الدِّينُ مِنَّا حَتّى لاَ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ اخْتِلاَفٌ ـ فَإِنَّ لَهُ أَجَلاً مِنْ مَمَرِّ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ إِذَا أَتى ظَهَرَ، وَكَانَ الْأَمْرُ وَاحِداً.
وَ ايْمُ اللّهِ، لَقَدْ قُضِيَ الْأَمْرُ أَنْ لاَ يَكُونَ بَيْنَ الْمُؤمِنِينَ اخْتِلاَفٌ، وَلِذلِكَ جَعَلَهُمْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ لِيَشْهَدَ مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله عَلَيْنَا، وَلِنَشْهَدَ عَلى شِيعَتِنَا، وَلِتَشْهَدَ شِيعَتُنَا عَلَى النَّاسِ، أَبَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَكُونَ فِي حُكْمِهِ اخْتِلاَفٌ، أَوْ بَيْنَ أَهْلِ عِلْمِهِ تَنَاقُضٌ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام: «فَضْلُ إِيمَانِ الْمُؤمِنِ بِجُمْلَةِ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ»وَبِتَفْسِيرِهَا عَلى مَنْ لَيْسَ مِثْلَهُ فِي الاْءِيمَانِ بِهَا كَفَضْلِ الاْءِنْسَانِ عَلَى الْبَهَائِمِ، وَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَيَدْفَعُ بِالْمُؤمِنِينَ بِهَا عَنِ الْجَاحِدِينَ لَهَا فِي الدُّنْيَا ـ لِكَمَالِ عَذَابِ الاْخِرَةِ لِمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لاَ يَتُوبُ مِنْهُمْ ـ مَا يَدْفَعُ بِالْمُجَاهِدِينَ عَنِ الْقَاعِدِينَ، وَلاَ أَعْلَمُ أَنَّ۱ فِي هذَا الزَّمَانِ جِهَاداً إِلاَّ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ وَالْجِوَارَ۲».
۶۵۲.۸. قَالَ: وَقَالَ رَجُلٌ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، لاَ تَغْضَبْ عَلَيَّ، قَالَ: «لِمَا ذَا ؟» قَالَ: لِمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، قَالَ: «قُلْ». قَالَ: وَلاَ تَغْضَبُ؟ قَالَ: «وَ لاَ أَغْضَبُ».
قَالَ: أَ رَأَيْتَ قَوْلَكَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَتَنَزُّلِ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ فِيهَا إِلَى الْأَوْصِيَاءِ: يَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله قَدْ عَلِمَهُ، أَوْ يَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله يَعْلَمُهُ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله مَاتَ وَلَيْسَ مِنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ إِلاَّ وَعَلِيٌّ عليهالسلام لَهُ وَاعٍ۳ ؟
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام: «مَا لِي وَلَكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ؟ وَمَنْ أَدْخَلَكَ عَلَيَّ ؟» قَالَ: أَدْخَلَنِي
1.. في مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۹۵ : «ولمّا ذكر الجهاد هنا وفي الآية المشار إليها سابقا ، وكان مظنّة أن يفهم السائل وجوب الجهاد في زمانه عليهالسلام مع عدم تحققّ شرائطه مع المخالفين ، أو مع من يخرج من الجاهلين ، أزال عليهالسلامذلك التوهّم بقوله «لا أعلم » ، أي هذه الأعمال قائمة مقام الجهاد لمن لم يتمكّن عنه ؛ أو قوله تعالى : «جَـهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ » [الحج ۲۲ : ۷۸] شاملة لهذه الاُمور أيضا » .
2.. «الجِوار» : أن تعطي الرجلَ ذِمّةً فيكون بها جارك فتُجيره ، وبمعنى المجاورة يقال : جاوره مجاوَرَةً وجِوارا ، أي صار جاره . والمراد به هنا : المحافظة على الذمّة والأمان ، أو قضاء حقّ المجاورة وحسن المعاشرة مع الجار والصبر على أذاه . وقال العلاّمة المجلسي في المرآة ، ج۳، ص۹۵ : «وقيل : المراد بالجوار مجاورة العلماء وكسب التفقّه في الدين . ولا يخفى بُعده» . راجع : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۲۵ جور .
3.. «الواعي» : الحافظ والفاهم . تقول : وعيتُ الحديث أعِيه وَعيا فأنَا واعٍ ، إذا حفظتَه وفهمته ، وفلان أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۰۷ وعا .