلْبِهِ».

1.. في الوافي، ج۲، ص۲۶۲ : «كتابا ، أي مكتوبا بخطّ إلهي مشاهد من عالم الأمر ، كما أنّ جبرئيل عليه‏السلام كان ينزل عليه في صورة آدمي مشاهد من هناك».

2.. النجيب من الرجال هو الفاضل الكريم ذو الحسب ، والنفيس في نوعه ؛ كني به عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام . وراجع : الوافى¨ ، ج ۲ ، ص ۲۶۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۸۹ ؛ النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۷ نجب .

3.. في مرآة العقول، ج۳، ص۱۸۹ : «كما ورثه ، أي علم النبوّة ، إبراهيمُ بالرفع ، أو إبراهيمَ بالنصب ، فالضمير المرفوع في ورثه عائد إلى عليّ عليه‏السلام ، وعلى الأوّل ضمير ميراثه للعلم ، وعلى الثاني لإبراهيم عليه‏السلام» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13787
صفحه از 868
پرینت  ارسال به