391
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۴۲ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‏السلام يَزْدَادُونَ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ

۶۵۴.۱. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقُمِّيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: قَالَ لِي: «يَا أَبَا يَحْيى، إِنَّ لَنَا فِي لَيَالِي الْجُمُعَةِ لَشَأْناً مِنَ الشَّأْنِ».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا ذَاكَ الشَّأْنُ ؟
۱ / ۲۵۴
قَالَ: «يُؤذَنُ لِأَرْوَاحِ الْأَنْبِيَاءِ الْمَوْتى عليهم‏السلام، وَأَرْوَاحِ الْأَوْصِيَاءِ الْمَوْتى، وَرُوحِ الْوَصِيِّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ حَتّى تُوَافِيَ عَرْشَ رَبِّهَا۱، فَتَطُوفَ بِهِ أُسْبُوعاً، وَتُصَلِّيَ عِنْدَ كُلِّ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى الْأَبْدَانِ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا، فَتُصْبِحُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْأَوْصِيَاءُ قَدْ مُلِئُوا سُرُوراً، وَيُصْبِحُ الْوَصِيُّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ وَقَدْ زِيدَ فِي عِلْمِهِ مِثْلُ جَمِّ الْغَفِيرِ۲».

۶۵۵.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ، عَنْ يُوسُفَ الْأَبْزَارِيِّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ، قَالَ:
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام ذَاتَ يَوْمٍ ـ وَ كَانَ لاَ يُكَنِّينِي۳ قَبْلَ ذلِكَ ـ:«يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ».

1.. «توافي عَرْش ربّها» أي تأتيها . يقال : وافى فلان فلانا ، أي أتاه . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۲۶ وفى .

2.. «جَمُّ الغَفِير» أي الجمع الكثير ، يقال : جاء القوم جمّا غَفِيرا ، والجمّاءَ الغَفِيرَ ، وجَمّاءَ غَفِيرا ، أي مجتمعين كثيرين ، ويقال : جاؤوا الجَمَّ الغَفِيرَ ، ثمّ يحذف الألف واللام وأُضيف من باب صلاة الاُولى ومسجد الجامع . وأصل الكلمة من الجُمُوم والجَمَّة ، وهو الاجتماع والكثرة ، والغَفِير من الغَفْر ، وهو التغطية والستر ، فجعلت الكلمتان في موضع الشمول والإحاطة . ولم تقل العرب : الجمّاء إلاّ موصوفا وهو منصوب على المصدر كطُرّا وقاطبةً ؛ فإنّها أسماء وضعت موضع المصدر . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۰۰ جمم .

3.. في مرآة العقول، ج۳، ص۱۰۵ : «وكان لا يُكَنّيني ، أي لا يدعونني بالكنية قبل هذا اليوم ، وفي هذا اليوم دعاني به ، وقال : يا أبا عبد اللّه‏ ، وهذا افتخار من المفضّل ؛ لأنّ التكنية عندهم من أفضل التعظيم» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
390

قَالَ: «صَدَقْتَ، افْهَمْ عَنِّي مَا أَقُولُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ وَلاَ لَيْلَةٍ إِلاَّ وَجَمِيعُ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ تَزُورُ أَئِمَّةَ الضَّلاَلَةِ، وَيَزُورُ إِمَامَ الْهُدى عَدَدُهُمْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، حَتّى إِذَا أَتَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَيَهْبِطُ فِيهَا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلى وَلِيِّ الْأَمْرِ، خَلَقَ اللّهُ ـ أَوْ قَالَ: قَيَّضَ اللّهُ۱ ـ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الشَّيَاطِينِ بِعَدَدِهِمْ، ثُمَّ زَارُوا وَلِيَّ الضَّلاَلَةِ، فَأَتَوْهُ بِالاْءِفْكَ۲ وَ الْكَذِبِ حَتّى لَعَلَّهُ يُصْبِحُ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ كَذَا وَكَذَا، فَلَوْ سَأَلَ وَلِيَّ الْأَمْرِ عَنْ ذلِكَ، لَقَالَ: رَأَيْتَ شَيْطَاناً أَخْبَرَكَ بِكَذَا وَكَذَا حَتّى يُفَسِّرَ لَهُ تَفْسِيراً، وَيُعْلِمَهُ الضَّلاَلَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا.
وَ ايْمُ اللّهِ، إِنَّ مَنْ صَدَّقَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيَعْلَمُ أَنَّهَا لَنَا خَاصَّةً ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِعَلِيٍّ عليه‏السلام حِينَ دَنَا مَوْتُهُ: هذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي، فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُ رَشَدْتُمْ۳، وَلكِنْ مَنْ لاَ يُؤمِنُ بِمَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مُنْكِرٌ، وَمَنْ آمَنَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ـ مِمَّنْ عَلى غَيْرِ رَأْيِنَا ـ فَإِنَّهُ لاَ يَسَعُهُ فِي الصِّدْقِ إِلاَّ أَنْ يَقُولَ: إِنَّهَا لَنَا، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ فَإِنَّهُ كَاذِبٌ ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُنَزِّلَ الْأَمْرَ مَعَ الرُّوحِ وَالْمَلاَئِكَةِ إِلى كَافِرٍ فَاسِقٍ.
فَإِنْ قَالَ: إِنَّهُ يُنَزِّلُ إِلَى الْخَلِيفَةِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهَا، فَلَيْسَ قَوْلُهُمْ ذلِكَ بِشَيْءٍ.
وَ إِنْ قَالُوا: إِنَّهُ لَيْسَ يُنَزِّلُ إِلى أَحَدٍ، فَلاَ يَكُونُ أَنْ يُنَزَّلَ شَيْءٌ إِلى غَيْرِ شَيْءٍ.
وَ إِنْ قَالُوا ـ وَ سَيَقُولُونَ ـ: لَيْسَ هذَا بِشَيْءٍ، فَقَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيداً».

1.. يقال : «قيَض اللّه‏» فلانا لفلان ، أي جاءه به وأتاحه له ، وقيّض اللّه‏ له قرينا ، أي هيّأه وسبّبه له من حيث لا يحتسبه . راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۲۵ قيض .

2.. «الإفك» : الكذب ، فالعطف للتفسير . قال الراغب في المفردات ، ص ۷۹ أفك : «الإفك : كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه ، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهابّ : مؤتفكات» . في شرح المازندراني، ج۶، ص۲۱ : «ولا يبعد أن يقال : إنّ الخبر الذي لا يطابق الواقع من حيث إنّه لا يطابق الواقع يسمّى كذبا ، ومن حيث إنّه يصرف المخاطب عن الحقّ إلى الباطل يسمّى إفكا ، يقال : أَفَكَهُ ، إذا صرفه عن الشيء» .

3.. «رشدتم» ، أي اهتديتم ، من الرشد بمعنى الصلاح ، وهو خلاف الغيّ والضلال ، وهو إصابة الصواب ، وأيضا الاستقامة على طريق الحقّ مع تصلّب فيه . راجع : المصباح المنير ، ص ۲۲۷ رشد .

تعداد بازدید : 15652
صفحه از 868
پرینت  ارسال به