فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ قِيَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهمالسلام، وَخُرُوجِهِمْ وَقِيَامِهِمْ بِدِينِ اللّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَمَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى قُتِلُوا وَغُلِبُوا؟
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام: «يَا حُمْرَانُ، إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ، وَقَضَاهُ، وَأَمْضَاهُ، وَحَتَمَهُ عَلى سَبِيلِ الاِخْتِيَارِ، ثُمَّ أَجْرَاهُ، فَبِتَقَدُّمِ عِلْمٍ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله قَامَ عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليهمالسلام، وَبِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا ؛ وَلَوْ أَنَّهُمْ يَا حُمْرَانُ حَيْثُ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَإِظْهَارِ الطَّوَاغِيتِ عَلَيْهِمْ، سَأَلُوا اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ ذلِكَ، وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ۱ فِي طَلَبِ إِزَالَةِ مُلْكِ الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابِ مُلْكِهِمْ، إِذاً لَأَجَابَهُمْ، وَدَفَعَ ذلِكَ عَنْهُمْ، ثُمَّ كَانَ انْقِضَاءُ مُدَّةِ الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابُ مُلْكِهِمْ أَسْرَعَ مِنْ سِلْكِ۲ مَنْظُومٍ انْقَطَعَ فَتَبَدَّدَ۳، وَمَا كَانَ ذلِكَ الَّذِي أَصَابَهُمْ ـ يَا حُمْرَانُ ـ لِذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ۴، وَلاَ لِعُقُوبَةِ مَعْصِيَةٍ خَالَفُوا اللّهَ فِيهَا، وَلكِنْ لِمَنَازِلَ وَكَرَامَةٍ مِنَ اللّهِ أَرَادَ أَنْ يَبْلُغُوهَا ؛ فَلاَ تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ فِيهِمْ».
۶۸۴.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام بِمِنى عَنْ خَمْسِمِائَةِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلاَمِ، فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ: يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَيَقُولُ: «قُلْ كَذَا وَكَذَا». قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا الْحَلاَلُ وَهذَا الْحَرَامُ أَعْلَمُ أَنَّكَ صَاحِبُهُ، وَأَنَّكَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ، وَهذَا هُوَ الْكَلاَمُ، فَقَالَ لِي: «وَيْكَ۵ يَا
1.. «ألحّوا عليه» ، أي لَزِمُوه وأصرّوا عليه . يقال : ألحّ على الشيء إذا لَزِمَهُ وأصرّ عليه . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۳۶ لحح .
2.. قال الجوهري : «السِلْكُ : الخيط» . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۹۱ .
3.. «فتبدّد» ، أي تفرّق . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۴ بدد .
4.. «اقترفوه» ، أي عملوه واكتسبوه . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۸۰ قرف .
5.. في الوافي، ج۳، ص۶۰۲ : «ويسك» ، وقال فيه : «ويس، كلمة تستعمل في موضع رأفة واستملاح» .