43
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الاْخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ»۱ وَقَالَ: «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ»۲ وَقَالَ: «وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنَا بَنِى إِسْرائِيلَ الْكِتَابَ هُدىً وَذِكْرى لِأُولِى الْأَلْبَابِ»۳ وَقَالَ: «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤمِنِينَ»۴.
يَا هِشَامُ، إِنَّ اللّه‏َ تَعَالى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: «إِنَّ فِى ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ»۵ يَعْنِي عَقْلٌ، وَقَالَ: «وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ»۶ قَالَ: الْفَهْمَ وَالْعَقْلَ.
يَا هِشَامُ، إِنَّ لُقْمَانَ قَالَ لاِبْنِهِ: تَوَاضَعْ لِلْحَقِّ تَكُنْ أَعْقَلَ النَّاسِ، وَإِنَّ الْكَيْسَ۷ لَدَى الْحَقِّ يَسِيرٌ، يَا بُنَيَّ إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ غَرِقَ فِيهَا عَالَمٌ كَثِيرٌ، فَلْتَكُنْ سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَى اللّه‏ِ، وَحَشْوُهَا۸ الاْءِيمَانَ، وَشِرَاعُهَا۹ التَّوَكُّلَ، وَقَيِّمُهَا الْعَقْلَ، وَدَلِيلُهَا الْعِلْمَ، وَسُكَّانُهَا۱۰ الصَّبْرَ.
يَا هِشَامُ، إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ دَلِيلاً، وَدَلِيلُ الْعَقْلِ التَّفَكُّرُ، وَدَلِيلُ التَّفَكُّرِ الصَّمْتُ ؛ وَلِكُلِّ

1.. الزمر ۳۹ : ۹ .

2.. ص ۳۸ : ۲۹ .

3.. غافر ۴۰ : ۵۳ ـ ۵۴ .

4.. الذاريات ۵۱ : ۵۵ .

5.. ق ۵۰ : ۳۷ .

6.. لقمان ۳۱ : ۱۲ .

7.. «الكيْس» يقرأ بوجهين : بفتح الكاف وسكون الياء ، بمعنى العقل والفطانة ، وهو مختار السيّد الداماد في التعليقة، ص۳۴ وصدر المتألّهين في شرحه، ج۱ ، ص۳۵۹ ؛ وبفتح الكاف وكسر الياء المشدّدة بمعنى ذي الكيس ، وهو مختار الفيض في الوافي، ج۱ ، ص۹۷ والمازندراني في شرحه، ج۱ ، ص۱۷۹. و«اليسير» : القليل ، أو الهيّن ومقابل العسير.
والمعنى على الوجه الأوّل : أنّ فطانة الإنسان وعقله سهلٌ هيّنٌ عند الحق لا قَدْر له ؛ أو إدراكه عنده قليل. وعلى الثاني : العاقل الذي يعمل بمقتضى عقله عند ظهور الحقّ قليل ، أو منقاد له غير صعب ولا عسير. واحتمل العلاّمة المجلسي كون «يسير» على كلا الوجهين فعلاً. راجع : النهاية ، ج۴ ، ص۲۱۷ ـ ۲۱۸ كيس ؛ و ج۵ ، ص۲۹۵ (يسر).

8.. «الحَشْوُ» : ما ملأتَ به ـ كالقطن ـ الفراشَ وغيرَه . راجع : لسان العرب ، ج۱۴ ، ص۱۸۰ حشا .

9.. شِراع السفينة : ما يرفع فوقها من ثوب لتدخل فيه الريح ، فتُجريها . النهاية ، ج۲ ، ص۴۶۱ شرع .

10.. سُكّان السفينة هو ذَنَبُ السفينة ؛ لأنّها به تقوم وتُسكَّن وتعدّل وتمنع من الحركة والاضطراب . راجع : المغرب ، ص۲۳۰ ؛ لسان العرب ، ج۱۳ ، ص۲۱۱ سكن.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
42

يَعْلَمُونَ۱»۲ وَقَالَ: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللّه‏ُ قُلِ الْحَمْدُ للّه‏ِِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ»۳.
يَا هِشَامُ، ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ، فَقَالَ: «وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ»۴ وَقَالَ: «وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»۵وَقَالَ: «وَقالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللّه‏ُ»۶ وَقَالَ: «وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ»۷ وَقَالَ: «وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»۸ وَقَالَ: «وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ»۹ وَقَالَ: (وَأكْثَرُهُمْ لا يَشْعُرُونَ)۱۰.
يَا هِشَامُ، ثُمَّ ذَكَرَ أُولِي الْأَلْبَابِ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، وَحَلاَّهُمْ بِأَحْسَنِ الْحِلْيَةِ، فَقَالَ: «يُؤتِى الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبَابِ»۱۱وَقَالَ: «وَالرّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبَابِ»۱۲
۱ / ۱۶
وَقَالَ: «إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لاَيَاتٍ لِأُولِى الْأَلْبَابِ»۱۳ وَقَالَ: «أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولوُا الأَلْبَابِ»۱۴ وَقَالَ: «أَمَّنْ

1.. هكذا في المطبوع . وفي جميع النسخ التي بأيدينا : «لا يعقلون» ، وهو مخالف لما في القرآن ، ولعلّه خطأ من النسّاخ أو تصحيف من الرواة. قال المجلسي : «ويحتمل أن يكون عليه‏السلام نَقَلَ بالمعنى إشارةً إلى ما مرّ من استلزام العقل للعلم» . مرآة العقول ، ج۱ ، ص۵۰ .

2.. لقمان ۳۱ : ۲۵ .

3.. العنكبوت ۲۹ : ۶۳ .

4.. سبأ ۳۴ : ۱۳ .

5.. ص۳۸ : ۲۴ .

6.. غافر ۴۰ : ۲۸ .

7.. هود ۱۱ : ۴۰ .

8.. الأنعام ۶ : ۳۷ ؛ الأعراف (۷) : ۱۳۱ ؛ يونس (۱۰) : ۵۵ ؛ القصص (۲۸) : ۱۳ و ۵۷ ؛ الزمر (۳۹) : ۴۹ ؛ الدخان (۴۴) : ۳۹ ؛ الطور (۵۲) : ۴۷ .

9.. المائدة ۵ : ۱۰۳ .

10.. لا توجد آية في القرآن الكريم بهذا اللفظ ؛ لذلك احتمل العلاّمة المجلسي مرآة العقول ، ج۱ ، ص۵۱. أن يكون نقلاً بالمعنى ، أو تصحيفا من الرواة ؛ لما وردت بعض الآيات في سورة يونس ۱۰ : ۶۰ والنمل (۲۷) : ۷۳ تقول : «وَ لَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ» فيكون احتمال التصحيف واردا .

11.. البقرة۲ : ۲۶۹ .

12.. آل عمران۳ : ۷ .

13.. آل عمران ۳ : ۱۹۰.

14.. الرعد ۱۳ : ۱۹ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17096
صفحه از 868
پرینت  ارسال به