405
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ قِيَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهم‏السلام، وَخُرُوجِهِمْ وَقِيَامِهِمْ بِدِينِ اللّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَمَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى قُتِلُوا وَغُلِبُوا؟
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «يَا حُمْرَانُ، إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ، وَقَضَاهُ، وَأَمْضَاهُ، وَحَتَمَهُ عَلى سَبِيلِ الاِخْتِيَارِ، ثُمَّ أَجْرَاهُ، فَبِتَقَدُّمِ عِلْمٍ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قَامَ عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليهم‏السلام، وَبِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا ؛ وَلَوْ أَنَّهُمْ يَا حُمْرَانُ حَيْثُ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَإِظْهَارِ الطَّوَاغِيتِ عَلَيْهِمْ، سَأَلُوا اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ ذلِكَ، وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ۱ فِي طَلَبِ إِزَالَةِ مُلْكِ الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابِ مُلْكِهِمْ، إِذاً لَأَجَابَهُمْ، وَدَفَعَ ذلِكَ عَنْهُمْ، ثُمَّ كَانَ انْقِضَاءُ مُدَّةِ الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابُ مُلْكِهِمْ أَسْرَعَ مِنْ سِلْكِ۲ مَنْظُومٍ انْقَطَعَ فَتَبَدَّدَ۳، وَمَا كَانَ ذلِكَ الَّذِي أَصَابَهُمْ ـ يَا حُمْرَانُ ـ لِذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ۴، وَلاَ لِعُقُوبَةِ مَعْصِيَةٍ خَالَفُوا اللّهَ فِيهَا، وَلكِنْ لِمَنَازِلَ وَكَرَامَةٍ مِنَ اللّهِ أَرَادَ أَنْ يَبْلُغُوهَا ؛ فَلاَ تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ فِيهِمْ».

۶۸۴.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام بِمِنى عَنْ خَمْسِمِائَةِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلاَمِ، فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ: يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَيَقُولُ: «قُلْ كَذَا وَكَذَا». قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا الْحَلاَلُ وَهذَا الْحَرَامُ أَعْلَمُ أَنَّكَ صَاحِبُهُ، وَأَنَّكَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ، وَهذَا هُوَ الْكَلاَمُ، فَقَالَ لِي: «وَيْكَ۵ يَا

1.. «ألحّوا عليه» ، أي لَزِمُوه وأصرّوا عليه . يقال : ألحّ على الشيء إذا لَزِمَهُ وأصرّ عليه . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۳۶ لحح .

2.. قال الجوهري : «السِلْكُ : الخيط» . راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۹۱ .

3.. «فتبدّد» ، أي تفرّق . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۴ بدد .

4.. «اقترفوه» ، أي عملوه واكتسبوه . راجع : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۸۰ قرف .

5.. في الوافي، ج۳، ص۶۰۲ : «ويسك» ، وقال فيه : «ويس، كلمة تستعمل في موضع رأفة واستملاح» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
404

۶۸۲.۳. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ جَمَاعَةَ بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:
كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، يَفْرِضُ اللّهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَيَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ ؟
قَالَ: «لاَ، اللّهُ أَكْرَمُ وَأَرْحَمُ وَأَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ، ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَمَسَاءً».

۶۸۳.۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ، عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ ـ وَ عِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ـ:«عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ يَتَوَلَّوْنَا، وَيَجْعَلُونَا أَئِمَّةً، وَيَصِفُونَ أَنَّ طَاعَتَنَا مُفْتَرَضَةٌ عَلَيْهِمْ كَطَاعَةِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ثُمَّ يَكْسِرُونَ حُجَّتَهُمْ، وَيَخْصِمُونَ أَنْفُسَهُمْ۱ بِضَعْفِ قُلُوبِهِمْ، فَيَنْقُصُونَا حَقَّنَا، وَيَعِيبُونَ ذلِكَ عَلى مَنْ أَعْطَاهُ اللّهُ بُرْهَانَ حَقِّ مَعْرِفَتِنَا وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ؛ أَ تَرَوْنَ أَنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ افْتَرَضَ طَاعَةَ أَوْلِيَائِهِ عَلى عِبَادِهِ، ثُمَّ يُخْفِي عَنْهُمْ أَخْبَارَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَيَقْطَعُ عَنْهُمْ ۱ / ۲۶۲
مَوَادَّ۲ الْعِلْمِ فِيمَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِمَّا فِيهِ قِوَامُ دِينِهِمْ ؟».

1.. «يَخْصِمُونَ أنفسهم» ، أي يغلبونها في الخصومة ، والخُصومة مصدر خَصَمْتُه إذا غلبته في الخصام . ويقال أيضا : خاصَمَه خِصاما ومخاصمة فخَصَمه يَخْصِمه خصما ، أي غلبه بالحجّة . راجع : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۸۰ و ۱۸۲ خصم .
وقال المجلسي رحمه‏الله : «ثمّ يكسرون حجّتهم ، أي على المخالفين ؛ لأنّ حجّتهم على المخالفين أنّ إمامهم يعلم مالايعلم إمامهم ، ولابدّ أن يكون الإمام كاملاً في العلم ، وإمام المخالفين ناقص جاهل ؛ فإذا اعترفوا في إمامهم أيضا بالجهل كسروا وأبطلوا حجّتهم وخصموا أنفسهم ، أي قالوا بشيء إن تمسّك به المخالفون غلبوا عليهم ، فإنّ لهم أن يقولوا : لا فرق بين إمامنا وإمامكم » . مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ .

2.. «المَوادّ» : جمع المادّة ، وهي الزيادة المتّصلة . والمراد : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه ممّا ينزل عليهم في ليلة القدر وغيرها . راجع : مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۳۲ ؛ الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۳۷ مدد .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14840
صفحه از 868
پرینت  ارسال به