389
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ السَّائِلُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، لاَ أَسْتَطِيعُ إِنْكَارَ هذَا ؟
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «مَنْ أَنْكَرَهُ فَلَيْسَ مِنَّا».
قَالَ السَّائِلُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، أَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هَلْ كَانَ يَأْتِيهِ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ عَلِمَهُ ؟
قَالَ: «لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ هذَا، أَمَّا عِلْمُ مَا كَانَ وَمَا سَيَكُونُ، فَلَيْسَ يَمُوتُ نَبِيٌّ وَلاَ وَصِيٌّ إِلاَّ وَالْوَصِيُّ الَّذِي بَعْدَهُ يَعْلَمُهُ، أَمَّا هذَا الْعِلْمُ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ، فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَعَلاَ ـ أَبى أَنْ يُطْلِعَ الْأَوْصِيَاءَ عَلَيْهِ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ۱».
قَالَ السَّائِلُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، كَيْفَ أَعْرِفُ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَكُونُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ؟
قَالَ: «إِذَا أَتى شَهْرُ رَمَضَانَ، فَاقْرَأْ سُورَةَ الدُّخَانِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، فَإِذَا أَتَتْ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ، فَإِنَّكَ نَاظِرٌ إِلى تَصْدِيقِ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ».

۶۵۳.۹. وَ قَالَ۲: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «لَمَا تَرَوْنَ مَنْ بَعَثَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِلشَّقَاءِ عَلى ۱ / ۲۵۳
أَهْلِ الضَّلاَلَةِ مِنْ أَجْنَادِ الشَّيَاطِينِ وَأَزْوَاجِهِمْ أَكْثَرُ مِمَّا تَرَوْنَ خَلِيفَةَ اللّهِ الَّذِي بَعَثَهُ لِلْعَدْلِ وَالصَّوَابِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ».
قِيلَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، وَكَيْفَ يَكُونُ شَيْءٌ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ؟
قَالَ: «كَمَا شَاءَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ».
قَالَ السَّائِلُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، إِنِّي لَوْ حَدَّثْتُ بَعْضَ الشِّيعَةِ بِهذَا الْحَدِيثِ، لَأَنْكَرُوهُ.
قَالَ: «كَيْفَ يُنْكِرُونَهُ ؟» قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ أَكْثَرُ مِنَ الشَّيَاطِينِ.

1.. في مرآة العقول، ج۳، ص۱۰۰ : «إلاّ أنفسهم ، بضمّ الفاء ، أي اطّلاع كلّ منهم صاحبه . وربّما يقرأ بفتح الفاء ، أفعل التفضيل من النفيس ، أي خواصّ شيعتهم . وقد مرّ أنّ الأوّل أيضا يحتمل شموله لخواصّ الشيعة ، فلا حاجة إلى هذا التكلّف» .

2.. الضمير المستتر راجع إلى أبي جعفر الثاني عليه‏السلام . وهذا واضح لمن نظر إلى أحاديث الباب السابقة نظرةً سريعة.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
388

عَلَيْكَ الْقَضَاءُ لِطَلَبِ الدِّينِ.
قَالَ: «فَافْهَمْ مَا أَقُولُ لَكَ: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ لَمْ يَهْبِطْ حَتّى أَعْلَمَهُ اللّهُ ۱ / ۲۵۲
ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ عِلْمَ مَا قَدْ كَانَ وَمَا سَيَكُونُ، وَكَانَ كَثِيرٌ مِنْ عِلْمِهِ ذلِكَ جُمَلاً يَأْتِي تَفْسِيرُهَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَكَذلِكَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام قَدْ عَلِمَ جُمَلَ الْعِلْمِ، وَيَأْتِي تَفْسِيرُهُ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ كَمَا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».
قَالَ السَّائِلُ: أَ وَمَا كَانَ فِي الْجُمَلِ تَفْسِيرٌ ؟
قَالَ: «بَلى، وَلكِنَّهُ إِنَّمَا يَأْتِي بِالْأَمْرِ مِنَ اللّهِ تَعَالى فِي لَيَالِي الْقَدْرِ إِلَى النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَإِلَى الْأَوْصِيَاءِ: افْعَلْ كَذَا وَكَذَا، لِأَمْرٍ قَدْ كَانُوا عَلِمُوهُ، أُمِرُوا كَيْفَ يَعْمَلُونَ فِيهِ».
قُلْتُ فَسِّرْ لِي هذَا. قَالَ: «لَمْ يَمُتْ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إِلاَّ حَافِظاً لِجُمْلَةِ الْعِلْمِ وَتَفْسِيرِهِ».
قُلْتُ: فَالَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ عِلْمُ مَا هُوَ ؟
قَالَ: «الْأَمْرُ وَالْيُسْرُ فِيمَا كَانَ قَدْ عَلِمَ».
قَالَ السَّائِلُ: فَمَا يَحْدُثُ لَهُمْ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ عِلْمٌ سِوى مَا عَلِمُوا ؟
قَالَ: «هذَا مِمَّا أُمِرُوا بِكِتْمَانِهِ، وَلاَ يَعْلَمُ تَفْسِيرَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ إِلاَّ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ».
قَالَ السَّائِلُ: فَهَلْ يَعْلَمُ الْأَوْصِيَاءُ مَا لاَ يَعْلَمُ الْأَنْبِيَاءُ ؟
قَالَ: «لاَ، وَكَيْفَ يَعْلَمُ وَصِيٌّ غَيْرَ عِلْمِ مَا أُوصِيَ إِلَيْهِ؟!».
قَالَ السَّائِلُ: فَهَلْ يَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ: إِنَّ أَحَداً مِنَ الْوُصَاةِ يَعْلَمُ مَا لاَ يَعْلَمُ الاْخَرُ ؟
قَالَ: «لاَ، لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ إِلاَّ وَعِلْمُهُ فِي جَوْفِ وَصِيِّهِ، وَإِنَّمَا تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِالْحُكْمِ الَّذِي يَحْكُمُ بِهِ بَيْنَ الْعِبَادِ».
قَالَ السَّائِلُ: وَمَا كَانُوا عَلِمُوا ذلِكَ الْحُكْمَ ؟
قَالَ: «بَلى، قَدْ عَلِمُوهُ، وَ لكِنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ إِمْضَاءَ شَيْءٍ مِنْهُ حَتّى يُؤمَرُوا فِي لَيَالِي الْقَدْرِ كَيْفَ يَصْنَعُونَ إِلَى السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ».

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15716
صفحه از 868
پرینت  ارسال به