409
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام: رُوِّينَا۱ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ عِلْمَنَا غَابِرٌ۲، وَمَزْبُورٌ، وَنَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ، وَنَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ»، فَقَالَ: «أَمَّا الْغَابِرُ، فَمَا تَقَدَّمَ مِنْ عِلْمِنَا؛ وَأَمَّا الْمَزْبُورُ، فَمَا يَأْتِينَا؛ وَأَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ، فَإِلْهَامٌ؛ وَأَمَّا النَّقْرُ فِي الْأَسْمَاعِ، فَأَمْرُ الْمَلَكِ».

۵۱ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‏السلام لَوْ سُتِرَ عَلَيْهِمْ لَأَخْبَرُوا كُلَّ امْرِىًٔ بِمَا لَهُ وَ عَلَيْهِ

۶۹۲.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «لَوْ كَانَ لِأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِيَةٌ۳، لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِىًٔبِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ».

۶۹۳.۲. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ ۱ / ۲۶۵
مُسْكَانَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا بَصِيرٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: مِنْ أَيْنَ أَصَابَ أَصْحَابَ عَلِيٍّ عليه‏السلام مَا أَصَابَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَنَايَاهُمْ۴ وَبَلاَيَاهُمْ۵ ؟
قَالَ: فَأَجَابَنِي ـ شِبْهَ الْمُغْضَبِ ـ: «مِمَّنْ ذلِكَ إِلاَّ مِنْهُمْ ؟!».
فَقُلْتُ: مَا يَمْنَعُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟

1.. في مرآة العقول، ج۳، ص۱۳۸ : «روينا ، على المعلوم من باب ضرب ، أو المجهول من هذا الباب ، أو باب التفعيل . وعلى الأخير أكثر المحدّثين» . وفي الصحاح : «روّيته الشعر تروية ، أي حملته على روايته ، وأرويته أيضا» . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۶۴ روى.

2.. راجع ما تقدّم من شرح اللغات ذيل الحديث الأوّل والثاني من هذا الباب . والغابر هاهنا بمعنى الماضي كما في شرج المازندراني ، ج ۶ ، ص ۱۴۳ ؛ والوافي ، ج ۳ ، ص ۶۰۶ ؛ ومرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۳۸ .

3.. «الأوكية»: جمع الوِكاء، وهو الخيط الذي تُشَدّ به الصرّة والكيس وغيرها. راجع : النهاية، ج ۵ ، ص ۲۲۲ وكي.

4.. «المَنايا» : جمع المَنيَّة ، وهي الموت ؛ من المَنْي بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص ، والمراد آجالهم . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۹۲ منى .

5.. «البلايا» : جمع البَليَّة ، وهي اسم من أبلاه وابتلاه ابتلاءً بمعنى امتحنه . راجع : المصباح المنير ، ص ۶۲ بلو .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
408

مَاضٍ، وَغَابِرٍ۱، وَحَادِثٍ ؛ فَأَمَّا الْمَاضِي، فَمُفَسَّرٌ ؛ وَأَمَّا الْغَابِرُ، فَمَزْبُورٌ ؛ وَأَمَّا الْحَادِثُ، فَقَذْفٌ۲ فِي الْقُلُوبِ وَنَقْرٌ۳ فِي الْأَسْمَاعِ وَهُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا، وَلاَ نَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّنَا۴».

۶۹۰.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ، قَالَ: «وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَمِنْ عَلِيٍّ عليه‏السلام».
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِكُمْ، وَيُنْكَتُ فِي آذَانِكُمْ۵ ؟ قَالَ: «أَوْ ذَاكَ۶».

۶۹۱.۳. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

1.. قال الجوهري : «غَبَرَ الشيءُ يَغْبُرُ أي بقي ، والغابِر : الباقي ، والغابِر : الماضي ، وهو من الأضداد» . والمراد هنا : الأوّل بقرينة مقابلته بالماضي ، يعني ما تعلّق بالاُمور الآتية . وأمّا المازندراني فقال : «المراد به هنا الثاني» . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۶۴ غبر ؛ شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۴۳ ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۰ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۳۶ .

2.. «القَذْفُ» : الرمي بقوّة . يقال : قَذَفَ في قلوبكم ، أي ألقى فيه وأوقع . والمراد هنا: من طريق الإلهام . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۹ قذف .

3.. «النَقْر» : الضرب والإصابة . يقال : نَقَرَهُ يَنْقُرُهُ نَقْرا : ضربه . ويقال : رَمَى الرامي الغَرَضَ فَنَقَرَهُ ، أي أصابه ولم يُنْفِذْه . والمراد منه تحديث الملك . راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۲۷ و ۲۳۰ نقر .

4.. قوله عليه‏السلام : «ولا نبيّ بعد نبيّنا» دفع توهّم من يتوهّم أنّ كلّ من قذف في قلبه ونقر في سمعه فهو نبيّ ، وذلك لأنّ الفرق بين النبيّ والمُحدَّث إنّما هو برؤية الملك وعدم رؤيته ، لا السماع منه . راجع : شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۴۴ ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۶۰۶ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۳۷ .

5.. «يُنْكَتُ في آذانهم» ، أي يُضْرَبُ فيها ، من النّكْت ، وهو أن تَنْكُتَ الأرضَ بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ نكت .

6.. قوله : «أو ذاك» ، أي علمنا إمّا وراثة ، أو ذاك الذي ذكرت ؛ أو يكون «أو» بمعنى بل ، ردّا لإنكاره ، أي بل ذاك ، أي الوراثة واقع ألبتّة ؛ أو يكون الألف للاستفهام ، أي أوَيكون ذلك؟ على الإنكار للمصلحة ، والأوّل أظهر . ويحتمل أن يكون في الأصل : ذاك أو ذاك ، أو ذاك وذاك ، فسقط الأوّل من النسّاخ . راجع : مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۳۷ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16220
صفحه از 868
پرینت  ارسال به