431
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

يَا صَاحِبَ الْغَنَمِ، بِأَوْلاَدِ غَنَمِكَ وَأَصْوَافِهَا فِي عَامِكَ هذَا.
ثُمَّ قَالَ لَهُ دَاوُدُ: فَكَيْفَ لَمْ تَقْضِ بِرِقَابِ الْغَنَمِ، وَقَدْ قَوَّمَ ذلِكَ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ ثَمَنُ الْكَرْمِ قِيمَةَ الْغَنَمِ؟
فَقَالَ سُلَيْمَانُ: إِنَّ الْكَرْمَ لَمْ يُجْتَثَّ۱ مِنْ أَصْلِهِ، وَإِنَّمَا أُكِلَ حِمْلُهُ۲ وَهُوَ عَائِدٌ فِي قَابِلٍ.
فَأَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ: إِنَّ الْقَضَاءَ فِي هذِهِ الْقَضِيَّةِ مَا قَضى سُلَيْمَانُ بِهِ ؛ يَا دَاوُدُ، أَرَدْتَ أَمْراً وَأَرَدْنَا أَمْراً غَيْرَهُ.
۱ / ۲۷۹
فَدَخَلَ دَاوُدُ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَرَدْنَا أَمْراً وَأَرَادَ اللّهُ أَمْراً غَيْرَهُ، وَلَمْ يَكُنْ إِلاَّ مَا أَرَادَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَدْ رَضِينَا بِأَمْرِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَسَلَّمْنَا ؛ وَكَذلِكَ الْأَوْصِيَاءُ عليهم‏السلام لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَتَعَدَّوْا بِهذَا الْأَمْرِ، فَيُجَاوِزُونَ صَاحِبَهُ إِلى غَيْرِهِ».

قَالَ الْكُلَيْنِيُّ:

مَعْنَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ۳ أَنَّ الْغَنَمَ لَوْ دَخَلَتِ الْكَرْمَ نَهَاراً، لَمْ يَكُنْ عَلى صَاحِبِ الْغَنَمِ شَيْءٌ ؛ لِأَنَّ لِصَاحِبِ الْغَنَمِ أَنْ يُسَرِّحَ۴ غَنَمَهُ بِالنَّهَارِ تَرْعَى، وَ عَلى صَاحِبِ الْكَرْمِ حِفْظُهُ، وَ عَلى صَاحِبِ الْغَنَمِ أَنْ يَرْبِطَ غَنَمَهُ لَيْلاً، وَ لِصَاحِبِ الْكَرْمِ أَنْ يَنَامَ فِي بَيْتِهِ.

1.. «لم يُجْتَثّ» : لم يُقْطَعْ ، من الجَثّ بمعنى القطع ، أو القلع . راجع : المفردات للراغب ، ص ۱۸۷ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ جثث .

2.. قال الفيروزآبادي : «الحَمْل : ثمر الشجر ، ويُكْسَرُ . والفتح : لما بَطَنَ من ثمره ، والكسر : لما ظَهَرَ ، أو الفتح : لما كان في بطْن ، أو على رأس شجرة ، والكسر : لما على ظَهْر أو رأس ، أو ثمر الشجر بالكسر ما لم يكبر ويعظم ، فإذا كبر فبالفتح» . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۰۶ حمل .

3.. قال المجلسي في مرآة العقول، ج۳، ص۱۸۸: «قوله: معنى الحديث الأوّل، لعلّ الأوّل بدل من الحديث، أي الأوّل منه ، والحاصل : معنى أوّل الحديث وهو سؤال سليمان عن وقت دخول الغنم والكرم وفائدته» .

4.. «يُسَرِّح» ، من التسريح بمعنى الإرسال ، أو من السَرْح بمعنى الإسامة والإهمال . وقرأه المجلسي في مرآة العقول، ج۳، ص۱۸۸ معلوما من باب الإفعال ، حيث قال : «ويقال : أسْرَحتُ الماشية ، أي أنفشتها وأهملتها» . وراجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۷۴ (سرح) .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
430

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «أَ تَرَوْنَ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلى مَنْ يُرِيدُ ؟ لاَ وَاللّهِ، وَلكِنْ عَهْدٌ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِرَجُلٍ فَرَجُلٍ حَتّى يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إِلى صَاحِبِهِ».

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ مِنْهَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، مِثْلَهُ.

۷۴۰.۳. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَيْثَمِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ الاْءِمَامَةَ عَهْدٌ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَعْهُودٌ لِرِجَالٍ مُسَمَّيْنَ، لَيْسَ لِلاْءِمَامِ أَنْ يَزْوِيَهَا۱ عَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ.
إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَوْحى إِلى دَاوُدَ عليه‏السلام: أَنِ اتَّخِذْ وَصِيّاً مِنْ أَهْلِكَ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِي أَنْ لاَ أَبْعَثَ نَبِيّاً إِلاَّ وَلَهُ وَصِيٌّ مِنْ أَهْلِهِ، وَكَانَ لِدَاوُدَ عليه‏السلام أَوْلاَدٌ عِدَّةٌ، وَفِيهِمْ غُلاَمٌ كَانَتْ أُمُّهُ عِنْدَ دَاوُدَ، وَكَانَ لَهَا مُحِبّاً، فَدَخَلَ دَاوُدُ عليه‏السلام عَلَيْهَا حِينَ أَتَاهُ الْوَحْيُ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَوْحى إِلَيَّ يَأْمُرُنِي أَنْ أَتَّخِذَ وَصِيّاً مِنْ أَهْلِي، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: فَلْيَكُنِ ابْنِي، قَالَ: ذَاكَ أُرِيدُ، وَكَانَ السَّابِقُ فِي عِلْمِ اللّهِ الْمَحْتُومِ عِنْدَهُ أَنَّهُ سُلَيْمَانُ.
فَأَوْحَى اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلى دَاوُدَ: أَنْ لاَ تَعْجَلْ دُونَ أَنْ يَأْتِيَكَ أَمْرِي، فَلَمْ يَلْبَثْ دَاوُدُ أَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي الْغَنَمِ وَالْكَرْمِ۲، فَأَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ: أَنِ اجْمَعْ وُلْدَكَ، فَمَنْ قَضى بِهذِهِ الْقَضِيَّةِ۳ فَأَصَابَ، فَهُوَ وَصِيُّكَ مِنْ بَعْدِكَ.
فَجَمَعَ دَاوُدُ عليه‏السلام وُلْدَهُ، فَلَمَّا أَنْ قَصَّ الْخَصْمَانِ، قَالَ سُلَيْمَانُ عليه‏السلام: يَا صَاحِبَ الْكَرْمِ، مَتى دَخَلَتْ غَنَمُ هذَا الرَّجُلِ كَرْمَكَ ؟ قَالَ: دَخَلَتْهُ لَيْلاً، قَالَ: قَدْ قَضَيْتُ عَلَيْكَ

1.. تقدّم معناه ذيل ح ۷۳۲ .

2.. «الكَرْمُ» : شجرة العنب . واحدتها كَرْمَة . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۱۴ كرم .

3.. قال الجوهري : «القضاء : الحكم» . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۶۳ قضى .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13921
صفحه از 868
پرینت  ارسال به