397
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: «قَدْرُ قَطْرَةٍ مِنَ الْمَاءِ فِي الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ، فَمَا يَكُونُ ذلِكَ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ ؟» قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَقَلَّ هذَا !
فَقَالَ: «يَا سَدِيرُ، مَا أَكْثَرَ هذَا أَنْ يَنْسُبَهُ۱ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَى الْعِلْمِ الَّذِي أُخْبِرُكَ بِهِ. يَا سَدِيرُ، فَهَلْ وَجَدْتَ فِيمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَيْضاً: «قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ»۲؟». قَالَ: قُلْتُ: قَدْ قَرَأْتُهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ.
قَالَ: «فَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ أَفْهَمُ، أَمْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ بَعْضُهُ ؟» قُلْتُ: لاَ، بَلْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ، قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ، وَقَالَ: «عِلْمُ الْكِتَابِ وَاللّهِ كُلُّهُ عِنْدَنَا، عِلْمُ الْكِتَابِ وَاللّهِ كُلُّهُ عِنْدَنَا».

۶۶۸.۴. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام عَنِ الاْءِمَامِ: يَعْلَمُ الْغَيْبَ ؟
فَقَالَ: «لاَ، وَلكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ الشَّيْءَ، أَعْلَمَهُ اللّهُ ذلِكَ».

۱ / ۲۵۸

۴۶ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‏السلام إِذَا شَاؤُوا أَنْ يَعْلَمُوا عُلِّمُوا

۶۶۹.۱. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ غَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيِّ:

1.. قال المجلسي رحمه‏الله : «لعلّ هذه ردّ لما يفهم من كلام سدير من تحقير العلم الذي اُوتي آصف عليه‏السلام بأنّه وإن كان قليلاً بالنسبة إلى علم كلّ الكتاب ، فهو في نفسه عظيم ؛ لانتسابه إلى علم الذي أخبرك بعد ذلك برفعة شأنه . ويحتمل أن يكون هذا مبهما يفسّره ما بعده ، ويكون الغرض بيان وفور علم من نسبه اللّه‏ إلى مجموع علم الكتاب . ولعلّ الأوّل أظهر . وأظهر منهما ما في البصائر [ص ۲۱۳] حيث روى عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن سليمان ، وفيه : ما أكثر هذا لمن لم ينسبه » . ثمّ قال : «والمعنى حينئذٍ بيّن ، وعلى التقادير يقرأ اُخبرك على صيغة المتكلّم ، ويمكن أن يقرأ على ما في الكتاب بصيغة الغيبة ، أي أخبرك اللّه‏ بأنّه أتى بعرش بلقيس في أقلّ من طرفة عين» . راجع : مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۱۱۴ .

2.. الرعد ۱۳ : ۴۳ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
396

حُمْرَانُ، عِلْمٌ مَوْقُوفٌ عِنْدَهُ، إِلَيْهِ فِيهِ الْمَشِيئَةُ، فَيَقْضِيهِ إِذَا أَرَادَ، وَيَبْدُو لَهُ فِيهِ، فَلاَ يُمْضِيهِ ؛ فَأَمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يُقَدِّرُهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ويَقْضِيهِ وَيُمْضِيهِ، فَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي ۱ / ۲۵۷
انْتَهى إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ثُمَّ إِلَيْنَا».

۶۶۷.۳. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَدِيرٍ، قَالَ:
كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَصِيرٍ وَيَحْيَى الْبَزَّازُ وَدَاوُدُ بْنُ كَثِيرٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ، قَالَ: «يَا عَجَباً لِأَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنَّا نَعْلَمُ الْغَيْبَ، مَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلاَّ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؛ لَقَدْ هَمَمْتُ بِضَرْبِ جَارِيَتِي فُلاَنَةَ، فَهَرَبَتْ مِنِّي، فَمَا عَلِمْتُ فِي أَيِّ بُيُوتِ الدَّارِ هِيَ ؟».
قَالَ سَدِيرٌ: فَلَمَّا أَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَصَارَ فِي مَنْزِلِهِ، دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَصِيرٍ وَمُيَسِّرٌ، وَقُلْنَا لَهُ: جُعِلْنَا فِدَاكَ، سَمِعْنَاكَ وَأَنْتَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا فِي أَمْرِ جَارِيَتِكَ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ تَعْلَمُ عِلْماً كَثِيراً، وَلاَ نَنْسُبُكَ إِلى عِلْمِ الْغَيْبِ۱.
قَالَ: فَقَالَ: «يَا سَدِيرُ، أَ لَمْ تَقْرَإِ الْقُرْآنَ ؟» قُلْتُ: بَلى.
قَالَ: «فَهَلْ وَجَدْتَ فِيمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «قالَ الَّذِى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ»۲ ؟» قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ قَرَأْتُهُ.
قَالَ: «فَهَلْ عَرَفْتَ الرَّجُلَ ؟ وَهَلْ عَلِمْتَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ ؟» قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِهِ.

1.. في الوافي، ج۳، ص۵۹۲ : «ولا ننسبك إلى علم الغيب ، إمّا إخبار ، أو استفهام إنكار» .

2.. النمل ۲۷ : ۴۰ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16086
صفحه از 868
پرینت  ارسال به